بلير حاول "هندسة" الحكومة الإسرائيلية لتضم المعسكر الصهيوني

عمل رئيس حكومة بريطانيا السّابق والمبعوث الخاصّ للرباعيّة الدّوليّة إلى الشّرق الأوسط المنتهية ولايته، توني بلير، من وراء الكواليس، على ضمّ المعسكر الصّهيونيّ للائتلاف الحكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، وهي الخطوة التي باءت بالفشل

بلير حاول "هندسة" الحكومة الإسرائيلية لتضم المعسكر الصهيوني

عمل رئيس حكومة بريطانيا السّابق والمبعوث الخاصّ للرباعيّة الدّوليّة إلى الشّرق الأوسط المنتهية ولايته، توني بلير، من وراء الكواليس، على ضمّ 'المعسكر الصّهيونيّ' للائتلاف الحكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، وهي الخطوة التي باءت بالفشل بعد دخول ليبرمان لمشهد المفاوضات واضطرار هرتسوغ إعلان انسحابه من المحادثات. وجاءت خطوة بلير هذه في سعي منه لـ'هندسة' ائتلاف حكوميّ موسّع في إسرائيل، يشتمل على 'المعسكر الصّهيونيّ'، إيمانًا منه، أنّ هذه التّركيبة ستكون قادرة على دفع العمليّة السّلميّة.

وجاءت مبادرة بلير لضمّ 'المعسكر الصّهيونيّ' للائتلاف الحكوميّ، عبر تنسيقه مع كلّ من الرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، وزير الخارجيّة الأميركيّة، جون كيري، زعيم المعارضة الإسرائيليّة، يتسحاق هرتسوغ ورئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو.

وأشار مصدران سياسيّان إلى أنّ بلير الذي عمل بالتّنسيق مع رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ ومع وزير وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، هو الذي دفع بالّرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي لإلقاء خطابه، أوّل أمس، الذي توجّه فيه إلى الأحزاب الإسرائيليّة طالبًا منها التّوصّل إلى وحدة تساعد على دفع عمليّة السّلام مع الفلسطينيّين.

وقالت صحيفة 'هآرتس' الصّادرة صباح اليوم الخميس، إنّ خطوة بلير 'كانت غير مسبوقة تقريبًا بكلّ ما يخصّ التّدخّل المكثّف لعناصر دوليّة في المنظومة السّياسيّة في إسرائيل'.

وتأتي خطوة بلير هذه، بشكل  مستقلّ ودون تقلدّه مكانة رسميّة معيّنة، إذ أنّه أنهى منصبه كمبعوث خاصّ للرباعيّة الدّوليّة للشرق الأوسط قبل شهور عدّة، إلّا أنّه يصرّ حتّى الآن على إحراز انطلاقة في المسار التّفاوضيّ مع الفلسطينيّين.

وانتهج بلير مؤخّرًا، زيارة المنطقة بشكل ثابت، كلّ أسبوعين – ثلاثة أسابيع، والتقى تقريبًا في كلّ زيارة، برئيس الحكومة الإسرائيليّ، بينيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، ليطلعهما على مستجدّات محادثاته مع زعماء من العالم العربيّ.

وكان مفاد الرّسالة التي أتى بها بلير لنتنياهو وهرتسوغ، أنّ دولًا عربيّة سنيّة ترغب ومعنيّة بعلاقات سلميّة مع إسرائيل، إلّا أنّ الخطوة مشروطة بإستراتيجيّة إسرائيل في الضّفّة الغربيّة وفي قطاع غزّة، نحو حلّ الدّولتين لشعبين.

وأشارت مصادر إلى أنّ إقرار ميزانيّة الدّولة لعامين متتالين، جعلت بلير يدرك أنّ الجهاز السّياسيّ في إسرائيل سيشهد استتبابًا حتّى عام 2019، ما شجّعه على تسريع وتكثيف مساعيه في الشّرق الأوسط 'بلير آمن أنّ الطّريق الوحيدة لدفع عمليّة سياسيّة بين إسرائيل والفلسطينيّين، تشترك فيها دول عربيّة، سيأتي فقط عبر إدخال المعسكر الصّهيونيّ للائتلاف الحكوميّ'.

وقد باشر بلير مساعيه مع هرتسوغ ونتنياهو قبل أسابيع معدودة، بالتّزامن مع المفاوضات الأوليّة بين زعيمي الليكود والمعسكر الصّهيونيّ لضمّ الأخير للائتلاف. وكانت مساعي بلير بدفع العمليّة السّلميّة السّبب الرّئيسيّ الذي دفع بهرتسوغ للتحدّث عن 'فرصة تاريخيّة نادرة'.

وزار بلير، الأسبوع الماضي، القاهرة، وأجرى محادثات مع مسؤولين مصريّين لكي يجنّدهم لدعم خطوته. وأشار مصدر مصريّ إلى أنّ بلير هو الذي دفع بالرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، بإلقاء خطابه الذي توجّه فيه للإسرائيليّين مطالبًا دعمهم للعمليّة السّلميّة. وقال المصدر نفسه أنّ خطوة السّيسي، التي بادر لها بلير، كانت منسّقة بالكامل مع زعيم المعارضة في إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ.

كما ونسّق توني بلير خطواته ومبادرته هذه مع وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، وأطلعه بشأن مساعيه مع هرتسوغ، نتنياهو والسّيسي. وأشار مصدر إلى أنّ توجّه بلير سّبب لكيري إعادة التّفكير في نشر تقرير الرّباعيّة للشرق الأوسط، والذي من المتوقّع أن ينشر في 25 منم أيّار/مايو الجاري، والذي يحتوي على نقد لاذع للسياسات الإسرائيليّة في المستوطنات الإسرائيليّة في الضّفّة الغربيّة.

وزار بلير إسرائيل، بعد التقائه السيسي، ليلتقي بهرتسوغ ونتنياهو مجدّدًا، إذ أشارت صحيفة 'هآرتس' إلى أنّ هذه الزّيارة اشتملت على مساع بذلها بلير لتجنيد دعم لخطوة انضمام المعسكر الصّهيونيّ للائتلاف، من قبل أعضاء المعسكر الّصهيونيّ، أنفسهم. وفي الزّيارة ذاتها، حاول بلير تحديد موعد لجلسة مع تسيبي ليفني، التي رفضت بحجّة حدادها على أخيها الذي توفّي مؤخّرًا، إلّا أنّ بلير أصرّ والتقى بها في ساعة مبكّرة، في بيتها في تل-أبيب، وطرح عليها مقترحه.

اقرأ/ي أيضًا| هرتسوغ يهاجم يحيموفيتش: عيّنت ليبرمان وزيرا للأمن

التعليقات