09/09/2016 - 10:59

تحليل: تفوق لبيد بالاستطلاعات هي بشرى لنتنياهو

"لبيد لا يتمتع بمواهب وقدرات لتولي منصب رئيس حكومة، وليس لديه ائتلافا سوى على الورق... وهو يشغل منصب وزير خارجية بنظر نفسه فقط، ويبتعد عن إطلاق تصريحات قد تثير جدلا ويمتنع عن توجيه انتقادات لرئيس الحكومة"

تحليل: تفوق لبيد بالاستطلاعات هي بشرى لنتنياهو

لبيد في حكومة نتنياهو السابقة (رويترز)

ابتهج الكثيرون في إسرائيل عندما شاهدوا نتائج استطلاع نشرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، هذا الأسبوع، وأظهر أن حزب الليكود، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، لم يعد الأكبر، وأنه ربما يخسر الأخير رئاسة الحكومة، لأنه في حال جرت الانتخابات العامة للكنيست الآن فإن حزب "ييش عتيد" سيتفوق على الليكود، وسيفوز رئيسه، يائير لبيد، برئاسة الحكومة. فقد حصل "ييش عتيد" في هذا الاستطلاع على 24 مقعدا في الكنيست، بينما هو ممثل اليوم ب11 عضو كنيست، وستتراجع قوة الليكود من 30 عضو كنيست إلى 22.

وأجري هذا الاستطلاع في أوج الأزمة التي عصفت بحكومة نتنياهو حول تنفيذ أعمال بنية تحتية في محطة قطار في تل أبيب يوم السبت الماضي، والتي وصلت حد تهديد وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، بالإقالة، فيما بدا نتنياهو كمن رضخ لإملاءات الأحزاب الحريدية التي اعترضت على تنفيذ أعمال في يوم السبت. على هذه الخلفية تراجعت شعبية الليكود.

لكن المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، رأى أن هذا الاستطلاع لا ينصب لبيد في رئاسة الحكومة، بل أن هذا الاستطلاع ليس نبأ سيئا بالنسبة لنتنياهو، وعزا ذلك إلى ثلاثة أسباب:

أولا: لبيد هو المرشح الأقل حظا بتشكيل ائتلاف حكومي. ووصفه المحلل بأنه يعاني من "إعاقة ائتلافية"، لأنه لن تنضم لائتلافه أحزاب الحريديم أو النواب العرب، وثمة شك في ما إذا كانت أحزاب يمينية، مثل "البيت اليهودي" و"كولانو" و"يسرائيل بيتينو"، ستنضم إلى ائتلافه، وفي حال انضمام اليمين فإن حزب ميرتس الصهيوني اليساري لن ينضم. ولذلك فإنه يمكن أن يضيف إلى ائتلاف 28 عضو كنيست في أفضل الأحوال.

ثانيا: التهديد الحقيقي على نتنياهو هو من جانب حزب ومرشح يميني، ينجح في الحصول على أصوات من ناخبي اليمين عموما والليكود خصوصا. ووفقا لفيرتر، فإنه مهما ازدادت قوة لبيد، فإنه تتضاءل الاحتمالات بأن يأتي مرشح ثالث من خارج الحلبة السياسية. والتناقض في هذا الواقع هو أن نتنياهو لا يرى غضاضة في زيادة قوة لبيد لأنها تكون على حساب "المعسكر الصهيوني" المنهار في استطلاعات الرأي.  

ثالثا: "مثلما شهدنا في الماضي، فإن الرافعة التي ترفع نتنياهو إلى الأعالي وتحقق له إنجازات مثلما حدث في الانتخابات الأخيرة، هي شعور الناخب اليميني بالخطر". ووفقا لفيرتر، فإن نتائج الاستطلاع الأخير دفعت الناخبين اليمينيين إلى العودة إلى أحضان الليكود "من أجل إنقاذ الدولة" وفق مفهومهم. وشدد المحلل على أنه "كلما ازدادت قوة لبيد أكثر وظهر كأنه تهديد حقيقي على نتنياهو، تزداد احتمالات إعادة انبعاث نتنياهو".   

ولفت فيرتر إلى أن "لبيد لا يتمتع بمواهب وقدرات لتولي المنصب (رئيس حكومة)، وليس لديه ائتلافا سوى على الورق... وهو يشغل منصب وزير خارجية بنظر نفسه فقط، يتجول في العالم، ويبتعد عن إطلاق تصريحات قد تثير جدلا ويمتنع عن توجيه انتقادات لرئيس الحكومة".

التعليقات