23/05/2018 - 10:49

في ظل مجزرة العودة: وفد أذري يزور إسرائيل لتعزيز العلاقات

وفد أذري رسمي يصل إسرائيل بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة العودة الكبرى التي سقط فيها 64 شهيدا وأصيب أكثر من 3 آلاف آخرين..

في ظل مجزرة العودة: وفد أذري يزور إسرائيل لتعزيز العلاقات

الرئيس الأذري إلهام علييف (من الأرشيف)

كشف النقاب، اليوم الأربعاء، عن زيارة وفد أذري (من أذربيجان) رسمي إلى البلاد، مطلع الأسبوع الماضي، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، وارتكاب قوات الاحتلال مجزرة مسيرة العودة الكبرى التي سقط فيها 64 شهيدا وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين.

وفي حين تصاعدت الإدانات الدولية، وخاصة من جانب دول إسلامية كثيرة، على رأسها تركيا، التي أعلنت عن أزمة دبلوماسية مع إسرائيل، حصل تطور آخر في علاقات إسرائيل بـ"دولة إسلامية" أخرى، وهي أذربيجان الدولة المجاورة لإيران، حيث زار البلاد وفد حكومي أذري، بعيدا عن الأضواء.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد كان الوفد الأذري يتألف من كبار المسؤولين في الحكومة، وذلك للمشاركة في اللقاء الحكومي الأول للجنة الاقتصادية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، حيث مثل إسرائيل الوزير وعضو المجلس الوزاري المصغر، زئيف إلكين.

ومكث الوفد الأذري، الذي يتألف من وزير الضرائب وعدد من نواب الوزراء، مدة ثلاثة أيام في إسرائيل، من الأحد حتى الثلاثاء.

وكان هدف اللقاء هو فحص الطرق لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، مثلما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، الذي زار أذربيجان في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016.

يشار إلى أن إسرائيل تولي أهمية إستراتيجية للعلاقات مع أذربيجان منذ مطلع سنوات تسعينيات القرن الماضي. وتعتبر المزود الرئيس للطاقة لإسرائيل، إضافة إلى أنها مشترية مركزية للسلاح الإسرائيلي، علاوة على موقعها الجغرافي.

ولفت التقرير إلى أن أذربيجان تتمتع بحقول كبيرة من النفط والغاز والتي تحولت بالنسبة لإسرائيل إلى مصدر أساسي للنفط الذي يتدفق من باكو عن طريق تركيا. وفي المقابل، تزود إسرائيل السلطات في أذربيجان بوسائل قتالية كثيرة، بداعي موقعها بين تركيا وروسيا وإيران.

وكان الرئيس الأذري، إلهام علييف، قد كشف لدى زيارة نتنياهو لباكو في العام 2016، أن بلاده قد عقدت صفقة مع إسرائيل بقيمة 5 مليار دولار.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى صفقة بين الطرفين، تشتري بموجبها أذربيجان منظومة اعتراض الصواريخ "القبة الحديدية". كما أشارت تقارير أخرى إلى أنها اشترت أيضا منظومات رادار وطائرات مسيرة (بدون طيار)، كما تقوم بجمع معلومات استخبارية حول إيران.

كما لفتت "هآرتس"إلى تقارير ادعت أن الموساد وبعد أن نهب الأرشيف النووي الإيراني قام بنقله إلى إسرائيل عن طريق أذربيجان.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" قد نشرت في العام 2012 أن إسرائيل تنوي استخدام قواعد عسكرية أذرية في حال شنت هجوما على المنشآت النووية الإيرانية.

كما تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلامية أجنبية قد أشارت إلى أن أذربيجان استخدمت طائرة مسيرة إسرائيلية انتحارية من طراز "هاروف" في قصف الجيب الأرمني الانفصالي ناغورني كارباخ (أرتساخ)، علما أن أرمينيا تخوض صراعا مع أذربيجان بشأن هذا الجيب، في ظل موقف دولي يدعو إلى خفض وتيرة الصراع.

وكان المحامي الإسرائيلي إيتي ماك قد توجه في العام 2014 إلى شعبة الرقابة على التصدير الأمني بطلب إلغاء تراخيص التصدير بسبب التوتر بين أذربيحان وأرمينيا. وفي العام 2016 طلبت عضو الكنيست، زهافا غلؤون، وقف تصدير السلاح بينما كانت تدور معارك بين قوات الجيش الأذري والأرمني في الجيب نفسه.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تصدر لأذربيجان تكنولوجيا في مجال الهايتك والطب والزراعة.

يشار إلى أنه في ظل الأزمة الدبلوماسية مع تركيا، فإن عضو الكنيست، أمير أوحانا من كتلة "الليكود"، وإيتسيك شمولي من كتلة "المعسكر الصهيوني"، طلبا الدفع باتجاه الاعتراف الإسرائيلي الرسمي بما يطلق عليه "مذبحة الأرمن". ورغم أن الكنيست تشير إلى ذلك سنويا منذ العام 2012، إلا أن مثل هذه الاقتراحات يتم صدها بداعي العلاقات الخاصة مع أذربيجان.

التعليقات