ويكيليكس: المشير طنطاوي من الحرس القديم ومقاوم للتغيير

"ركز مع حسني مبارك على استقرار النظام والحفاظ على الوضع الراهن خلال مرحلة ما بعد اتفاقية كامب ديفيد" * وثائق سابقة كانت قد أشارت إلى أن الجيش كان أداة بيد النظام

ويكيليكس: المشير طنطاوي من الحرس القديم ومقاوم للتغيير

وصفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية حصل عليها موقع "ويكيليكس" المشير محمد طنطاوي وزير الدفاع المصري، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر حالياً بعد تنحي الرئيس حسني مبارك، بأنه من الحرس القديم ومقاوم للتغيير.

وقالت صحيفة "الغارديان"، اليوم الثلاثاء، إن السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني وصف في برقية أرسلها إلى واشنطن في آذار/ مارس 2008 المشير طنطاوي (75 عاماً) بأنه "كبير في السن ومقاوم للتغيير.. وركز مع حسني مبارك على استقرار النظام والحفاظ على الوضع الراهن خلال مرحلة ما بعد اتفاقية كامب ديفيد، وهما ببساطة لا يملكان الطاقة أو الرغبة أو النظرة لفعل أي شيء مختلف".

وكتب السفير ريتشاردوني في برقيته أن المشير طنطاوي "استخدم نفوذه في مجلس الوزراء لمعارضة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يرى أنها تضعف سلطة الحكومة المركزية، ويشعر بالقلق من مسألة الوحدة الوطنية، وعارض مبادرات سياسية لاعتقاده بأنها تشجّع الانقسامات السياسية أو الدينية داخل المجتمع المصري".

وأضافت الصحيفة "على الرغم من اعتماد مصر على تمويل الجيش المصري، نظر المسؤولون الأميركيون إلى طنطاوي على أنه متحفظ حيال ذلك، ورأوا أن الرجل الثاني في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق سامي عنان (رئيس أركان الجيش المصري) أكثر قابلية للعلاقات الشخصية".

وأشارت إلى أن الفريق عنان كان في واشنطن عند اندلاع الاحتجاجات في القاهرة.

وقالت "الغارديان" إن الفريق عنان "وجد نفسه في موقع غير عادي كالشخصية العسكرية القيادية المفضلة من قبل واشنطن وجماعة الأخوان المسلمين في مصر، والتي وصفته بأنه غير قابل للفساد ويمكن أن يكون رجل مصر في المستقبل.

يذكر في هذا السياق أن موقع عــ48ـرب كان قد نشر في اليوم الأخير من العام الماضي أن وثائق دبلوماسية أميركية عبر موقع ويكيليكس، أشارت إلى أنّ الولايات المتحدة منزعجة من استمرار الجيش المصري اعتباره إسرائيل "العدوّ الأساسيّ"، رغم توقيع اتفاقية سلام معها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقالت الوثائق إن القيادة السياسية المصرية، رفضت بإصرار الجهود الأمريّكية لتحديث الجيش، مواكبة للتحديات الحديثة مثل مكافحة "الإرهاب والقرصنة".

وأشارت الوثائق إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الجيش مازال يُعتبر أداة سياسيّة تستخدم بيد النّظام لدعم حكمه، وليس حماية لأمن البلاد.

وأشارت الوثائق أيضا، إلى أن هناك خلافا غير معلن بين الحكومة المصرية والولايات المتحدة، بشأن قيمة المساعدات العسكرية الاميركية لإسرائيل، وأنّ مصر تريد زيادة المساعدات العسكرية الأمريكيّة، والتي تبلغ أكثر من مليار وثلاثمائة ألف دولار سنويّا.

وأشارت الوثائق إلى أنّ الجنرال ديفيد بيترايوس، أشار في مذكرة عام 2008، إلى تراجع قدرات الجيش المصري وجاهزيته التكتيكية في عهد وزير الدفاع المصري، المشير حسين طنطاويّ.

وعلى صلة، أفادت برقية نشرت في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن وزير الدفاع طنطاوي "يمكن أن يلعب دورا في تمهيد الطريق أمام جمال إذا ما رأى أن ذلك سيكون في مصلحة البلاد (..) كما يمكنه من ناحية ثانية أن يلعب دورا رئيسيا في منعه من الوصول الى سدة الحكم".

وقال "تناهى إلينا بعض التقارير المحدودة عن استياء طنطاوي المتنامي وعدم تعويله" على الابن البكر للرئيس المصري.

ولكنه حذر، بحسب البرقية التي لم تأخذ بالحسبان نشوب الثورة والإطاحة بالنظام، من أن "الرئيس المصري المقبل قد يعتمد في البدء لهجة مناهضة للأميركيين في خطابه العام" ليكسب الشارع المصري، متوقعا أن يكون "بلا شك أضعف سياسيا من مبارك".
 

التعليقات