تبنى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيا بارلوسكوني، في مقالبة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أجراها عشية زيارته لتل أبيب، مواقف مؤيدة لإسرائيل، يمكن مقاربتها لمواقف اليمين الإسرائيلي في شتى القضايا الساخنة. فقد اعتبر إسرائيل «فخرا للديمقراطية»، وادعى أن فلسطينيي الداخل يشاركون في «الديمقراطية الإسرائيلية الرائعة»، ودعا الفلسطينيين إلى التعامل مع المستوطنين بروح الضيافة العربية الأصيلة.
وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يعلن بارلسكوني في خطاب سيلقيه في الكنيست الإسرائيلي خلال زيارته التي تبدأ يوم غد الاثنين اعترافه بإسرائيل كـ "دولة يهودية".
وقال بارلسكوني في المقابلة إن «الشعب اليهودي أقام في الشرق الأوسط بشجاعة وعمل دءوب دولة تعتبر فخرا للديمقراطية. إن إسرائيل هي جزء من أوروبا . تنتمي للغرب، هي تؤمن بقيم الديمقراطية التي نؤمن بها نحن أيضا».
وتابع: "لذلك كنت دائما إلى جانب إسرائيل، ومن هنا قمت كرئيس للحكومة بتغيير سياسة إيطاليا الخارجية وحولت بذلك إيطاليا إلى الصديقة الأكثر قربا من إسرائيل في أوروبا. وأريد أن أضيف أن الزيارة التي أجريتها لأوشفيتس(يناير: 205)، تركت لدي تأثيرا عميقا. وهناك قلت لنفسي: لا يمكن ألا تكون إسرائيليا".
واضاف بارليسكوني قائلا: " وبالمقابل طورت العلاقات مع القادة المعتدلين في العالم العربي والإسلامي".
وعن إيطاليا قال رئيس الوزراء الإيطالي: «تعتبر إيطاليا اليوم محطة حيوية، وأحيانا الأولى، لزيارات قادة الشرق الأوسط لأوروبا. نحن نشعر أننا شركاء في الجهود لإيجاد حل قابل للحياة ودائم للمسألة الفلسطينية. واقترحت إيطاليا مدينة «اريتشيه» الجميلة لاستضافة محادثات السلام المستقبلية بين الجانبين".
وأردف قائلا: كان هنري كسنجر يقول إنه لا يمكن أن تندلع حرب في الشرق الوسط دون مصر. ولكن لا يمكن إحلال السلام بدون سوريا. فبفضل شجاعة سياسيين كالسادات وبيغن، انفصلت مصر نهائيا من هذه المعادلة، والرئيس مبارك سار بإصرار في هذه الطريق.
وأضاف: "لقد آن الأوان لأن تعمل سوريا وإسرائيل سوية من أجل السلام الذي يعاد الجولان بموجبه مقابل إقامة علاقات ديبلوماسية وعلاقات صداقة بين الدولتين، وتتوقف دمشق من جانبها عن تأييد تنظيمات لا تعترف بوجود دولة إسرائيل".
وعن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، قال رئيس الوزراء الإيطالي: إن «سياسة الاستيطان الإسرائيلية قد تشكل عقبة أمام السلام. أريد أن أقول لشعب وحكومة إسرائيل، كصديق، ويدي على قلبي، أن مواصلة هذه السياسات هي خطأ فادح». وأضاف: "أثنيت على شجاعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن عن التجميد لمدة عشر شهور. ولكن لا يمكن أبدا إقناع الفلسطينيين بنوايا إسرائيل الحسنة طالما تواصل البناء في المناطق التي ينبغي أن تعاد في إطار اتفاق سلام".
وأردف: مع ذلك ما حصل في غزة يثير التساؤلات. لا يمكن إخلاء مستوطنات من أجل الوقوف أمام مناظر كنس محروقة، وأعمال تدمير وهدم، وعنف وإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل. العرب يعيشون في إسرائيل ويشاركون في الحياة الديمقراطية الرائعة فيها. ستنتهي الحرب حقا حينما يعيد الفلسطينيون التراث العربي البهي من التسامح وأصول الضيافة اتجاه اليهود الذين يقطنون في الضفة الغربية.
واضاف بارلسكوني: "فضلا عن ذلك، المسألة اليوم تتعدى كونها مسالة التسامح، وإقامة تعايش وتعاون تام، مع حرية دينية ومدنية وثقافية مطلقة. إن إدانة المستوطنات بنفس الادعاءات التي يدان فيها التطرف الإسلامي، هي مسألة سهلة جدا، ولكن ذلك نفاق، لا يشرف زعماء الغرب الديمقراطي. أنا لا أتفق مع ذلك.
وتابع: أنا دائما أقول لمحاوري، لزعماء الدول الذين يتهمون إسرائيل بتبني سياسة استيطانية عدائية، بأن السلام متعلق أيضا بوحدة الفلسطينيين. فالمواجهات بين الفصائل المختلفة تضعف قوة قادتهم في المفاوضات وتخلق بلبلة. إن المصالحة بين الفلسطينيين يمكنها أن تمنح الثقة لتجدد مفاوضات حقيقية مع إسرائيل.
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي: إن المبادرة التي قدتها لضم حركة حماس لقائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي كانت ضرورية. ولكن لم يكن ذلك سهلا. لا يمكن إجراء اتصالات مع من يرفضون مبادئ الرباعية، كوقف العنف، واحترام الاتفاقات السابقة واعتراف واضح وتام بإسرائيل. يجب أن نحمي بكل وسائل الحماية وجود وهوية إسرائيل. طبعا حق إسرائيل في السلام ينعكس على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
وعن إيران يقول: على المجتمع الدولي بأسره أن يقرر بالإجماع، بكلمات واضحة وحادة، أنه بشكل مبدأي لا يمكن قبول أن تتزود بسلاح نووي دولة صرح زعيمها برغبته في تدمير إسرائيل، ويتنكرون للمحرقة ولشرعية وجود بيت قومي يهودي.
31/01/2010 - 11:37
بارلسكوني: إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين
اعتبر إسرائيل «فخرا للديمقراطية»، وادعى أن فلسطينيي الداخل يشاركون في «الديمقراطية الإسرائيلية الرائعة»، ودعا الفلسطينيين إلى التعامل مع المستوطنين بروح الضيافة العربية

التعليقات