مخطِط اغتيال إردوغان خدع ضباطه بالوضوء والشهادة

قام مسؤول بإصدار التعليمات لضباط الوحدة الخاصة يطلب منهم فيها بالاستعداد لعملية خاصة هدفها اعتقال مسؤول منظمة إرهابية، دون أن يكشف عن هويته، وقالا إنهما حصلا على موقعه فقط، وحتى الموقع تغير لاحقًا

مخطِط اغتيال إردوغان خدع ضباطه بالوضوء والشهادة

صورة توضيحية

كشفت اعترافات اثنين من ضباط الصف في الوحدة الخاصة التي شاركت في محاولة اغتيال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن قائدهم خدع جميع الضباط ولم يعلمهم بالمخطط الحقيقي ولا هوية الهدف.

وبحسب اعترافات الضابطين، قام مسؤول بإصدار التعليمات لضباط الوحدة الخاصة يطلب منهم فيها بالاستعداد لعملية خاصة هدفها اعتقال مسؤول منظمة إرهابية، دون أن يكشف عن هويته، وقالا إنهما حصلا على موقعه فقط، وحتى الموقع تغير لاحقًا، طالبًا منهم الوضوء لأن هناك احتمال كبير أن يستشهدوا جراء الاشتباكات.

وحصلت الأناضول من شعبة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إزمير، على تسجيل لإفادة ضابطي الصف سركان ألتشين وسلمان جانقايا، اللذين كانا يخدمان بوحدة البحث والإنقاذ الحربية، في قيادة قاعدة 'تشغلي' الجوية الثانية، بولاية إزمير غربي البلاد.

احتمال الاستشهاد كبير

واعترف ألتشين للمحققين بأن مسؤوليه استدعوه إلى القاعدة الجوية يوم الجمعة الماضي، ولدهشته كان عدد من رفاقه يجهزون عتادهم، وبعد برهة، جاء الضابط إليهم وأخبرهم أنهم 'سيذهبون لاعتقال مسؤول رفيع في منظمة إرهابية، وأن مهمتهم في غاية الأهمية، وثمة احتمالية كبيرة لاستشهادهم'، كما أكدوا لهم أن 'فريقًا (عسكريًا) سيأتي من إسطنبول، لإطلاعهم على تفاصيل العملية'.

وأضاف ألتشين أنهم أكملوا استعداداتهم وحملوا عتادهم وأسلحتهم، حيث جاء إليهم ضابط من القوات الخاصة برتبة رائد، إلاّ أن الأخير تحدث بالهاتف، ثم أخبرهم أن موقع العملية قد تغيّر، وأنهم لا يمتلكون صورًا للموقع المستهدف، لكنه أوضح أنه (الهدف) فندق، يضم عددًا من الفيلل، وأن العملية تقتضي أن يقوموا بتفتيش جميع تلك الفيلل.

بدون خطة

وأشار ألتشين أن العملية كانت تفتقر إلى خطة تفصيلية واضحة، لأن المنطقة كانت غير معروفة، موضحًا أنهم توجهوا بعد ذلك نحو مروحية، وبرفقته 5 أشخاص، حيث جاء جنرال (لم يذكر اسمه) إليهم، وأخبرهم أن الجيش سيطر على مقاليد الحكم في البلاد، مشيرًا أنهم لم يكونوا على علم بالأمر، لأنهم سبق أن أغلقوا هواتفهم النقالة، وسلموها للاستعلامات (في القاعدة).

وأفاد ضابط الصف، أنهم انطلقوا إلى متن الطائرة (المروحية) وهم مصدومون، ولكن دون أن يعترض أحد.

وأوضح ألتشين أن تحركات الضباط كانت تشير إلى حدوث مشكلة ما، دون أن يعلم أعداد الجنود على متن المروحيات الأخرى (لم يعلم عددها).

اشتباك مع الشرطة

وأضاف أن المروحيات انطلقت بهم إلى فندق بمنطقة مرمريس، وأن القوات الخاصة كانت تتقدمهم، وأنهم وفروا لها الحماية من الخلف، مشيرًا أن القوات الخاصة أخرجت عددًا من أفراد الشرطة كانوا بداخل الفندق، وأنه سمعهم يسألون 'أين؟ إلى أين توجه؟ ومتى؟'.

وأكد ألتشين، أن الرائد (سالف الذكر) جاء مسرعًا إليهم، وأخبرهم بضرورة مغادرة المكان فورًا، لأن قواتًا خاصة من الشرطة متوجهة إلى المكان، وأنهم ربما يطلقون النار عليها (الشرطة) من المروحيات.

وأشار أنه ورفاقه غادروا المكان بسرعة متوجهين إلى المنطقة التي هبطت بها مروحيتهم، حيث واجهوا هناك قوات الشرطة الخاصة، واندلعت اشتباكات بين الطرفين.

وبيّن أنهم اضطروا إلى النزول إلى الطابق السفلي من الفندق خلال الاشتباكات، وخرجوا من بوابة خلفية إلى جهة الشاطئ، وحينها سمعوا صوت مروحية من طراز 'سكورسكي'، حيث جرى اشتباك بينها وبين قوات الشرطة، الأمر الذي حال دون ابتعادهم عن موقع اختبائهم قرب الشاطئ.

وأردف ألتشين، أن المروحية ربما أصيبت كونها غادرت المكان، مشيرًا أن الشرطة كثفت نيرانها باتجاههم، وأنهم اختبأوا خلف حاجز، وباشروا بإطلاق النار في الهواء، إلى أن توقفت الرماية عليهم، وحينها ساروا إلى الجبال، وتوقفت الاشتباكات، وتفرق الجميع ليتمكن هو من الفرار.

توضأوا تحضيرًا للاستشهاد

من جهته أفاد جانقايا أن ضابطهم أخبرهم أن العملية التي سيشاركون فيها، ستشهد اشتباكات حتمية، وأنهم سيُلقون القبض على زعيم منظمة إرهابية، مبينًا أن أفراد الفريق توضَّأوا قبل التحرك، حيث أخبروهم أنهم سيستشهدون في العملية.

وبيّن أنه عندما أخبرهم الضابط فيما بعد أن الجيش سيطر على مقاليد الحكم، صُدموا ولم يعرفوا ماذا هم فاعلون، وانتابهم شعور بالخوف، مؤكدًا أن الضابط لم يُخبرهم أن الهدف المطلوب في الفندق هو الرئيس أردوغان.

وأشار أن ضباطهم أجبروهم على إطلاق النار على المدنيين، دون أن يعرفوا من يواجهون على الأرض، مبينًا أنهم كانوا ينادون 'هناك حراس'، دون أن نعرف من هم هؤلاء الحراس.

رصاص من الهيلوكبتر

وكانت مروحيات فتحت النار على فندق، كان يقيم فيه الرئيس أردوغان، في فضاء مرمريس، مساء الجمعة الماضي بولاية موغلا (غرب) ثم طوقته، وذلك بعد فترة وجيزة من مغادرة أردوغان للفندق.

وذكر شهود عيان أنَّ المروحيات فتحت النار، على الفندق، وبقيت لفترة تحلق فوق المكان، أعقب ذلك نزول ما بين 10-15 ملثمًا، بالأسلحة الثقيلة وفرضوا طوقًا على الفندق.

اقرأ/ي أيضًا| ما هي إجراءات الطوارئ التي فرضها إردوغان؟

التعليقات