رفض دولي لقرار ترامب وترحيب إسرائيلي وسعودي وإماراتي

أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، حول الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، سلسلة من ردود الفعل الدولية المستنكرة والرافضة لهذا القرار، باستثناء إسرائيل والسعودية والإمارات اللذين رحبوا به.

رفض دولي لقرار ترامب وترحيب إسرائيلي وسعودي وإماراتي

أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، حول الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، سلسلة من ردود الفعل الدولية المستنكرة والرافضة لهذا القرار، باستثناء إسرائيل والسعودية والإمارات اللذين رحبوا به.

وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موغريني، "نعتزم الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران كمجتمع دولي".

وأشارت موغريني إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون سعيدًا إذا راجعت الولايات المتحدة قرارها، وسيواصل تعاونه معها خلال المرحلة القادمة. وبينت أن "الاتفاق النووي مع إيران ليس اتفاقًا بين طرفين، وبالتالي لا يسع أي دولة أن تلغيه من جانب واحد، مشدّدة على أهمية الاتفاق بالنسبة إلى أمن المنطقة وأوروبا والعالم كله".

وأكّدت أن الاتحاد الأوروبي سيواصل التزامه بتطبيق الاتفاق النووي ما دامت إيران ملتزمة به. داعية طهران إلى عدم السماح لأحد بتعطيل الاتفاق الذي يعد مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا.

ومن جانبها، أعلنت روسيا، أنها ستلتزم بالاتفاق النووي الإيراني، مشيرة إلى أن انسحاب واشنطن منه "يمثل تهديدًا للأمن الدولي".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، اليوم عن مصدر في الخارجية قوله إن "الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران يشكّل تهديدًا للأمن الدولي".

وأضاف المصدر أن الخطوة الأميركية " انتهاك صارخ للقانون الدولي وتقوّض وزن الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، إن الحكومة الروسية "في اتصال دائم بالثلاثية الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)… ومن السابق لأوانه التحدث حاليًا عن إجراءات ملموسة".

وأضاف في تصريحات نقلتها قناة "روسيا اليوم"، إن "عليكم عدم الشك في أن الجهود الرامية للحفاظ على ما يسمى بخطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) ستستمر".

وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، غين شوان، أن الصين تعتبر خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، صفقة مشروعة وضرورية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى نظام عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن بكين تنوي التمسك بشدة بتنفيذ ما عليها من التزامات في إطار هذه الاتفاق.

وأضاف: "تعتبر الصين خطة العمل الشامل المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني بمثابة صفقة دولية تم التوصل إليها من خلال المباحثات بين السداسية وبين إيران، ثم أقرها مجلس الأمن الدولي".

وبحسب الدبلوماسي الصيني، ستساعد سلامة هذه الصفقة وأساسها الراسخ الذي لا يتزعزع في الحفاظ على تمسك جميع الأطراف بمراعاة النظام لدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى تأمين السلام والاستقرار في الإقليم.

وقال غين شوان: "على جميع الأطراف العمل على تعزيز الحوار، كي نتمكن من إيجاد حل للتناقضات القائمة وتنفيذ ما على الأطراف من التزامات بشكل تام، ومن جانبها ستبقى بكين مستمرة في تمسكها بالموقف الموضوعي غير المنحاز، وفي الحفاظ علي الاتصالات بكافة الأطراف المعنية ومراعاة الاتفاق وتنفيذه".

وانتقد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، واصفًا تلك الخطوة بـ "الخطأ الفادح".

وقال أوباما في حسابه على "فيسبوك" إن قرار ترامب بالانسحاب "مضلّل جدًا، لأن إيران ملتزمة بتنفيذ الاتفاق". وأضاف "التناقضات الثابتة للاتفاقيات التي تشكل بلادنا طرفا فيها تخاطر بتقويض مصداقية أميركا، وتضعنا على خلاف مع القوى العالمية الكبرى".

ولفت أوباما أنه "بدون هذه الاتفاقية، يمكن أن تترك الولايات المتحدة في نهاية المطاف بخيار خاسر بين إيران المسلحة نوويًا أو حرب أخرى في الشرق الأوسط".

وتابع: "الاتفاق النووي لايزال نموذجًا لما يمكن أن تحققه الدبلوماسية، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية".

وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران، وجاء ذلك في بيان مشترك للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل.

وذكر البيان أن القادة الثلاثة أعربوا عن أسفهم لقرار ترامب، وأشاروا إلى أن الاتفاق "ما زال مهمًا لأمننا المشترك".

وأضاف البيان: "نُذّكّر بأن الاتفاق تم التصديق عليه بالإجماع بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231. ويظل هذا القرار الإطار القانوني الدولي الملزم بشأن النزاع حول برنامج إيران النووي".

وتابع: "نحث كل الأطراف على أن تظل ملتزمة بتنفيذه بشكل كامل وأن تعمل من منطلق روح المسؤولية".

وزاد: "نحن نحث الولايات المتحدة على ضمان عدم المساس بالجوانب الأساسية للاتفاق، وتجنب اتخاذ أي إجراء يعيق تنفيذه الكامل من جانب جميع الأطراف الأخرى الموقعة عليه".

وقال: "نشجع إيران على ضبط النفس في الاستجابة لقرار الولايات المتحدة. ويجب أن تواصل إيران الوفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق".

وأعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن بلاده ملتزمة بقوة بالاتفاق النووي مع إيران.

وفي تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع "تويتر"، أعرب جونسون عن أسفه الشديد حيال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

وقال جونسون إن بريطانيا تواصل التزامها القوي بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA) المتعلقة ببرنامج إيران النووي.

وأشار الوزير البريطاني إلى أن بلاده ستعمل على حماية الاتفاق مع ألمانيا وفرنسا وشركائها الآخرين، وأنها تنتظر صدور تفاصيل أكثر بشأن الخطة الأميركية.

وحث حلف شمال الأطلسي "ناتو"، جميع الأطراف للعمل من أجل حل سياسي شامل يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. وأشارت المتحدثة باسم الحلف، اوانا لونجيسكو، لونجيسكو إلى أن الحلف غير مخول بتقييم ما إذا كانت إيران تمتثل للاتفاق النووي أم لا.

ولفتت إلى أن حلفاء الناتو يشعرون بالقلق من قدرة إيران على تطوير صواريخ باليستية، كما أنهم يشعرون بالقلق إزاء الأنشطة الإيرانية التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضافت قائلة: "نشجع جميع الأطراف على العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية".

بالمقابل، رحب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالقرار، قائلًا: "ترامب يتخذ قرارًا شجاعًا وصحيحًا".

كذلك، رحبت السعودية، في بيان، بالقرار الأميركي، مؤيدةً إعادة فرض العقوبات على طهران.

وأضاف البيان أن إيران "استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة".

وأكد البيان "ضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل، لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية، بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب".

وأكدت الإمارات أنها تؤيد القرار، وعبرت عن دعمها لـ"استراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع طهران".

وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إن وزارة الخارجية حثت المجتمع الدولي على "الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل".

 

التعليقات