اللبنانيون يحيون ذكرى مجزرة قانا

في الثامن عشر من نيسان عام 1996م بعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه

اللبنانيون يحيون ذكرى مجزرة قانا
أحيى اللبنانيون يوم الاثنين الذكرى التاسعة لمجزرة قانا التي تصدرت عناوين الأخبار في أبريل/ نيسان عام 1996 عندما تعرضت لقصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية.

وأكد الرئيس اللبناني إميل لحود في خطاب ألقاه في هذه المناسبة أن ذكرى مذبحة قانا ساهمت بشكل دامغ في ظهور الوجه الحقيقي للكيان الإسرائيلى القائم منذ وجوده في المنطقة على الإلغاء والتوسع والعنف وحياكة الفتن والمؤامرات.

وقال الرئيس لحود في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية إن دماء الشهداء الذين سقطوا في قانا التي تصادف ذكراها السنوية الاثنين تحولت إلى خميرة للصمود والمواجهة.

ورأى لحود أن انعكاسات مجزرة قانا وتفاعلاتها قد أعطت تأكيدا إضافيا على استهداف إسرائيل المتكرر لقرارات الأمم المتحدة وقفزها فوق كل المرجعيات الدولية وإمعانها في تجاهل الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة ولعدالة القضايا العربية.

وأسفر القصف الإسرائيلية على البلدة الواقعة في جنوب مدينة صور عن مصرع أكثر من مائة لاجئ مدني وجرح مئات آخرين كانوا داخل قاعدة تابعة للأمم المتحدة ضمن عملية سميت آنذاك بعناقيد الغضب.

وكان الضحايا دخلوا مبنى تابع لقوات الطوارئ الدولية العاملة بجنوب لبنان "اليونيفل" للاحتماء من نيران قصف قوات الاحتلال التي لحقت بالبلدة.

ووصف الإسرائيليون تلك المجزرة بأنها مجرد خطأ مؤسف، ولكن الأمم المتحدة التي أجرت تحقيقا في الحادث تولى جنرال هولندي الإشراف عليه قالت في تقريرها إن القصف كان متعمدا على الأرجح.في الثامن عشر من نيسان عام 1996م بعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجاؤوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه.

"عناقيد الغضب" اسم رواية أميركية شهيرة كتبها (جون شتاينبك) واسم عملية عسكرية إسرائيلية ضد لبنان بين الحادي عشر والسادس والعشرين من نيسان عام 1996م، أهدافها معلنة وغير معلنة تجتمع في هدف واحد هو ضرب المقاومة اللبنانية ومحاولة القضاء عليها، أسلوبها الحرب عن بعد، حملة جوية شاملة وقصف من البر والبحر دون توغل بري، قصفت مدن لبنان وقراها خلالها بما لا يقل عن 23 ألف قذيفة وانتهكت سماؤه بـ 523 غارة جوية حصيلتها 5 مجازر آخرها مجزرة قانا.

ركز القصف على الجنوب معقل المقاومة مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالاً، بلغ مجموع العائلات النازحة حتى مساء الخامس والعشرين من نيسان عام 1996م 22945 عائلة مسجلة علماً بأن 40% من مجمل النازحين غير مسجلين لدى هيئة الإغاثة أو لدى أي مؤسسة أخرى لأنهم نزلوا عند أقارب لهم، أخلي ما يزيد على 100 قرية وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلباً للمأوى والحماية.

مائة شاهد شهيد وستة سقطوا في 5.5 دقائق في مجزرة أسقطت الأقنعة وكشفت الوجه الحقيقي، للمرة الألف، للحائز على جائزة نوبل للسلام شمعون بيرس، رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه.



التعليقات