28/08/2015 - 12:27

المدارس اليهودية: تعليم اللغة العربية لتجنيد الطلاب لسلاح الاستخبارات

باحث إسرائيلي: وزارة التربية والتعليم هي الجهة الأقل أهمية في تأسيس منهاج اللغة العربية بالمدارس اليهودية. وهكذا بدأ ينشأ منهاج يظهر فيه العربي كغريب، وأفراد سلاح المخابرات كشركاء طبيعيين. هذا جهاز مؤلف من مُسرحي الاستخبارات وهدفه إعداد أشخاص للاستخبارات

المدارس اليهودية: تعليم اللغة العربية لتجنيد الطلاب لسلاح الاستخبارات

بيّن بحث أكاديمي جديد أن الهدف المركزي من تعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية في إسرائيل هو إعداد كادر من أجل تجنيده إلى شعبة الاستخبارات العسكرية، وأن جنودا من هذه الشعبة يشاركون بشكل دائم في تدريس العربية في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

ويبدأ درس اللغة العربية في المرحلة الإعدادية، بأن يقول الجنود "المعلمون" للتلاميذ إنه "نحتاج لمساعدتكم، كتلاميذ تتعلمون العربية، في إحباط اعتداء وردت بشأنه إنذارات ساخنة". وقال البحث أن دروسا كهذه تجري بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم وشعبة الاستخبارات العسكرية، ومن أجل تحفيز التلاميذ على تعلم العربية من خلال الحديث عن تهديدات ومخاوف أمنية.

وقال عميد كلية الآداب وأحد المسؤولين في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا، البروفيسور رؤوفين سنير، لصحيفة "هآرتس" بعددها الصادر اليوم الجمعة، إن "جهاز التربية والتعليم يركز طوال سنوات على تأهيل ’لحمة استخبارية’ للجيش الإسرائيلي". ويعمل على إعداد المنهاج الدراسي في اللغة العربية دائرة "تنمية دراسة الاستشراق"، المعد للمرحلة الإعدادية. ويتألف درس اللغة العربية الذي يمرره الجنود من أربع مهمات: اكتشاف مكان العملية بمساعدة كلمات متقاطعة؛ الحصول على معلومات عن منفذ العملية، مثل أن لديه شاربا وشعره أسود؛ فك رموز محادثة بالعربية وتتعلق بنقل أسلحة؛ اكتشاف توقيت الهجوم.

ووفقا لهذا المنهاج، فإنه "إذا نجح التلاميذ بترجمة جملة بالعربية، فإنه بالإمكان القول إنه لأنهم يعرفون العربية، أنقذوا تلاميذ كثيرين في مدرستهم. واللغة العربية ضرورية من أجل وجود وتعايش في دولة إسرائيل". وقال الصحيفة إن تمرير درس بهذا الشكل هو نتيجة حتمية "لإخضاع تدريس اللغة العربية للاحتياجات العسكرية والعلاقة الوثيقة بين جهاز التعليم والجيش الإسرائيلي".

وفي المرحلة الثانوية، يستمر التركيز على النواحي الأمنية ومن خلال إبداء الفخر والاعتزاز بعمليات اغتيال قادة فلسطينيين وعرب نفذتها إسرائيل، مثل خليل الوزير (أبو جهاد) ويحيى عياش، وعباس موسوي. وفي الصف الحادي عشر يتعلم التلاميذ عن "تأثير المصادر الإسلامية القديمة على أنماط نشاط داعش وحماس"، وفي الصف الثاني عشر يتعلم التلاميذ عن "تصاعد الجهاد العنيف في أوروبا، في إطار حلم المسلمين بسيطرة الدين الإسلامي في العالم كله".

ويبين معد الدراسة والباحث في معهد فان لير والجامعة العبرية في القدس، الدكتور يونتان مندل، تاريخ التعاون بين جهاز التعليم والجيش الإسرائيلي، وخصوصا شعبة الاستخبارات، وضرورة تدريس العربية من أجل إعداد كادر للعمل في الاستخبارات.

ويتبين من هذا البحث أن إقامة دائرة "تنمية دراسة الاستشراق" جاء في إطار استخلاص الدروس من حرب تشرين/أكتوبر العام 1973. وقالت معلمة للغة العربية أن "أجندة دروس العربية عسكرية بالكامل. والجنود يأتون بزيهم العسكري وهذا الأمر يسحر الأولاد. ليس فقط أن وزارة التربية والتعليم لا تحارب ذلك، وإنما تدعوهم. وربما تتخوف الوزارة من أنه بدون الجيش لن يرغب أحد بتعلم اللغة العربية".

وكان رئيس لجنة موضوع اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، البروفيسور أبراهام شلوسبرغ، قد وصف قرار وزير التربية والتعليم السابق، شاي بيرون، بعدم إلزام تعليم العربية في صفوف العواشر بأنه قرار "يمس بأمن الدولة".

ويقول مندل إن "وزارة التربية والتعليم هي الجهة الأقل أهمية في تأسيس منهاج اللغة العربية بالمدارس اليهودية. وهكذا بدأ ينشأ منهاج يظهر فيه العربي كغريب، وأفراد سلاح المخابرات كشركاء طبيعيين. وهذا أحد الأسباب بأنه في جهاز التعليم اليهودي، العرب لا يعلمون العربية وأنه طوال سنين لم يكن هناك عربي في لجنة الموضوع في الوزارة. وهذا جهاز مؤلف من مسرحي الاستخبارات وهدفه إعداد أشخاص للاستخبارات". 

التعليقات