"مستعربون يتزوجون من عربيات لإنجاح مهماتهم"

وحدة مستعربين سرية شكلت في العام 1952 وطلب منها الاندماج في البلدات العربية في الداخل

كشفت "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر صباح اليوم، الأحد، بعد 60 عاما، عن وحدة أمنية إسرائيلية وصفتها بـ"التاريخية"، وتمثلت في قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتجنيد 10 مستعربين للتنكر على شكل شبان عرب للعيش في القرى العربية في الداخل، بل والزواج من عربيات وإنجاب أطفال بحكم أن ذلك ساعدهم في الاندماج مع العرب.
 
وكتبت الصحيفة أن رئيس بعثة الموساد في فرنسا قد كشف في العام 1964 أمام عدة نساء عربيات من الداخل، تم استدعاؤهن إلى فرنسا، أن أزواجهن ليسوا عربا، كما يعتقدن، وإنما عناصر أمنية في وحدة مستعربين سرية يعملون بمهمة أوكلت لهم من قبل الجهاز الأمني.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن 10 من عناصر وحدة المستعربين السرية التابعة للشاباك اندمجوا في البلدات العربية في الداخل في أعقاب النكبة، وتزوجوا من نساء عربيات، وأنجبوا أطفالا. وبعد عشر سنوات تم تفكيك الوحدة، في حين عرض على النساء التهود، أما الأطفال فقد تم تهويدهم بدون إجراءات تهويد رسمية.
 
وعلم أن الوحدة المذكورة تم تشكيلها في العام 1952، وأوكل لها مهمة الاندماج في البلدات العربية في الداخل. وبحسب الصحيفة لم يطلب من الوحدة جمع معلومات استخبارية، وإنما العمل في حالة وقوع حرب شاملة وانضمام البلدات العربية إلى "العدو".
 
وقد ترأس هذه الوحدة شموئيل (سامي) موريا، وهو أحد كبار المسؤولين في الشاباك في حينه، وهو يهودي من أصل عراقي، ووصف بأن لديه خبرة في استجلاب يهود العراق إلى البلاد.
 
 شموئيل (سامي) موريا
 
وأضافت الصحيفة أن تدريب الوحدة قد استغرق نحو عام كامل، تعلموا خلالها اللهجة الفلسطينية وحفظوا سورا وآيات من القرآن، كما تعلموا تقنيات التجسس في قاعدة استخبارية قرب مدينة الرملة. وجرى تزويد كل واحد من عناصر الوحدة ببطاقة شخصية جديدة وقصة مبتكرة مفصلة لحياته كغطاء، وأرسلوا إلى القرى والمدن العربية.
 
وتابعت الصحيفة أنهم تنكروا بزي "متسللين" فلسطينيين عادوا إلى أوطانهم بعد النكبة، واندمجوا جيدا في بيئتهم الجديدة، في حين لم تكن عائلاتهم في إسرائيل على علم بالمهمات التي يقومون بها.
 
وجاء أن وجهاء البلدات العربية توقعوا من كل واحد منهم أن يعمد إلى الزواج من إحدى فتيات القرية. وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من المسؤولين في الشاباك اعتقدوا أنه كان يجب عليهم أن يتزوجوا من فتيات عربيات لإنجاح المهمة، بيد أنهم تركوا القرار النهائي بأيدي عناصر الوحدة.
 
وأضافت الصحيفة أن معظم عناصر الوحدة تزوجوا من فتيات عربيات، بدون أن يعرفن هوية أزواجهن الحقيقية. وبحسب موريا، المسؤول عن الوحدة، فإن تجولهم كشباب في البلدات العربية كان مثيرا للشبهات، وأنه كان من الواضح لهم أن الزواج يسهل مهمتهم.
 
ونقل عن شقيق أحد عناصر الوحدة أنه وقف على طبيعة مهمة شقيقه فقط بعد الكشف عنها، وأشار إلى أن شقيقه قد تزوج من فتاة عربية من مدينة يافا تدعى ليلى، وذلك بعد أن عرف نفسه على أنه عربي مسلم.
 
كما جاء أنه مع مرور السنوات تبين أن الفائدة الاستخبارية من وجود الوحدة ليس كبيرا، وتقرر في النهاية تفكيك هذه الوحدة. وفي أعقاب ذلك تقرر الكشف عن حقيقة أفراد الوحدة ونقل عائلاتهم إلى مناطق يهودية.
 
ونقلت النساء العربيات المتزوجات من عناصر الوحدة إلى فرنسا، حيث قام الشاباك بالكشف عن الهوية الحقيقية للمستعربين. وعلم أن "ليلى" اليافية أدركت أنها خدعت، ولم تستطع تحمل الصدمة، واضطرت لتلقي العلاجات النفسية لشهور طويلة. ولم تشر "يديعوت أحرونوت" إلى المصير الذي آلت إليه بعد أن تم تخييرها بين تقبل "زوجها" المستعرب على حقيقته وتربية أطفاله كيهود أو الهجرة إلى أي دولة عربية تختارها.
 
وبحسب الصحيفة فقد تم استدعاء 3 حاخامات إلى باريس، بضمنهم الراف شلومو غورن، الحاخام الأكبر للجيش في حينه، وذلك لإجراء عملية "تهويد" غير رسمية للنساء والأطفال.
 
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد العودة في البلاد، لم تنجح الجهود في دمجهم في البيئة الجديدة، وأن غالبية الأطفال عانوا من صدمات نفسية قوية جدا في طفولتهم، ولم يكونوا قادرين على نسيان ماضيهم والبيئة التي ولدوا فيها. وفي حين تمكن عدد منهم من التأقلم مع الوضع الجديد، إلا أن الغالبية لا تزال تعاني من آثار الصدمة حتى اليوم.

التعليقات