01/01/2020 - 10:34

"حماس" وإسرائيل: احتمالات "تسوية" لتأجيل الحرب

يواصل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اليوم الأربعاء، مناقشاته بخصوص مقترحات "التسوية الشاملة" مع قطاع غزة التي طرحت من قبل جهات أجنبية، وتم التوصل إليها من خلال مباحثات غير مباشرة مع حركة "حماس" بوساطة مصرية.

(أ.ب.)

يواصل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اليوم الأربعاء، مناقشاته بخصوص مقترحات "التسوية" مع قطاع غزة، وجرى التوصل إليها من خلال مباحثات غير مباشرة مع حركة "حماس" بوساطة مصرية.

وترجح تقديرات لمحللين إسرائيليين أن إسرائيل تهدف من خلال التفاوض و"التسوية" أو "التهدئة" طويلة الأمد مع حماس إلى وقف الهجمات من القطاع، وكذلك عزل "الجهاد الإسلامي".

وتشير تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى دعمه لـ"التسوية"، حيث قال إنه "مقابل الاستقرار وتحسين الوضع الأمني سيتم منح تسهيلات إنسانية للمدنيين بالقطاع".

ويشمل مقترح التسوية وقف مسيرات العودة عند السياج الحدودي مع القطاع، والإسراع في المحادثات بشأن الأسرى والمفقودين وإتمام صفقة التبادل.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إسرائيل ستكسب من "التهدئة" الوقت من أجل استكمال الجدار العازل تحت الأرض وتأجيل المواجهة والحرب مع غزة.

ووصف كوخافي مقترحات "التسوية" وإمكانية التوصل إلى تهدئة مع حماس بـ"الفرصة"، حيث استعرض في خطابه في الأسبوع الماضي، والذي أتى بالتزامن مع بدء الكابينيت جلسات لمناقشة "التسوية"، طرحه الداعم لأي إجراء يدفع نحوه طاقم مجلس الأمن القومي.

 وبحسب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، فإن حماس كانت منشغلة أكثر بالعامين الماضيين في تحسين الحالة الاقتصادية والمدنية لسكان غزة، لافتا إلى أنه مقابل التحسين بالوضع الأمني ستمنح التسهيلات للمدنيين، وذلك لمنع حدوث كارثة إنسانية بالقطاع، مشددا على مسؤولية المؤسسة الأمنية لإرجاع الجنود والمدنيين الذين تحتجزهم حماس.

وفي تحليل لتصريحات كوخافي، يقول المحلل العسكري في الموقع الإلكتروني "واللا"، أمير بحبوط، إن "كل من يشارك ويطلع على مفاوضات أو مقترحات التسوية والتهدئة، يدرك تماما أنه مع تقدم المفاوضات بهذه الشأن فالوضع يصبح أكثر هشا ومتفجرا".

لذلك، يعتقد المحلل العسكري أن "هناك جهودا لاستنفاذ كافة الظروف التي نشأت لمنع المواجهة الشاملة في هذه المرحلة، من أجل التوصل إلى تهدئة لمدة عام، كجزء من التزام قيادة حماس بوقف الهجمات في الضفة الغربية، وكذلك تغيير جوهر الاحتجاجات ومسيرات العودة الأسبوعية عن السياج الأمني".

ووفقا لتقديرات بحبوط، تمت صياغة مقترح "التسوية" على أساس أن الأطراف ستسرع المحادثات حول الأسرى والمفقودين، والتي تشمل جثث الجنود أورون شاؤول وهدار غولدين، والمدنيين الإسرائيليين أفراهام منغيستو، ومواطن عربي من النقب يدعى هشام السيد.

وأوضح أن الميزات والإيجابيات في اتفاق قريب، سيسمح لإسرائيل بتأجيل الحرب مع قطاع غزة، والتحضير والجهوزية لمواجهة مختلف التهديدات على الجبهة الشمالية، ودوائر التهديد البعيدة مثل إيران والعراق.

وستساعد هذه الشروط أيضا، يقول بحبوط "على الاستمرار في بناء الجدار العازل تحت الأرض لمواجهة الأنفاق، إذ سيمنع الجدار الاختراقات والتشويش على الأمن. كما تم الاتفاق على أن توقف حماس الحرائق والأساطيل البحرية لغزة، وانخفاض متواصل في حجم العنف في المسيرات قرب السياج الأمني".

 لكن، يتساءل المحلل العسكري، تبقى الأسئلة والمحاور الأهم من وراء هذه الخطوة، ما هو الإطار الإستراتيجي؟، وهل سيوافق المستوى السياسي الإسرائيلي على التسوية بدافع الضعف أم من منطلق قوة؟ وما هي الآثار المترتبة على ذلك على قوة حماس؟ وكيف سيتأثر هذا بسياسة العزل والفصل بين غزة والضفة الغربية؟، وهي السياسة التي تعزز السلطة الفلسطينية في المجال الاقتصادي والأمني، على حد تعبير بوحبوط.

سؤال حاسم آخر يطرحه المحلل العسكري هو ما إذا كانت حماس تصل إلى مرحلة التسوية والتهدئة من أجل التقدم بها؟ أم أنها ترى بذلك فترة استراحة من أجل الاستعداد للحرب؟

التعليقات