ذكر موقع 'واللا' الإسرائيلي، أن جندي الاحتلال الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، الذي كان مصابًا وملقى على الأرض دون حراك، قال لعائلته إنه فعل 'الأمر الصحيح في الزمان الصحيح، ومنع موت الكثير من الأبرياء'.
واعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الخميس، جندي الاحتلال الذي قام بإعدام الشاب عبد الفتاح الشريف، بإطلاق الرصاص على رأسه وهو مصاب وملقى على الأرض دون حراك، في منطقة تل رميدة في الخليل.
ووثق أحد المتواجدين في المكان عملية الإعدام، التي نفذها أحد جنود الاحتلال كعمل روتيني اعتاد القيام به دون تردد. ويظهر الفيديو جندي الاحتلال وهو يطلق رصاصة على رأس عبد الفتاح الشريف، البالغ من العمر 21 عامًا، وهو مصاب وملقى على الأرض دون حركة، وكيف تفجر الدم غزيرًا من رأسه.
وأثار الفيديو عاصفة من الانتقادات حول الجيش الإسرائيلي، الذي سارعت قياداته إلى التنصل من هذا العمل وحاولوا الترويج للدعاية القديمة التي تزعم أنه جيش 'أخلاقي'، وعلى رأسهم وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، الذي أدان جريمة إعدام الشريف وقال إنه 'عمل خطير جدًا ولا يتائم مع قيم الجيش الإسرائيلي، علينا منع فقدان السيطرة لدى الجنود، حتى خلال الأوقات العصيبة، ستتم معالجة هذا الفعل بكل ما يلزم'.
وحاول يعالون صرف نظر الرأي العام عن الجريمة التي ارتكبها الجندي، وحاول التنصل منها بالتحريض على الفلسطينيين ووصفهم بالإرهابيين، وأن الجنود كانوا يحاولون منعهم من تنفيذ عمليات تستهدف القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وقال إننا 'نضرب بيد من حديد كل الإرهابيين ومن يرسلهم، كما فعل الجنود في الخليل اليوم، لكن علينا العمل وفق قيم الجيش الإسرائيلي'.
وبدوره، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التنصل من الجريمة التي ارتكبها الجندي أمام أعين الضباط المسؤولين عنه في الجيش، وقال إن 'هذا العمل لا يمثل قيم الجيش الإسرائيلي، الجيش يتوقع من جنوده التصرف بحكمة وهدوء في جميع المواقف'.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن 'الصور تتكلم، تم اعتقال الجندي الذي أطلق النار وبدأ التحقيق معه، وسيتم التحقيق مع كافة الضالعين في القضية ومن تواجدوا في المكان من ضباط وجنود، وسيتم تقديمهم للمحاكمة في حال لزم الأمر'. ومن المتوقع أن يشمل التحقيق، بالإضافة لجريمة الإعدام المرتكبة، الأحاديث التي دارت بين الجنود والضباط قبلها.
وأوضح الفيديو أن جندي الاحتلال أطلق النار على الشريف، بعد أن لاحظ أنه لم يمت بعد وحاول تحريك رأسه، لكنه لم يقدر ولم يشكل أي خطر على جنود الاحتلال، ورغم أنه محاط بنحو 10 جنود وعدد من المستوطنين المسلحين، قام هذا الجندي بإطلاق النار بشكل متعمد على رأسه.
ويظهر الفيديو كذلك كيف تركت قوات الاحتلال والطواقم الطبية الإسرائيلية الشاب ينزف قبل وبعد إطلاق الرصاص، دون أن تحاول تقديم المساعدة الطبية له، وإنما قدمتها فقط لأحد الجنود، وقبل جريمة الإعدام، قال الذين تواجدوا بجانب الشهيد 'الإرهابي لا زال حيًا، احذروا من هذا الكلب'.
اقرأ/ي أيضًا | شاهد الجريمة: جندي إسرائيلي أعدم فلسطينيًا جريحًا
وما يلفت الانتباه في الفيديو هو تصرف الضابطين في ساحة الجريمة، إذ يبتعدان قليلًا عن الشريف قبل لحظات من إطلاق النار عليه، وبعد أن سالت الدماء من رأسه لم يأتيا بأي رد فعل، وبعد برهة يسمع صوت يقول 'جيد جدًا، جيد جدًا'.
التعليقات