امتعاض إيراني من الحلفاء العراقيين: لا حياد

أعرب قائد "فيلق قدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عن امتعاضه من مواقف بعض القوى العراقية من التهديدات الأميركيّة ضد إيران، بحسب ما قال مسؤول عراقي لصحيفة "العربي الجديد" اللندنيّة.

وجاء امتعاض سليماني خلال محادثات هاتفيّة مع أكثر من 10 من القيادات العراقيّة المواليّة له، بحسب الصحيفة، بعد أسابيع من اجتماع طلب فيه سليماني من قادة ميليشيات عراقية الاستعداد لحرب ضد الولايات المتحدة بالوكالة، بحسب ما ذكر موقع "ذا غارديان" البريطاني.

ووفقًا لما نقلت "العربي الجديد" عن المسؤول العراقي، فإنّ اتصالات سليماني مع الشخصيات العراقية في بغداد، جاءت تحت غطاء المباركة بحلول شهر رمضان، غير أنّه تم التطرق فيها للوضع الحالي، وأبدى فيها سليماني امتعاضه من مواقف قوى وشخصيات عراقية، وصفها بـ"المتخاذلة"، إزاء "تهديد الجمهورية الإسلامية"، على حدّ قوله.

وكشف المسؤول العراقي أنّ سليماني "اعتبر موقف الحياد، تأييدًا لشنّ عدوان على إيران"، متوقعًا "تغيّر مواقف كثير من الأطراف العراقية خلال الأيام المقبلة، وتحوّلها من الصمت أو إعلان الحياد، إلى رفض التصعيد ومهاجمة واشنطن ودول خليجية".

وعلّق المسؤول ذاته على الحراك الأخير لسليماني، مشيرًا إلى أنّه "التحرّك الأول سياسيًا، لكن تواصله مع زعماء فصائل مسلحة عراقية مستمر ولم يتوقف، وهو ما يشكّل قلقًا للحكومة العراقية التي تجد وعود الفصائل القريبة من إيران، بالتزام الحياد، محاولة لإسكاتها فقط بالوقت الحالي".

وأكد المسؤول أنّ "الإيرانيين غير راضين أيضًا عن موقف المرجعية الدينية في النجف التي التزمت الحياد حيال التوترات الحالية".

في السياق ذاته، كشف موقع "ذا غارديان" أن سليماني طلب من قادة ميليشيات عراقية، قبل أسبوعين، "الاستعداد لحرب بالوكالة"، وسط التوتر مع الولايات المتحدة.

ونقل الموقع عن مصدرين استخباريين رفيعي المستوى أن سليماني استدعى قادة الميليشيات إلى اجتماع وسط بغداد قبل 3 أسابيع، ورغم أنه يلتقي مع قادة الميليشيات بانتظام منذ 5 سنوات، "إلا أن نبرة هذه الاجتماع وطبيعته كانتا مختلفتين".

ونقل "ذا غارديان"، عن دبلوماسيين من المنقطة، قولهم إنّ قافلة صواريخ إيرانية نقلت "بنجاح"، الأسبوع الماضي، عبر محافظة الأنبار العراقية إلى سورية، من ثم إلى دمشق.