21/02/2017 - 18:25

إردان يتملق عرب النقب: حادث مؤسف في أم الحيران

خمسة رؤساء مجالس عرب يقاطعون اردان في النقب وآخرون ينسحبون فور حضوره * رئيس مجلس محلي كسيفة يطالب بلجنة تحقيق في أحداث أم الحيران * الزبارقة: هدم أكثر م ألف بيت سنويا وترك 8 آلاف في العراء

إردان يتملق عرب النقب: حادث مؤسف في أم الحيران

عن صفحة إردان في "الفيسبوك" والشهيد يعقوب أبو القيعان

في حفل نظمته الشرطة الإسرائيلية في بئر السبع، اليوم الثلاثاء، تملق وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، العرب البدو، وأطلق تصريحات بدا فيها متراجعا عن تصريحات سابقة أطلقها بشأن استشهاد يعقوب موسى أبو القيعان في أم الحيران في النقب الشهر الماضي، وذلك بداعي الحفاظ على العلاقة معهم.

ورغم أن إردان قد اعتبر ما حصل على أنه 'عملية دهس'، ووصف الشهيد بأنه 'مخرب'، إلا أنه بدا متراجعا اليوم، واعتبر أن الحديث عن حادث 'مؤسف' راح ضحيته مواطن وشرطي.

وبدا إردان متملقا للعرب البدو، حيث صرح أنه 'يجب عدم إفساح المجال لأحد بأن يحاول أخذ حادث عيني، قتل فيه شرطي ومواطن للأسف، وإسقاطه على كل العلاقات بين السكان البدو وبين الشرطة الإسرائيلية' على حد تعبيره.

وقال إردان إنه 'يجب استخلاص العبر بعد أن يتضح ما حصل هناك بالضبط، وتنهي وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة تحقيقاتها'.

وبعد جريمة القتل المروعة التي راح ضحيتها الشهيد أبو القيعان، ومسارعة إردان والشرطة الإسرائيلية إلى اعتبار الشهيد ناشطا في الحركة الإسلامية ومتماثلا مع تنظيم داعش، بدا إردان اليوم متملقا للعرب البدو، عندما صرح أنه 'يجب تعزيز هذه العلاقة' معهم، و'تعزيز خدمات الشرطة وإنفاذ القانون ضد الخارجين عنه الذين يمسون أولا بالسكان البدو الأعزاء الذين نريد مواصلة العيش معهم في النقب'.

وكان إردان قد صرح قبل نحو شهر أن 'الصورة التي تتضح من تحقيقات الشرطة واضحة جدا: الحديث عن عملية دهس متعمدة'.

وبعد يوم واحد من الحادث، تطرق إردان إلى ما اعتبر على أنه 'أدلة' وجدت في بيت الشهيد أبو القيعان، وهي صحف عبرية تتحدث عن عملية دهس وتنظيم داعش، وقال 'إنه لم يتم العثور عليها ضمن كومة صحف، وإنما عن جمع عناوين عن عمليات دهس، ولم يكن ذلك في بيته فقط، وإنما في مكان آخر لم ينشر عنه بعد، حيث عثر على مواد تشير إلى دراسة أو جمع مواد بهذا الشأن. كل ذلك، إضافة إلى معلومات قدمها الشاباك، وكذلك الظروف التي كانت على أرض الواقع، تؤكد أن الحديث عن عملية'.

كما سبق وأن صرح إردان في اليوم نفسه أن أبو القيعان 'نفذ عملية دهس، وأنه سعى لإصابة أكبر عدد من أفراد الشرطة'.

وفي مقابلة مع 'إذاعة الجنوب' أشار إردان للمرة الأولى إلى إمكانية أن تكون الشرطة لم تعمل وفق القانون. وقال إن 'الإعلام الإسرائيلي يجب أن يأخذ أولا رواية من يمثل المواطنين وسلطة القانون، وهي الشرطة، وليس رواية الخارجين عن القانون، ووضع الروايتين قبالة بعضهما البعض'.

وتابع أنه بعد انتهاء التحقيق، وفي حال تبين أن الشرطة لم تكن على ما يرام، فإنه سوف يطلب منها تفسيرات لذلك.

تجدر الإشارة إلى أن شريطا كان قد صوره طاقم الجزيرة، ونشر في مطلع الشهر الجاري، أظهر أن مصابيح مركبة أبو القيعان كان مضاءة، خلافا لادعاءات إردان والشرطة، حيث زعموا أن 'حقيقة عدم إضاءة مصابيح المركبة تعزز فرضية أنه كان ينوي دهس الشرطي إيرز ليفي وقتله'.

ولم يتردد إردان في تكرار رواية الشرطة في الغداة، وقال إنه 'طابع ما فعله.. منذ خروجه من البيت بدون إنارة المصابيح.. هو طابع مخرب خرج لتنفيذ عملية'.

في المقابل، فإن الشريط الذي بثته الجزيرة أظهر أن مركبة الشهيد أبو القيعان كان تتحرك ومصابيحها مضاءة، قبل أن تتحرك المركبة بسرعة. وعندها سمع دوي إطلاق نار سارعت المركبة من سيرها.

وكان شهود عيان قد أكدوا أن مركبة أبو القيعان قد تدهورت بسرعة بعد إطلاق النار، وأن السائق لم يكن بإمكانه السيطرة على المركبة بعد إصابته ما أدى إلى دهس شرطيين. إلا أن الشرطة نفت رواية شهود العيان في حينه التي تفند فرضية 'عملية دهس متعمدة'.

رؤساء مجالس عرب يقاطعون اردان في النقب وآخرون ينسحبون بعد حضوره

أيام بعد أن اعترض محتجون كلمة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، في افتتاح مركز الشرطة بمدينة يافا احتجاجا على مقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان، تعرض إردان للإحراج مجددا بعد أن أقدم رؤساء مجالس محلية عرب في النقب على مقاطعته، وآخرون على الانسحاب من شبه مهرجان نظمته الشرطة لأسلحة ضبطتها في النقب، وذلك بعد حضور إردان.

وكانت قد دعت الشرطة رؤساء المجالس العرب والصحافة لمعاينة  قطع الأسلحة والذخيرة المضبوطة في محاولة لإبراز مساعيها على محاربة العنف والجريمة، وما اعتبره محللون على أنه حرف للأنظار عن ممارسات الشرطة العدائية تجاه العرب، والتي بدت جليا في عمليات الهدم مؤخرا، وحادثة استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان.

يذكر أن وحدات من الشرطة قد وفرت الحماية صباح اليوم لعمليات حرث وتخريب للمحاصيل في قرية رخمة، وعملية هدم في قرية أبو قرينات.

 وقد قاطع المعرض خمسة من رؤساء المجالس المحلية العرب وهم: سالم أبو ربيعة (كسيفة)؛ سالم أبو عايش (اللقية)؛ د. محمد النباري (حورة)؛  طومان أبو رقيق (تل السبع)؛ إبراهيم الهواشلة (واحة الصحراء.

ولبى الدعوة لحضور ''مهرجان الأسلحة والذخيرة المضبوطة' ثلاثة رؤساء مجالس سلطات محلية هم: رئيس بلدية رهط طلال القريناوي؛ ورئيس المجلس المحلي في عرعرة النقب نايف أبو عرار؛ ورئيس المجلس المحلي في شقيب السلام عامر أبو معمر.

وبعد دقائق من حضور إردان، سارع رئيس بلدية رهط ومجلس محلي عرعرة النقب إلى مغادرة المكان احتجاجا.

المطالبة بإقامة لجنة تحقيق

طالب رئيس مجلس محلي قرية كسيفة في النقب، اليوم، بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في أحداث قرية أم الحيران.

وبعد أن أكد رئيس المجلس المحلي، سالم أبو ربيعة، في حديث مع عرب48 مقاطعته للمعرض، قال إن 'الشرطة ووزير الأمن الداخلي لم يتجابوا مع مطالبنا بعد أن كالوا الاتهامات الخطيرة في حق جمهورنا'.

وأضاف أبو ربيعة 'نحن نطالب بإقامة لجنة تحقيق رسمية في أحداث أم الحيران، وأن يتحمل المسؤولية من أساء إلى جمهورنا'.

وأردف أبو ربيعة قائلا 'من سارع إلى كيل التهم بعد أقل من ساعتين على الحادثة عليه تحمل المسؤولية'.

من جهته، أشاد رئيس المجلس العام للتجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، بموقف رؤساء المجالس قائلا إن 'رفض مقابلة الوزير هي موقف مشرف يستحق منا التقدير بعد ما بدر منه من تحريض وتصريحات عنصرية'.

وأشار الزبارقة إلى أن مهرجان الشرطة هو 'مسرحية'، وقال إن 'هدم أكثر من ألف بيت سنويا، وترك ثمانية آلاف إنسان في العراء هي أكبر جريمة. لو كانت الشرطة صادقة في مساعي محاربة الجريمة لأوقفت عمليات الهدم والملاحقة السياسية بدلا من المسرحيات'.

واستطرد قائلا 'إن حماية المواطن والدفاع عنه هي المهام المناطة بالشرطة بالأساس، وقد رأينا ازدواجية المعاير في التعامل مع المستوطنين وهم مجرمون وفقا لكل للمواثيق، بينما تشن حربا ضروسا على أصحاب الأرض الأصليين'.

 

التعليقات