03/04/2016 - 07:14

الاحتلال يخشى تصاعد الهبة رغم تراجع العمليات

ولعل الفرق الأهم بين الهبة الحالية وانتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت في العام 2000، هو الحفاظ على التنسيق الأمني بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بل أن هناك من يرى أنه بات أفضل مما كان عليه في العقدين الماضيين

الاحتلال يخشى تصاعد الهبة رغم تراجع العمليات

مواجهات في النبي صالح يوم الجمعة الأخير (أ.ف.ب.)

قال مصدر أمني إسرائيلي إنه طرأ انخفاضا في عدد العمليات في إطار الهبة الشعبية الفلسطينية، المستمرة منذ ستة شهور، وأن العمليات أصبحت تنفذ بالأساس في نهايات الأسبوع، إلا أن جيش الاحتلال يتحسب من احتمال حدوث تصاعد في الهبة في الفترة المقبلة.

وقالت صحيفة 'هآرتس' اليوم الأحد، إنه خلال شهر آذار الماضي سجل انخفاضا في عدد العمليات قياسا بشهر شباط، حيث بلغ عدد العمليات فيه 155 عملية، وفقا لمعطيات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). وبلغ عدد العمليات في شهر تشرين الأول الماضي، عندما اندلعت الهبة الحالية، 620 عملية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وحول قطاع غزة وداخل الخط الأخضر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في جيش الاحتلال يسمون الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية بـ'موجة إرهاب' أو 'انتفاضة شعبية محدودة'. ويرفض ضباط إسرائيليون تسمية الهبة بالانتفاضة، بادعاء أنه تم الحفاظ على حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعدم وجود حواجز عسكرية كثيرة، أضافة إلى عدم إغلاق بلدات وقرى.

واعتبر هؤلاء الضباط أن سببا آخر لعدم تسمية الهبة بالانتفاضة يعود إلى حجم قوات الاحتلال المنتشرة في الضفة، حيث يوجد حاليا 26 – 27 كتيبة عسكرية، بينما كان عدد الكتائب في الانتفاضتين يصل إلى 80 كتيبة. إضافة إلى ذلك، فإن حجم المشاركة الشعبية في الهبة الحالية ضئيل ولا توجد قيادة توجهها.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن أحد المؤشرات على أن الهبة الحالية ليست انتفاضة هو عدم وجود مشاركة ملحوظة فيها من جهة مخيمات اللاجئين. وبحسب معطيات الجيش فإنه من أصل 250 فلسطينيا نفذوا عمليات خلال الشهور الستة الماضية، 25 فلسطينيا جاؤوا من مخيمات اللاجئين، بينهم عشرة جاؤوا من مخيم شعفاط في شمال القدس الشرقية المحتلة.

وتظهر هذه المعطيات أن أكثر من 50% من منفذي العمليات هم دون سن 20 عاما، وأن 12% من منفذي العمليات هن نساء.

ولعل الفرق الأهم بين الهبة الحالية وانتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت في العام 2000، هو الحفاظ على التنسيق الأمني بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بل أن هناك من يرى أنه بات أفضل مما كان عليه في العقدين الماضيين.

رغم ذلك، لا يستبعد جهاز الأمن الإسرائيلي حدوث تصعيد في الهبة. كذلك يصف ضباط إسرائيليون  الهبة بأنها غير مسبوقة من حيث شدتها في السنوات العشر الأخيرة، منذ انتهاء الانتفاضة.

وبرز مؤخرا سجال في إسرائيل حول تعليمات إطلاق النار الموجهة لجنود الاحتلال، وذلك في أعقاب جريمة إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف على أيدي جندي. لكن ضابطا اعتبر أن تعليمات إطلاق النار 'متوازنة'، وعم 'أننا موجودون في حالة خطر على حياتنا، ولا توجد معضلة حيال ذلك'.

اقرأ/ي أيضًا | خلال آذار: 23 شهيدًا وسلب 4250 دونمًا

وبحسب الضابط نفسه فإن جنود الاحتلال متأثرون نفسيا من أن عمليات الطعن تقع من دون أي تحذير مسبق، وأن 'هذا احتكاك يضعك في وضع عاطفي معقد جدا... وبرأيي، فإن كل واحد من مقاتلي الجيش الإسرائيلي، أنهى ثلاث سنوات خدمة، بحاجة إلى علاج نفسي كهذا أو ذاك. إذ أن كل واحد منهم رأى مشاهد مثل مسنة عند حاجز أو طفلا يبكي أثناء الاعتقال أو دماء قتلى أو مقتل زميل له'.  

التعليقات