الخارجية الإسرائيلية: ضلوع ترامب بالصراع سيتأثر بالتطورات الميدانية

وثيقة داخلية في الخارجية الإسرائيلية تتوقع انتهاج ترامب سياسة متقوقعة وأنه سيقلص ضلوع أميركا بالمنطقة عموما وبالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني خصوصا* ترامب يرى بروسيا شريكة وبالصين تهديدا ونظرته لإيران غير واضحة

الخارجية الإسرائيلية: ضلوع ترامب بالصراع سيتأثر بالتطورات الميدانية

(أ.ب.)

توقعت وثيقة داخلية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سيقلص ضلوع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عموما وفي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني خصوصا.

وجرى توزيع الوثيقة، التي أعدها مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية، الذي يعتبر أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، على كافة السفارات والقنصليات الإسرائيلية في أنحاء العالم، حسبما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.

وشددت الوثيقة على أن التصريحات حول "عملية السلام" التي أطلقها ترامب أثناء حملته الانتخابية لا تدل على وجود سياسة واضحة لديه.

وقالت الوثيقة إنه "في إطار اهتمامه القليل في قضايا خارجية، فإن ترامب لا يرى بالشرق الأوسط مكانا من الصواب بذل جهود فيه، ويرجح أن يسعى إلى تقليص الضلوع الأميركي في المنطقة. وذلك إلى جانب الالتزام بمواصلة الحرب ضد تنظيم داعش والزخم الحاصل في القتال في مدن الموصل في العراق والرقة في سورية، اللتين سيستمر في الحصول على دعم إدارته".

لكن وثيقة الخارجية الإسرائيلية توقعت أن "العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ليست موجودة على رأس أولويات إدارة ترامب، ويرجح أن يتأثر هذا الموضوع أيضا من الطاقم الذي سيحيط به، وكذلك التطورات الميدانية. وتصريحات ترامب لا تدل بالضرورة على وجود سياسة واضحة حيال هذه القضية. فمن جهة هو عبر عن تأييده للمستوطنات ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، لكنه قال في تصريحات أخرى إنه يريد أن يكون محايدا وأن على كلا الجانبين التوصل إلى صفقة بينهما".

وحاولت الوثيقة استشراف سياسة ترامب تجاه العالم عموما وتجاه الصين وروسيا وأوروبا خصوصا، وكذلك تجاه الحلبة الأميركية الداخلية. والرسالة المركزية للوثيقة، الذي يعبر عن رؤية المستوى المهني في الخارجية الإسرائيلية، هي أنه يتوقع أن تمارس إدارة ترامب سياسة متقوقعة. كما يتوقع أن يبدأ ترامب ولايته بمحاولة النأي بنفسه عن السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، لكن بعد ذلك يتوقع أن يعود إلى انتهاج سياسة الرئيس المنتهية ولايته والتي بموجبها يتعين على الولايات المتحدة أن تتوقف عن كونها الشرطي العالمي.     

وأردفت الوثيقة أن "دخول ترامب يتوقع أن يحدد من جديد دول الولايات المتحدة في الحلبة الدولية. وسيشكل ترامب تحديا بالنسبة للمنظومة الدولية على خلفية صعوبة معرفة مواقفه واهتمامه المحدود بالقضايا الخارجية... ويصعب التعرف على موقفه على خلفية تصريحاته المتناقضة... لكن الخط الذي يميز إدارته يشير إلى ميل نحو التقوقع وتخفيف عبء الضلوع في حلبات خارجية".

ولفتت الوثيقة إلى أن ترامب، كرجل أعمال، يحلل الأمور بمصطلحات الربح والخسارة، وأن سياسته الخارجية يتوقع أن تركز على المصالح الأميركية الآنية والضيقة ولن تكون نابعة من نظرة واسعة وشاملة.

ووفقا للوثيقة، فإن ترامب يرى بروسيا شريكة لحوار محتمل خاصة بكل ما يتعلق بالحرب الأهلية في سورية. وأشارت الوثيقة في هذا السياق إلى أن ترامب أطلق تصريحات أيد فيها بقاء الأسد في الحكم وتقليص المساعدات العسكرية الأميركية للمعارضة.

من جهة أخرى، اعتبرت الوثيقة أن ترامب يرى بالصين تهديدا على الولايات المتحدة وأنه معني بأن يستعرض قوة أميركية أمامها.

وفيما يتعلق بإيران، فإن ترامب انتهج خطا صداميا وعارض الاتفاق النووي وأطلق تصريحات متناقضة حيال الالتزام بالاتفاق في حال انتخابه، لكن في نهاية الحملة الانتخابية امتنع عن الدعوة إلى إلغاء الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران.  

ولا تستبعد الوثيقة أن يغير ترامب علاقات الولايات المتحدة الدولية "بسبب نظرته التجارية"، وأنه لا يرتدع من إمكانية إعادة دراسة نشر قوات أميركية في العالم.

وتطرقت الوثيقة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال إن "فوز ترامب كشف التيارات العميقة في المجتمع الأميركي والتذمر والنفور من المؤسسة الحاكمة في واشنطن والقيم التي يمثلها الرئيس أوباما".  

 

 

التعليقات