سورية: 199 خرقا للهدنة ومساعدات إنسانية لم تصل

تجدد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم يعلن رسميا حتى الآن تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي أميركي.

سورية: 199 خرقا للهدنة ومساعدات إنسانية لم تصل

تجدد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم يعلن رسميا حتى الآن تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي أميركي.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سورية مساء الإثنين، وجرى تجديدها 48 ساعة إضافية حتى مساء الجمعة، ولم يعلن راعيا الهدنة الولايات المتحدة وروسيا، رسميا، تمديدها مرة أخرى حتى الآن، إلا أن موسكو أعربت عن استعدادها تمديد العمل بها 72 ساعة إضافية.

ويأتي ذلك في وقت لا تزال شاحنات المساعدات عالقة في منطقة عازلة عند الحدود السورية التركية، بانتظار أن تمنح الضوء الأخضر للتوجه إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن "تجدد القصف والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سورية، أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي"، مشيرًا إلى أنه "حتى اللحظة، تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءا".

وأفاد المرصد السوري، عن تجدد الاشتباكات ليلا، وبعدما كانت تراجعت حدتها خلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، باستثناء بعض النيران المتقطعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام، "في محاولة من قبل الأخيرة للتقدم في المنطقة".

وفي وسط البلاد، قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة، في ريف حمص الشمالي، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المعارضة.

كما تعرضت مدينة تلبيسة إلى قصف مدفعي أسفر، وفق المرصد، عن مقتل "مدنيين هما امرأة وطفل".

وتسيطر فصائل مقاتلة وإسلامية على مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي، أهمها مدينتي تلبيسة والرستن.

وفي غرب البلاد، تجدد القصف الجوي على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد هدوءا باستثناء بعض الخروقات خلال أربعة أيام من الهدنة، وفق المرصد.

ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في محافظة اللاذقية على ريفها الشمالي، حيث تدور منذ أشهر معارك.

أما في مدينة حلب المقسمة، سيطر الهدوء على المدينة باستثناء بعض القذائف القليلة خلال الأيام الماضية.

وتعد حلب جبهة القتال الرئيسية في البلاد، وهي تشهد منذ العام 2012 تبادلا للقصف بين الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.

وتحاصر قوات النظام الأحياء الشرقية بشكل متقطع منذ أكثر من شهرين، دارت خلالهما معارك عنيفة في جنوب المدينة.

وينص الاتفاق الروسي الأميركي، الذي سرت بموجبه الهدنة، على إدخال مساعدات إلى المدن المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سورية، بدءا من الأحياء الشرقية في حلب.

وتنتظر منذ أيام شاحنات محملة بالمساعدات في المنطقة العازلة عند الحدود السورية التركية، بأمل إيصال المساعدات إلى تلك الأحياء، حيث يعيش 250 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد سوانسون، من مدينة غازي عنتاب التركية، "ليس هناك أي تقدم حتى الآن، ولكن الأمم المتحدة جاهزة للتحرك فور السماح لها بالانطلاق".

وتأمل الأمم المتحدة بإدخال 40 شاحنة مساعدات تكفي 80 ألف شخص، لمدة شهر واحد، في الأحياء الشرقية.

ووثق المرصد السوري منذ مساء يوم الإثنين، مقتل "12 مدنيا، بينهم تسعة بنيران قوات النظام" في مناطق تسري فيها الهدنة، فيما "قتل 47 مدنيا في مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، بينهم 38 في غارات جوية".

اقرأ/ي أيضًا | الهدنة السورية: "كنا نموت قصفا والآن نموت جوعا"

وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، شهد وقف إطلاق النار المعلن في سورية 199 خرقا منذ بدء سريانه قبل خمسة أيام.

التعليقات