وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا، يوم الإثنين، يتعهد فيه بضمان أمن دولة قطر وسلامة أراضيها، والتعامل مع أي هجوم مسلّح تتعرض له الدوحة على أنه "تهديد لسلام وأمن الولايات المتحدة".
وجاء صدور الأمر التنفيذي بعد أسابيع من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة في حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة، وأثارت موجة غضب قطرية وانتقادات من ترامب، أعقبها اتصاله برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ودفعه للاعتذار لنظيره القطري، رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الاثنين الماضي.
ويؤكد المرسوم أن الولايات المتحدة ستتخذ "جميع التدابير القانونية والمناسبة، بما في ذلك الدبلوماسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر العسكرية"، للدفاع عن مصالحها ومصالح قطر، واستعادة السلام والاستقرار في حال تعرّضها لأي عدوان.
كما ينصّ الأمر على أن يقوم "وزير الدفاع، بالتنسيق مع وزير الخارجية ومدير الاستخبارات الوطنية، بالحفاظ على خطط طوارئ مشتركة مع قطر لضمان استجابة سريعة ومنسقة لأي عدوان أجنبي"، على أن يتولى وزير الخارجية "تأكيد هذا الضمان للدوحة، والتنسيق مع الحلفاء والشركاء لتأمين تدابير دعم مكملة".
وأضاف القرار التنفيذي أن على وزير الخارجية الأميركي مواصلة الشراكة مع قطر في مجالات حل النزاعات والوساطة، تقديراً لدورها وخبرتها الواسعة في هذين المجالين.
ويحمل الأمر التنفيذي عنوان "ضمان أمن دولة قطر"، مشيراً إلى "تقدير التحالف الدائم بين الولايات المتحدة وقطر"، لافتاً إلى "ارتباط الولايات المتحدة وقطر بالتعاون الوثيق والمصالح المشتركة والعلاقات المتينة بين قواتنا المسلحة".
ويذكر أنّ "قطر استضافت القوات الأميركية، ودعمت العمليات الأمنية الحيوية وكانت حليفا ثابتا لتحقيق السلام والاستقرار سواء في الشرق الأوسط أو دوليا، بما في ذلك دورها كوسيط ساعد في جهود الولايات المتحدة لحل نزاعات إقليلة وعالمية كبري. وتقديراً لهذا التاريخ، وفي ضوء التهديدات المستمرة التي تواجهها دولة قطر بسبب العدوان الأجنبي، فإن سياسة الولايات المتحدة هي ضمان أمن وسلامة أراضي قطر ضد أي هجوم خارجي".
وفي التاسع من شهر سبتمبر الماضي، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على الدوحة بغية اغتيال قيادة حركة حماس المفاوضة، بيد أنّ العملية باءت بالفشل، لكنها أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء، وأدت إلى تنديد عربي ودولي واسع.
والإثنين، قدّم نتنياهو اعتذاره لآل ثاني، حيث جاء الاتصال، بحسب الخارجية القطرية، في إطار الجهود الأميركية للتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف حياً سكنياً في مدينة الدوحة يضم مقرّات إقامة الوفد المفاوض لحركة حماس، وما نتج عنه من انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر.
ووفق البيان القطري، تقدّم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، بالشكر للرئيس الأميركي على جهوده لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك الضمانات بعدم تكرار العدوان على دولة قطر، والتزام الولايات المتحدة بالشراكة الدفاعية معها.
التعليقات