إسرائيل والهند... علاقة إستراتيجية عسكريا ودبلوماسيا

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه يسعى إلى تعزيز علاقة بلاده مع الهند، حيث أعتبر هذه العلاقة بالإستراتيجية نحو تدعيم القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لإسرائيل، مشيدا بالزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الهندي للبلاد.

إسرائيل والهند... علاقة إستراتيجية عسكريا ودبلوماسيا

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه يسعى إلى تعزيز علاقة بلاده مع الهند، حيث أعتبر هذه العلاقة بالإستراتيجية نحو تدعيم القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لإسرائيل، مشيدا بالزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والتي وصفها بـ'التاريخية'.

تصريحات نتنياهو، وردت خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، حيث أشاد بالزيارة التي تتزامن مع حلول الذكرى الخامسة والعشرين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويبدأ مودي ن أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لإسرائيل، وتستمر الزيارة 3 أيام، ولن يزور مودي رام الله مقر السلطة الفلسطينية والمحطة المعتادة للزعماء الزائرين الذين يحاولون الحفاظ على التوازن في العلاقات السياسية.

واعتبر نتنياهو أن هذه 'خطوة هامة للغاية في تعزيز العلاقات بين البلدين'.

وأضاف: 'يصل إلى إسرائيل صديقي ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، التي هي أكبر دولة ديمقراطية في العالم. إنها زيارة تاريخية والأولى التي يقوم بها رئيس وزراء هندي لإسرائيل بعد 70 عاماً وتُعدّ تجسيداً لتوطيد العلاقات بيننا والهند تدريجياً خلال السنوات الأخيرة'.

ولفت رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلى أن هذه الزيارة تأتي ثمرة سياسة انتهجها مع نظيره الهندي، قائلا: 'تحدثنا عن ذلك قبل عدة سنوات أثناء لقائنا الأول في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك ثم في مدينة دافوس، ونحن نشارك في هذه الجهود حكومتينا وشعبينا حيث الهدف هو تشكيل صداقة ثابتة فيما بيننا'.

وأوضح نتنياهو أن هذه الزيارة سترسخ التعاون في تشكيلة واسعة من المجالات بما فيها الأمن والزراعة والمياه والطاقة وأي مجال تقريباً تعمل فيه إسرائيل.

وأضاف 'الهند دولة ضخمة فيها أكثر من 1.25 مليار نسمة وهي واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وأكثرها نموا. العلاقات بين إسرائيل والهند في تحسن متواصل'.

وبينما وصفت إسرائيل الزيارة كانتصار دبلوماسي، إلا أن لدى كل من البلدين أسباب عملية لهذه الزيارة.

وتعد الهند أكبر مستورد في العالم للمعدات الدفاعية، وأصبحت إسرائيل أحد مورديها الرئيسيين.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن البلدين يقومان بتوقيع صفقات دفاعية تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار سنويا.

وتستثمر الهند، أكبر مستورد للمعدات الدفاعية في العالم، عشرات المليارات من الدولارات لتجديد معداتها العائدة إلى الحقبة السوفييتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان.

وأبرمت في هذا السياق عددا من الاتفاقيات الدفاعية منذ وصول حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) إلى الحكم عام 2014.

وفي نيسان/أبريل الماضي، أبرمت الهند اتفاقا مع الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة حوالي ملياري دولار في ما وصف بأنه 'أكبر صفقة دفاعية' في تاريخ الدولة.

وبموجب الاتفاق، ستقوم الشركة الإسرائيلية بتزويد الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات.

وتم الإعلان في وقت لاحق عن صفقة قيمتها 630 مليون دولار لتزويد البحرية الهندية بأنظمة الدفاع الصاروخ.

ويقول المحللون، إن الهند تنتهج عادة دبلوماسية حذرة في المنطقة خوفا من إغضاب الدول العربية وإيران، فهي الدول التي تعتمد عليها الهند في وارداتها الكبيرة من النفط، أو إثارة استياء الأقلية المسلمة بين سكانها. والهند داعم قوي للقضية الفلسطينية حتى رغم سعيها بعيدا عن الأضواء لعلاقات مع إسرائيل.

لكن مودي يرفع النقاب الآن عن علاقات عسكرية مزدهرة بين إسرائيل والهند. ويقول مسؤولون في دلهي وتل أبيب إن مودي سيجري محادثات تستمر ثلاثة أيام مع نظيره الإسرائيلي لتطوير بيع وإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار ونظم الرادارات تحت شعار 'صنع في الهند'.

وتنفذ الهند برنامجا للحديث العسكري بقيمة تزيد على مئة مليار دولار لمواجهة منافسة باكستان والصين.

ومن المتوقع أن يعلن الجانبان عن شراكة إستراتيجية في مجالات المياه والزراعة وتكنولوجيا الفضاء خلال زيارة مودي.

لكن العلاقات الدفاعية هي التي يجري تطويرها بدرجة أكبر، فأصبحت الهند الآن هي أكبر سوق للسلاح الإسرائيلي وتشتري ما قيمته مليار دولار سنويا من السلاح من الهند.

وتورد الصناعات العسكرية الإسرائيلية، طائرات بدون طيار ورادارات ونظم اتصالات ونظم لأمن الإنترنت للهند، كما وتقوم بتأسيس ثلاث مشروعات مشتركة في الهند مع شركات محلية

ويعد حجر الزاوية في التعاون النظام الدفاعي الجوي 'براك8 '، وهو عمل مشترك بين البلدين، فيما يدعم حملة مودي لتطوير صناعة الدفاع المحلية.

ووقعت شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية مذكرة تفاهم لصنع صواريخ مع شركة بهارات الكترونيكس ليمتد الهندية الحكومية، وأطلقت مشروعا مشتركا مع ديناميك تكنولوجيز لصنع طائرات بدون طيار، وتبحث عن شريك في مشروع مشترك لوحدتها 'إلتا' المختصة بنظم الاتصالات والحروب الإلكترونية.

غير أن البلدين يؤكدان أن علاقاتهما ليست مجرد صفقات سلاح، حيث سيبحث مودي خطة دعم إسرائيلية لتحسين الأمن الغذائي في الهند.

وتشمل الخطة توسعة 26 مركز خبرة زراعيا كانت إسرائيل قد أنشأتها في 15 ولاية هندية للمساعدة في زيادة إنتاج كل شيء من الخضروات إلى المانجو والرمان.

ويريد مودي أن تسهم الشركات الهندي في تحويل هذه المراكز الصغيرة إلى كيانات تجارية كبيرة تساعد عشرات الألوف من المزارعين على زيادة إنتاجيتهم.

التعليقات