ميشال عون يحظى بأغلبية نيابية بطريقه لرئاسة لبنان

ضمن ميشال عون الخميس أكثرية نيابية ستوصله على الأرجح إلى رئاسة الجمهورية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الحالي، بعد أن أعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، زعيم أكبر كتلة برلمانية، تأييده له.

 ميشال عون يحظى بأغلبية نيابية بطريقه لرئاسة لبنان

ضمن  ميشال عون الخميس أكثرية نيابية ستوصله على الأرجح إلى رئاسة الجمهورية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الحالي، بعد أن أعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، زعيم أكبر كتلة برلمانية، تأييده له.

وزار عون، مساء الخميس، الحريري في منزله في وسط بيروت. ودعا بعد الاجتماع إلى تعاون جميع الأطراف لما فيه مصلحة لبنان.

ومن شأن انتخاب رئيس تتوافق عليه غالبية الأطراف أن يخفف من التشنج السياسي في لبنان، لكن الأوساط السياسية والإعلامية تتوقع صعوبة بالغة في تشكيل الحكومة بعد الانتخابات إن تمت في موعدها المقرر في 31 تشرين الأول/أكتوبر، بسبب التجاذبات بين مختلف الأطراف وسعي كل منها إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.

ويعيد هذا الدعم المتعدد الأطراف السياسية والطائفية خلط التحالفات السياسية القائمة في لبنان منذ العام 2005، إذ تمكن عون من إقناع الحريري وجعجع، عدويه السابقين اللدودين بتأييده.

وينحدر عون (81 عاما) من أسرة متواضعة في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد اليوم المعقل الرئيسي لحزب الله. وبدأ مسيرته المهنية بالالتحاق بالمدرسة الحربية كتلميذ ضابط في العام 1955.

ثم تدرج في صفوف الجيش وعين في مناصب عدة وصولا إلى تشكيل وقيادة 'اللواء الثامن' الذي خاض معارك بارزة في الحرب اللبنانية، أبرزها معركة سوق الغرب في العام 1983 في مواجهة هجوم للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط مدعوما من الجيش السوري في إطار ما عرف بـ 'حرب الجبل'.

 الحريري يدعم عون رئيسا للبنان

وأعلن سعد الحريري زعيم تيار المستقبل اللبناني ورئيس الوزراء الأسبق، بوقت سابق اليوم الخميس، تأييده ترشيح زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون -حليف حزب الله، الذي يقود تحالف 8 آذار-، لرئاسة البلاد.

 وجاء هذا الاعلان بعد نحو عامين ونصف على شغور منصب الرئاسة في لبنان، وفي ظل انسداد آفاق الحل السياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة الذي يترك آثارا سلبية جدا على الوضع في لبنان. ويشكل موقف الحريري انقلابا في الخريطة السياسية بعد الخصومة الطويلة التي سادت بينه وبين عون.

وقال زعيم 'تيار المستقبل' في قوى '14 آذار' إن هذا القرار 'نابع من ضرورة حماية لبنان والنظام والدولة والناس'.

وأضاف 'اتفقنا مع عون على أن لبنان وطن لجميع أبنائه وهو عربي الهوية، كما وصلنا إلى اتفاق لإطلاق عجلة الدولة وفرص العمل والخدمات الأساسية وتحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة السورية'.

وتابع: 'عون مرشح ليكون رئيسا لكل اللبنانيين وحارسا لسيادتهم.. نعم أخاطر من دون أي خوف لأن خوفي الوحيد على لبنان ومستقبل أولادنا.. ضَحينا كل مرة من أجل الدولة والنظام والناس ونترك الحكم للتاريخ'.

الحريري أشار إلى أنه 'وصل مع عون إلى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام، فهو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، ولا نحن نريد لهما ذلك'.

وفي سياق غير بعيد، قال زعيم تيار المستقبل 'نحن قادرون على حماية بلدنا من انتقال نيران الحروب المجاورة إليه'، وذلك في إشارة إلى الصراع الدائر في سوريا منذ 2011.

ورأى أن 'الوقوع في الحرب أسهل ما يقاس من الحفاظ على السلام، وانتخاب رئيس هو العنصر الأساس في الحفاظ على الاستقرار'.

لبنان بفراغ رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان بالعام 2014

ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/مايو 2014 وفشل البرلمان على مدار أكثر من 40 جلسة في انتخاب رئيس جديد نتيحة الخلافات السياسية.

ومن بين المرشحين البارزين في السباق الرئاسي، سمير جعجع، رئيس حزب 'القوات اللبنانية'، المنضوي في تحالف '14 آذار' (المستقبل)، والنائب هنري حلو، مرشح الوسط، الذي يدعمه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

أما المرشح الثالث، فهو رئيس 'التيار الوطني الحر'، ميشال عون، الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو/ حزيران 1984 وحتى 27 تشرين ثان/ نوفمبر   1989، ورئيسًا للحكومة العسكرية الانتقالية التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي الذي شهدته البلاد، بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل.

وكان سعد الحريري، عبّر في وقت سابق عن دعمه لانتخاب مرشح آخر، وهو النائب سليمان فرنجية، من قوى '8 آذار'، في مبادرة تهدف إلى تأمين انتخاب رئيس للبلاد، لكن المبادرة قوبلت برفض عون، وعدم دعم 'حزب الله'، وقال الأول في مؤتمره اليوم إن 'فرنجية سيظل صديقا'.

اقرأ/ي أيضًا| الحريري: ترشيحي عون رئيسا للبنان لتفادي الحرب الأهلية

وأعلن جعجع، في 18 كانون ثان/ يناير الماضي، تبني ترشيح خصمه السياسي عون، رئيسًا للبنان، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الأخير في بيروت، ليعلن الأمين العام لـ'حزب الله' حسن نصر الله، في نهاية الشهر نفسه، دعم حزبه ترشيح عون أيضا.

التعليقات