وصلت المساعي الماراثونيّة لتوسيع الائتلاف الحكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، ذروة جديدة، عبر إعلان رئيس كتلة "المعسكر الصهيوني" والمعارضة، يتسحاق هرتسوغ، انسحابه من المفاوضات التي كانت جارية مع نتنياهو حول شروط وحيثيّات الانضمام للائتلاف، وذلك في أعقاب دعوة نتنياهو لرئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، في أعقاب المؤتمر الذي عقده الأخير. وقال هرتسوغ 'أنا لا أعمل وفق جدول أعمال ليبرمان، ولا وفق نزواته، بل وفق حقيقتي الشخصية'، وأضاف 'كما لم يزيحونني في السّابق، بالتّهديدات والشتائم، كذلك الأمر الآن'.
وعلّق هرتسوغ على اختيار نتنياهو الاجتماع بليبرمان، قائلا إنه 'الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، الاختيار بين ليبرمان وبيننا لوزارة الأمن، بين الجنون وبين الاتّزان. بين الحصار السّياسيّ وبين الازدهار'.
وكانت وتيرة 'سباق الانضمام' إلى الائتلاف الحكوميّ قد تسارعت مؤخّرًا، إذ أجرى رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، اتّصالًا هاتفيًّا، زهر اليوم، مع رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، ودعاه للاجتماع به، اليوم الأربعاء، في تمام الرّابعة عصرًا.
وتأتي هذه الدّعوة في أعقاب المؤتمر الصّحافيّ الذي عقده ليبرمان، ظهر اليوم، وأعلن فيه أنّه 'إذا تلقّينا استجابة لتلك القضايا الجوهريّة التي تحدّثنا عنها، فبالطّبع، هناك عمّا نتحدّث عنه'.
وردًّا على هذا التّطوّر الأخير في مساعي توسيع الائتلاف الحكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، صرّح يتسحاق هرتسوغ أنّه سيدلي بتصريح صحافي، في تمام الرّابعة والنّصف، عصر اليوم الأربعاء.
وفي مؤتمره الصّحافيّ قال ليبرمان، في تعقيبه على تقرير للقناة الإسرائيليّة الثّانية، من مساء أمس الثّلاثاء، الذي جاء فيه أنّ ليبرمان تلقّى مقترحًا لاستلام وزارة الأمن الإسرائيليّة، وذلك قبل الخلاف الذي نشأ بين موشيه يعالون ونتنياهو، إن 'سمعت الكثير في الإعلام عن مقترحات كهذه أو كتلك كنّا قد تلقّيناها'.
وقال ليبرمان إنه 'لا نهاية من الوسطاء ومن المبعوثين، وأنا أعلن للإعلام، أنّه تمّ اقتراح وزارتيّ الأمن والهجرة لنا، ووعدنا بإصلاحات في صناديق التّقاعد وقانون الإعدام. عمليًّا لم نسمع أيّ شيء بشكل رسميّ'.
وعن شروط دخول ليبرمان، أوضح أنه 'لا توجد لدينا أيّ نيّة بتبييض دخول حزب العمل للائتلاف، نحن المعسكر الوطنيّ الحقيقيّ. نملك مواقف واضحة. أوّلًا الأمن، الهجرة والاستيعاب'.
وأضاف: 'إذا كانت هذه الشّروط واردة بالحسبان، وهم مستعدّون للتحدّث معنا بشأنها، ليس فقط عن وزارة الأمن، وإنّما عن سياسة الأمن، عقاب الإعدام، الإصلاحات في صناديق التّقاعد، حينها سيكون الاقتراح جادًّا'.
وطالب ليبرمان التّفاوض مباشرة، دون استخدام أيّ أسلوب مثل 'اللقاءات السّريّة، فكلّ شيء مكشوف، كلّ شيء مفتوح'.
وأوضح ليبرمان أنّه 'يوجد لدينا طلبات، نريد أن نرى الرّزمة، من الواضح لنا أنّنا لن نأخذ 100%. لكن يتوجّب توفّر شيء معقول'. وواصل: 'بشأن الدّين والدّولة، مواقفنا واضحة، واضح لنا أنّ الأحزاب الحريديّة هي جزء من الائتلاف. نحن نتحدّث عن أمور معقولة. ولو توفّرت النّيّة الجيّدة، لكنّا مدّة طويلة في ائتلاف حكوميّ مع الحريديم'.
وصرح وزير الهجرة والقدس، زئيف إلكين، من حزب الليكود، قائلا 'أنا أطالب رئيس الحكومة أن يختبر بجديّة إمكانيّة توسيع الحكومة في مفاوضات مستعجلة مع يسرائيل بيتينو'.
وأضاف إلكين أنه 'من المفضّل إقامة حكومة ثابتة من المعسكر الوطنيّ، وفقًا لوعوداتنا للناخب، على أن نقيم حكومة وحدة مفتعلة، لن تكون ثابتة، وستمسّ بحزب الليكود وبالمعسكر الوطنيّ، وبشكل عامّ بثقة الجمهور الإسرائيليّ في المنظومة السّياسيّة'.
وقال الوزير يريف لفين، بعد تحديد الجلسة مع ليبرمان إن 'هدف توسيع الحكومة بمتناول اليد. أنا أطالب ليبرمان أن يأتي وينهي المفاوضات اليوم. المجهود الهائل الذي قمنا به، طيلة شهور، في أن نزرع استعدادًا حقيقيًّا لدى ليبرمان بالانضمام للحكومة'.
اقرأ/ي أيضًا | هرتسوغ يصارع للانضمام لحكومة نتنياهو
وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس 'أنا أبارك إعلان ليبرمان استعداده الانضمام للائتلاف. يسرائيل بيتينو هي شريكة طبيعيّة للحكومة برئاسة الليكود، ويجب إجراء مفاوضات مستعجلة بغية إتاحة الانضمام، من أجل دفع المصالح الوطنيّة لإسرائيل'.
التعليقات