إسرائيل و"داعش": جبهة جديدة أم حدث عابر؟

رجح محللون إسرائيليون أن قيام تنظيم محلي تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجولان بإطلاق قذائف نحو قوة عسكرية إسرائيلية كانت حدثا عابرا وليس تحولا إستراتيجيا

إسرائيل و

أفراد القوات الأممية في الجولان يراقبون الحدود، اليوم (أ ف ب)

رجح محللون إسرائيليون أن قيام تنظيم محلي تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجولان بإطلاق قذائف نحو قوة عسكرية إسرائيلية كانت حدثا عابرا وليس تحولا إستراتيجيا لدى "داعش" باستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري.

وقتل الجيش الإسرائيلي أربعة مسلحين من تنظيم "لواء شهداء اليرموك"  الذي أعلن مبايعته لـ"داعش" وبدل اسمه لـ"خالد ابن الوليد"، بعدما أطلقوا النار على جنوده الذي كانوا في كمين عند السياج الحدودي (بين الجزء المحتل والمحرر من الجولان) وعلى ما يبدو استطاع عناصر "شهداء اليرموك" رصدهم وقرروا استهدافهم. وقال ناطق باسم الجيش إنه تم استهداف الجنود بمدافع رشاشة وقذائف هاون، فردوا بإطلاق النار قبل أن يقصف سلاح الجو الآلية التي كان المسلحون يستقلونها.

وكتب المحلل العسكري لموقع "يديعوت احرونوت"، رون ين يشاي، أنه استهداف عناصر "داعش" من الجو كان بهدف الردع مستقبلا، إذ تشير التقديرات إلى تواجد ما بين 700  - 800  من عناصر التنظيم في المثلث الحدودي مع الأردن.

وأوضح أن الحديث يدور عن "مبادرة محلية" لمسؤول في التنظيم المحلي التابع لـ"داعش" الذي على ما يبدو "لم يقاوم إغراء" مهاجمة الجنود الإسرائيليين الذين كانوا في كمين ورصد موقعهم، وقال إن حدث ذلك فإن على الجيش التحقيق في كيفية  اكتشاف الكمين من قبل عناصر "داعش"، خصوصا وأنهم قاموا بإرسال سيارة "تيندر" مع رشاش بعدما اكتشاف الجنود.

وتابع أنه لا يمكن اعتبار هذا الحدث "إستراتيجيا" خصوصا وأن حتى اليوم لم يقم "داعش" بعمليات ضد إسرائيل لأنها ليست في أولوياته، بل أولوياته قتال النظام وفصائل المعارضة.

إلا أن ذلك لم من يمنع الكاتب من طرح سيناريو آخر، بأن تنظيم "داعش" في الجولان يواجه أزمة بعد عزله وقطع الاتصال مع "عاصمة الخلافة" أي الرقة، لذا قرر بسبب أزمته مهاجمة القوات الإسرائيلية كـ"خطوة يائسة". وأضاف أن هناك تخوفات من أن "داعش" يخطط لعمليات كبيرة ضد القوات الإسرائيلية في الجولان بتعليمات من قيادته في الرقة، وهو ما يستدعي رفع الجهوزية والتنبه.

أما السيناريو الثالث الذي طرحه بن يشاي، فهو بأن أحد فصائل المعارضة في الجولان قام بافتعال الهجوم بالقذائف بهدف توريط تنظيم "داعش" في الجولان بمواجهة مع إسرائيل بهدف التخلص منه.

بدوره كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه للمرة الأولى تجري مواجهة بين قوات إسرائيلية وعناصر يتبعون "داعش"، وقال إن الجيش سيدرس إن كانت الحادثة اليوم تحولا أم "خطأ تكتيكيا"، لكنه أشار إلى ان استهداف عناصر من "داعش" وقتلهم سيفتح "حساب دماء" مع التنظيم، وكتب أن التنظيم قد يتحول إلى "مزعج" لمواقع الجيش الحدودية. وخلص إلى أن في الفترة المقبلة ستتضح إن كانت المواجهة الأخيرة حدثا عابرا أم أنها ستتحول إلى حالة دائمة أي فتح جبهة جديدة في الجولان، الذي تمكنت فيه الجيش الإسرائيلي على استقرار الوضع الأمني منذ اندلاع الحرب السورية.

التعليقات