03/01/2016 - 11:32

نشر تفاصيل جريمة دوما وأخرى تتعلق بالإرهاب اليهودي

​سمحت المحكمة المركزية في مدينة اللد اليوم الأحد، بنشر تفاصيل الجريمة الإرهابية التي نفذها مستوطنون في قرية دوما بالضفة الغربية، والتي أحرق الإرهابيون خلالها عائلة الدوابشة، بالإضافة لتفاصيل جرائم أخرى نفذتها ذات الخلية الإرهابية ضد فلسطينيين في مناطق مختلفة.

نشر تفاصيل جريمة دوما وأخرى تتعلق بالإرهاب اليهودي

سمحت المحكمة المركزية في مدينة اللد اليوم الأحد، بنشر تفاصيل الجريمة الإرهابية التي نفذها مستوطنون في قرية دوما بالضفة الغربية، والتي أحرق فيها 3 من أفراد عائلة الدوابشة، بالإضافة لتفاصيل جرائم أخرى نفذتها ذات مجموعات  إرهابية ضد فلسطينيين في مناطق مختلفة.

وجاء في تفاصيل لوائح الاتهام أن عميرام بن أوليئيل (21 عامًا) وقاصر آخر (17 عامًا) قاما بمهاجمة منزلين في قرية دوما جنوب مدينة نابلس في 31 تموز/ يوليو، وخطا على أحد الجدران عبارات معادية للعرب، وأضرما النار فيهما، وأسفر الحريق عن مقتل الطفل الرضيع علي الدوابشة ووالديه، فيما أصيب أخوه أحمد، البالغ من العمر نحو 4 سنوات، بجراح بالغة لا يزال يتلقى العلاج على أثرها.

ووجهت النيابة لعميرام بن أوليئيل تهمًا بارتكاب 3 جرائم قتل، محاولتا قتل وإحراق والتآمر لارتكاب جرائم على خلفية عنصرية، وكذلك وجهت للقاصر تهمًا بإحراق ممتلكات والتآمر لارتكاب جرائم على خلفية عنصرية.

وبحسب لائحة الاتهام، كان بن أوليئيل والقاصر يسكنان قرب قرية دوما، وخلال شهر تموز/ يوليو تآمر الاثنان لتنفيذ جريمة ضد فلسطينيين كانتقام لمقتل 'ملاخي روزينفيلد'، والتقى بن أوليئيل والقاصر في بؤرة 'غوؤلات تسيون' الاستيطانية وتحدثوا عن إمكانية تنفيذ الجريمة الانتقامية، وبعدها خطط الاثنان للالتقاء في بؤرة 'يشوف هداعت' الاستيطانية للاتفاق على التفاصيل.

وعند لقائهما في البؤرة الاستيطانية الثانية، راقبا قرية دوما وقرية مجدل بني فضل المجاورة لها، وتحدثا حول الأهداف الممكنة لجريمتهما، وناقشا إمكانية إشعال بيوت في القريتين في ذات الوقت.

وبعدها، راقب القاصر القريتين بواسطة منظار ولاحظ وجود شوارع بينهم، وبحسب النيابة، التقى المتهمان قبل تنفيذ الجريمة بأيام، وأطلع القاصر بن أوليئيل على نتائج مراقبته، وأخبره بإمكانية التنفيذ في القريتين في نفس الليلة. واتفق المتهمان على إحراق منازل في قرية دوما ومن ثم في قرية مجدل بني فضل، وهدفهم كان قتل سكان هذه البيوت.

واتفق المتهمان على تنفيذ الجريمة ليلة 30 و31 تموز/ يوليو 2015. وبناء عليه اتفقا على اللقاء في مغارة في بؤرة 'ييشوف هداعت' الاستيطانية قرب دوما، وعلى بن أوليئيل كانت مسؤولية إحضار المعدات اللازمة لتنفيذ الجريمة.

وأعد بن أوليئيل، وفقًا للمؤامرة مع القاصر، الأغراض التالية: زجاجتان مليئتان بسائل مشتعل، قطع قماش، قداحة، علبة كبريت، قفازات وطلاء أسود للكتابة على الجدران. ووضع كل هذه الأغراض في حقيبة وتركها بجانب بيته.

ويوم 30 تموز/ يوليو في الساعة 23:00، خرج بن أوليئيل من بيته مرتديًا سروالًا وقميصين بلون داكن، تناول الحقيبة التي وضع بها معدات الجريمة واتجه إلى المغارة التي اتفق مع القاصر على اللقاء فيها، وفي ذات الوقت، كان القاصر يقضي وقته مع قاصرين آخرين في بؤرة 'غفعات هبالديم' الاستيطانية، وتركهم لينضم إلى بن أوليئيل.

ولسبب غير معروف للنيابة العامة، لم يلتق القاصر ببن أوليئيل في تلك الليلة، فعند وصوله الأخير إلى المغارة التي كان مخططًا اللقاء فيها لم يجد القاصر، وبعد انتظار ساعة كاملة قرر تنفيذ الجريمة لوحده، واتجه نحو قرية دوما. وعند اقترابه من القرية، قام بن أوليئيل بخلع أحد قمصانه ووضعه على رأسه، ولف وجهه بأكمام القميص ليخفي ملامحه، وارتدى القفازات.

ومن أجل إرهاب سكان القرية، قرر بن أوليئيل التوغل في دوما وعدم الاكتفاء بإحراق بيت في أطراف القرية، ومن أجل التأكد من إلحاق ضرر بالسكان لم يشعل بيتًا في أطراف القرية قد يكون غير مأهول، بل بحث عن بيت مأهول بالسكان، وعند وصوله إلى بيت مأمون دوابشة وسعد وريهام الدوابشة قرر تنفيذ جريمته هناك.   

في هذه الأثناء، كان كل من سعد وريهام وأبنائهم أحمد وعلي نائمين في بيتهم، أما بيت مأمون الدوابشة فكان خاليًا، تسلق بن أوليئيل السور المحيط بالبيوت واتجه إلى بيت مأمون، وعثر على نافذة غير مقفلة، فتحها وابتعد بضع خطوات، أخرج من حقيبته الزجاجتان المليئتان بالسائل المشتعل وقطع القماش، فتح الزجاجتان ووضع فيهما قطع القماش باستعمال عود صغير ووضعهم على الأرض.

وأشعل بن أوليئيل زجاجة حارقة وألقاها داخل منزل مأمون عن طريق النافذة التي فتحها مسبقًا، وهدفه كان قتل سكان المنزل، وألقى كذلك الحقيبة والطلاء إلى داخل المنزل، ونتيجة لكل ذلك اشتعل المنزل بالكامل.

واتجه بن أوليئيل بعدها إلى منزل سعد وريهام الدوابشة وبيده الزجاجة الحارقة الأخرى، حاول العثور على نافذة غير مقفلة، وبعد فشل محاولته فتح نافذتان اتجه على الثالثة، وهي نافذة الغرفة التي كان ينام فيها أفراد الأسرة، كانت النافذة مفتوحة لكنها محاطة بقضبان حديدية، أشعل بن أوليئيل الشبكة الواقية، ومن ثم أشعل الزجاجة الحارقة وألقاها باتجاه النافذة، وفي نيته قتل سكان المنزل. وارتطمت الزجاجة الحارقة بالقضبان المعدنية المحيطة بالنافذة، وعند بدء النار بالاشتعال فر بن أوريئيل هاربًا.

أحاطت النار بأفراد العائلة، واستطاع سعد وريهام الخروج من المنزل، واستطاع أحمد الوصول إلى المدخل، فيما بقي علي في فراشه والنار تلتهم المنزل، واستطاع الجيران نقل ريهام وسعد وأحمد للعلاج الطبي وهم بحالة حرجة، لكن مع اشتعال النيران في جميع أنحاء المنزل، لم يكن بالإمكان الوصول للرضيع علي حتى وصلت طواقم الإطفاء إلى المكان.

لقي علي مصرعه محترقًا في ذات الليلة، فيما توفي الوالد سعد متأثرًا بجراحه بعد ثمانية أيام، وتوفيت الوالدة ريهام متأثرة بجراحها هي الأخرى بعد شهر من الجريمة، ولا يزال أحمد يخضع للعلاج حتى اليوم وطرأ تحسن ملحوظ على حالته الصحية.  

وفي أعقاب الجريمة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، عشرات المشتبهين، بينهم العديد من القاصرين، الضالعين في هذه الجريمة وغيرها من جرائم الإرهاب اليهودي خلال السنوات الأخيرة، وأسفرت التحقيقات عن اعتراف منفذي الجريمة وإعادة تمثيلها.

وقدمت النيابة العامة اليوم الأحد، لوائح اتهام بحق منفذي الجريمة بتهم القتل العمد والشروع في القتل، وكذلك قدمت لوائح اتهام أخرى بحق آخرين قاموا بارتكاب جرائم أخرى ضد الفلسطينيين، وعرقلة مجريات التحقيق وإخفاء معلومات، والعضوية في تنظيم 'تدفيع الثمن'.

وخلال التحقيقات، كشف المحققون ارتباط الإرهابيين بجرائم أخرى وقعت في السابق، منها إحراق كنيسة 'دور متسيون' في القدس، إلحاق أضرار بممتلكات لفلسطينيين في بيت صفافا وثقب عشرات إطارات السيارات في الحي، وكذلك إحراق سيارة في بلدة كفر ياسوف جنوب نابلس، والاعتداء على راعي غنم فلسطيني.

وقدمت لوائح الاتهام بحق التالية أسماؤهم:

'عميرام أوليئيل' وقاصر بملف إحراق عائلة الدوابشة 

'عميرام أوليئيل ' وآخر قاصر بملف حرق كنيسة دور متسيون.

'ينون رؤوفيني' و3 قاصرين بملف حرق مركبة الأجرة في بلدة كفر ياسوف.

'ينون رؤوبيني' وقاصر بملف 'عقربا'، حرق متبن أعلاف بجنوب شرق نابلس.

'ينون رؤوبيني' و4 قاصرين، بملف ثقب إطارات مركبات في بيت صفافا، بالواقعة الأولى ضد 2 قاصرين وبالواقعة الثانية ضد 2 قاصرين.

اتهام قاصر بجريمةالاعتداء على راعي أغنام فلسطيني.

 

التعليقات