02/08/2022 - 23:16

"ليلة حاسمة لمنع التصعيد": الاحتلال يُبقي على تأهبه في محيط غزة

تتحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية من رد فصائل المقاومة الفلسطينية، على اعتقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية، بسام السعدي، في عملية اقتاحم لمخيم جنين، الإثنين، أسفرت عن استشهاد الفتى ضرار الكفريني (17 عاما).

الشرطة الإسرائيلية تغلق طرقات في محيط قطاع غزة (Getty Images)

تتحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية من رد فصائل المقاومة الفلسطينية، على اعتقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية، بسام السعدي، في عملية اقتحام لمخيم جنين، الإثنين، أسفرت عن استشهاد الفتى ضرار الكفريني (17 عاما).

وأشارت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الثلاثاء، إلى أن أجهزة أمن الاحتلال، تواصل استعداداتها لاحتمال الرد على اعتقال القيادي في "الجهاد الإسلامي"، سواء انطلق هذا "الرد" من قطاع غزة أو من الضفة الغربية.

وقررت سلطات الاحتلال مواصلة إغلاق طرقات في محيط قطاع غزة المحاصر، وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") أن أجهزة أمن الاحتلال تلقت معلومات استخباراتية تفيد بنية حركة "الجهاد الإسلامي" تنفيذ عملية إطلاق نيران قناصة أو استهداف مركبة إسرائيلية بصاروخ موجه مضاد للمدرعات قرب الشريط الحدودي شرقي القطاع المحاصر.

وقالت "كان 11" إن هذه المعلومات دفعت سلطات الاحتلال إلى إغلاق طرقات وفرض قيود على حركة سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وذكرت القناة أن هذه المخاوف تعززت في ظل انتشار "إشاعات" عن مقتل القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي"، السعدي، الذي أصيب خلال مقاومته عملية الاعتقال.

عرض عسكري لـ"سرايا القدس" في غزة، حزيران الماضي

وتشير التقديرات الإسرائيلية، بحسب "كان 11"، إلى أن الليلة ستكون "حاسمة" في سياق المخاوف من تصعيد محتمل، وذكرت أنه "إذا مرت هذه الليلة بهدوء، فإن القيود (في محيط قطاع غزة) سترفع تدريجيا". واعتبرت القناة أن تسريب صور للسعدي من غرفة التحقيق معه، فجر الثلاثاء، "قلل من دوافع الجهاد الإسلامي للقيام بعملية".

وفي أعقاب مداولات أمنية أجريت مساء اليوم، أبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي على تأهب قواته قرب الشريط الحدودي مع مناطق الـ48 شرقي القطاع، رغم تخفيفه بعض القيود التي فرضها في ساعات الصباح على المستوطنات القريبة من المنطقة.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن جيش الاحتلال نشر المزيد من بطاريات "القبة الحديدية"، تحسبا من رد لحركة "الجهاد الإسلامي" على اعتقال السعدي.

بطارية "القبة الحدودية" على مشارف مدينة أسدود، جنوبي البلاد، الثلاثاء

وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) بأنه "في الساعات المقبلة، ستسمح الأجهزة الأمنية ​برفع بعض الحواجز التي أقيمت منذ الساعات الأولى من الصباح، خوفا من هجوم قنّاص أو نيران مضادة للدبابات لتسهيل الأمر على المسافرين".

وأوضح أن "حالة التأهب القصوى خوفا من نيران مضادة للدبابات أو القنص ردا على اعتقال السعدي، ما زالت مستمرة". كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه "في نهاية تقييم للوضع في القيادة الجنوبية (التابعة للجيش الإسرائيلي)، تقرر إعادة فتح أجزاء من الطرق التي أغلقت أمام حركة المرور في ‘غلاف غزة‘"، وأكدت، نقلا عن مصدر عسكري، عدم خفض حالة التأهب في صفوف قوات الاحتلال.

وتشمل القيود المفروضة في المستوطنات القريبة من القطاع، إغلاق مناطق وطرقات متاخمة للسياج الأمني، بما في ذلك محاور زراعية وطرق تربط بين المستوطنات في المنطقة، بالإضافة إلى إغلاق شاطئ زيكيم ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت وإغلاق معبر بيت حانون "إيرز" (الواصل بين غزة ومناطق الـ48) أمام حركة العمال الغزيين.

من جانبها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عبر الوسيط المصري، مفادها أنها "غير معنية بالتصعيد، غير أن الرد سيكون قاسيا على أي عمل أو انتهاك للسيادة الإسرائيلية".

وقالت القناة إنه "رغم الاستعدادات الأمنية، هناك عدة عوامل تكبح الجهاد وتمنع التصعيد"، وتتمثل هذه العوامل، بحسب القناة بـ"الوسيط المصري وحركة حماس" غير المعنية بالتصعيد، وفقا للتقديرات الإسرائيلية.

وفد من حماس إلى القاهرة

وفي هذا السياق، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "العربي الجديد"، عن الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، قوله إن وفدًا من قيادة الحركة غادر قطاع غزة، الثلاثاء، لعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في القاهرة.

من تشييع الشهيد ضرار الكفريني في جنين

وأفاد القانوع بأن "زيارة الوفد الذي يترأسه عضو المكتب السياسي، روحي مشتهى، تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع مصر، ومناقشة وحلحلة القضايا العالقة، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني". ولفت التقرير إلى أن "الزيارة لم تكن مجدولة في وقت سابق".

ورجّح الموقع أن الزيارة تأتي "نتيجة تسارع الأحداث في القطاع والتوتر على الحدود، في أعقاب الاستنفار الإسرائيلي الكبير الذي تبع إعلان ‘سرايا القدس‘، الذراع العسكرية لحركة ‘الجهاد الإسلامي‘، الاستنفار في أعقاب الاعتداء الذي طال القيادي السعدي وتهديد الحركة بالرد".

وأشار إلى أن وفدا اقتصاديا مصريا قد يصل إلى غزة لبحث ملف الإعمار، ونقل عن "مصادر محلية"، قولها إن "الوفد في مهمة اعتيادية لمتابعة الإنجاز في ملف الإعمار الذي تعهدت مصر به، عقب الحرب الأخيرة على القطاع والذي يتم بموجبه إنشاء طريق بحري وثلاث مدن سكنية".

التعليقات