أميركا: قصف المستشفى بأفغانستان ليس جريمة حرب

قالت وزارة الدّفاع الأميركيّة، اليوم الجمعة، إنّ الجيش عاقب 16 فردًا إثر الغارة الجويّة في العام الماضي على مستشفى تابع لمنظّمة "أطبّاء بلا حدود" في أفغانستان، وخلصت إلى أنّ القصف كان غير مقصود، وبالتّالي لا يعتبر جريمة حرب.

أميركا: قصف المستشفى بأفغانستان ليس جريمة حرب

الجنرال جوزيف فوتيل خلال تطرقه لنتائج تحقيق قصف المستشفى

قالت وزارة الدّفاع الأميركيّة، اليوم الجمعة، إنّ الجيش عاقب 16 فردًا إثر الغارة الجويّة في العام الماضي على مستشفى تابع لمنظّمة 'أطبّاء بلا حدود' في أفغانستان، وخلصت إلى أنّ القصف كان غير مقصود، وبالتّالي لا يعتبر جريمة حرب.

وخلال عرضه نتائج التّحقيق الدّاخليّ في الحادث الذي وقع في 3 تشرين أوّل/أكتوبر الماضي في مدينة قندوز شماليّ أفغانستان، قال الجنرال جوزيف فوتيل، إنّ الخطأ التّقنيّ والبشريّ أدّى لوقوع هذا الهجوم.

وقتل ما لا يقلّ عن 42 شخصًا، من بينهم 24 مريضًا، و14 موظّفًا وأربعة حرّاس، فيما جرح 37 آخرون في الغارة الجويّة التي دمّرت مبنى مستشفى لمنظّمة 'أطبّاء بلا حدودّ، ما استدعى إدانة واسعة من جماعات حقوق الإنسان.

وخلص تقرير التّحقيق إلى أنّ 'الأشخاص المتورّطين لم يكونوا يعلمون أنّهم يقصفون منشأة طبيّة، وكان الهدف المقصود موقعًا خاضعًا لسيطرة المتمرّدين على بعد نحو 400 متر من مستشفى منظّمة أطبّاء بلا حدود'.

وقال فوتيل للصحافيّين في البنتاغون إنّ المستشفى استهدف بالخطأ بدلًا من مبنى آخر تسيطر عليها طالبان. وأضاف أنّ المستشفى كان على قائمة المباني الممنوع استهدافها، إلّا أنّ طاقم الطّائرة لم يستطع الوصول إلى تلك القائمة بسبب مشاكل في نظام الاتّصال اللاسلكيّ.

وطبقًا للتقرير فإنّه لا القوّات البريّة ولا طاقم الطّائرة علموا أنّ المنشأة الطّبيّة تتعرّض للقصف.

وتابع فوتيل 'خلص التّحقيق إلى أنّ الأفراد المعنيّين فشلوا في الامتثال لقواعد الاشتباك في قانون النّزاعات المسلّحة. ومع ذلك، فإنّ التّحقيق لم يستدلّ على أنّ هذا الفشل يرقى إلى جريمة حرب'.

'إن تسمية جرائم الحرب عادة مخصّصة للأعمال المتعمّدة، التي تستهدف المدنيّين عمدًا أو تستهدف الأشياء أو المواقع المحميّة'.

من جانبها قالت منظّمة 'أطباء بلا حدود' إنّها تراجع التّقرير لتحديد ما إذا كان قد تناول الأسئلة التي ظلّت عالقة بعد الهجوم، لكنّها أوضحت أنّها غير راضية عن التّحقيقات التي أجريت فقط من قبل الجيش بدلًا من كيان مستقلّ.

وقالت رئيس منظمّة 'أطباء بلا حدود'، ميني نيكولاي، في بيان 'المؤتمر الصّحافيّ اليوم يرقى إلى اعتراف بعمليّة عسكريّة غير منضبطة في المناطق الحضريّة المكتظّة بالسّكّان، فشلت خلالها القوّات الأميركيّة في اتّباع القوانين الأساسيّة للحرب، ومن غير المفهوم كيف لم يتمّ إلغاء الهجوم في ظلّ هذه الظّروف الموصوفة من قبل الولايات المتّحدة'.

وأضافت أنّه لا تستطيع الولايات المتّحدة 'الهروب من مسؤوليّاتها في ساحة المعركة ببساطة عن طريق استبعاد نيّة مهاجمة بناية محميّة'.

وقال فوتيل إنّ 16 عسكريًّا بينهم ضابط كبير، خضعوا لإجراءات تأديبيّة، ولكن أيًّا منهم لن يواجه تهمًا جنائيًّة.

وشملت العقوبات الإيقاف والعزل من الخدمة، وتوجيه خطابات توبيخ، والتّحويل لتلقّي النّصح والمشورة وإعادة التدريب، وفق ما ذكر الجيش. وصدرت أوامر باستبعاد خمسة أشخاص من أفغانستان.

وتم حجب التّفاصيل الدقّيقة حول العقوبات والذين تعرّضوا لها بسبب المخاوف المتعلّقة بالخصوصيّة.

كما ستقوم الولايات المتّحدة أيضًا بدفع مبالغ للضحايا وأسرهم ووستنفق 5.7 مليون دولار أميركيّ لإعادة بناء المستشفى.

وكان الجيش أرسى أيضًا إصلاحات لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلًا، بما في ذلك التّغييرات في كيفيّة الوصول إلى قائمة المواقع الممنوع استهدافها.

وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إنّ الرّئيس الأميركيّ باراك أوباما تلقّى إفادة بما ورد في التّقرير.

اقرأ أيضا: أميركا وأوروبا: أمل بإتمام محادثات الشراكة عبر الأطلسي
وفي حادث منفصل، تعرّض مستشفى تابع لـ'أطبّاء بلا حدود' في سورية هذا الأسبوع للقصف، ما أوقع 30 قتيلًا على الأقلّ.

التعليقات