تحليلات: قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية يبالغون ويغذون مخاوف الجمهور

"كوخافي الذي يستدعي عن قصد عنوانا حول إحباط ’10 عمليات مؤكدة’، ينبغي أن يدرك أنه لا يعزز الشعور بالأمن. على العكس، هناك إنذارات يومية، ولا تتجاوز عمليات الإحباط الحالية. وهي ليست جزءا من تصعيد حالي"

تحليلات: قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية يبالغون ويغذون مخاوف الجمهور

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيا عند باب العامود بالقدس، أمس (أ.ب.)

اتهم محللون عسكريون اليوم، الثلاثاء، قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية بتغذية مخاوف الجمهور من خلال تصريحات حول تصعيد توتر أمني في أعقاب عمليات مسلحة، وخاصة تلك التي وقعت في مدينة بني براك، الأسبوع الماضي، وخاصة تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أمس، بأنه "أحبطنا 10 عمليات مؤكدة على الأقل".

ولفت المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، يوسي يهوشواع، إلى أن كوخافي "يعلم أن معظم هذه العملية لا تتجاوز عمليات الإحباط الحالية وهي ليست جزءا من تصعيد حالي، مثلما فهم معظم الجمهور. ويعلم كوخافي طبعا أن أقوالا كهذه ستتحول إلى عناوين في قسم من وسائل الإعلام على الأقل".

ورأى أن "الجيش الإسرائيلي، الشاباك والشرطة يحقنون (الجمهور بـ) معلومات من أجل إثبات أنشطتهم، وبين أسباب ذلك التكفير عن أخطاء أزهقت حياة بشر".

وأضاف أنه بالرغم من احتمال وقوع عملية في أي وقت، "إلا أنه هكذا كان الوضع تقريبا في أي وقت في حياة الأمة. ولذلك، ليس من الصواب أن يدوّي قادة جهاز الأمن الهلع، حتى لو أن الجهاز لا يزال يلعق جراحه"، بعد الإخفاق في منع عمليات نفذها فلسطينيون.

وشدد يهوشواع على أن "الذي ينشئ عن قصد عنوانا حول ’10 عمليات مؤكدة’، ينبغي أن يدرك أنه لا يعزز الشعور بالأمن. على العكس، هناك إنذارات دائمة يوميا، لسبب بسيط وهو أن هذا الحي لم يتحول فجأة إلى ضاحية هادئة في السويد".

واعتبر أن "ما سينتج عن هجمة العلاقات العامة هذه هو غضب كبير أكثر على أجهزة الأمن، التي تروّج حاليا لنوع من نموذج تحذيرات عينية للغاية، رغم عدم وجود تحذيرات كهذه في غالب الأحيان. ولذلك، فإن العمل الصحيح هو التهدئة بدلا من لتضخيم والمبالغة. وبالمناسبة، هذا ينطبق على وسائل الإعلام أيضا".

بينيت خلال جولة بالضفة، أول من أمس (مكتب الصحافة الحكومي)

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه بعد مرور أسبوع على عملية بني براك، أصبح بالإمكان فهم موجة العمليات الجديدة. "ورغم أن ثمة احتمالا مرتفعا لاستمرار محاولات تنفيذ عمليات، لكن لا يدور الحديث هنا، حتى الآن، عن تسونامي عمليات مثل الانتفاضات السابقة".

وأضاف أن "الحشود الفلسطينية في المناطق (المحتلة) لا تخرج إلى الشوارع من أجل الدخول في مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية. وهذه ليست هبة شعبية حتى الآن، وإنما اندلاع إرهاب أفراد، وخلايا محلية في الحد الأقصى. كما أن المنظمات الفلسطينية تجلس على الحياد في هذه الأثناء. والفصائل الإسلامية، وبينها تلك التي تشجع بشكل حثيث المخربين، لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن على أنها تدفع ناشطيها بكل القوة إلى المعركة".

ووفقا لهرئيل، فإن "أذرع المخابرات الإسرائيلية ترصد في هذه المرحلة ترددا في أوساط قيادة حماس في قطاع غزة حيال الظروف الحاصلة. وتتعامل حماس مع الوضع حاليا بلجم ذاتي مطلق"، وأن "7000 شخص شارك في مهرجان يوم الأرض، الأسبوع الماضي، وعُقد عن قصد في ميناء غزة، بعيدا عن الحدود الإسرائيلية. وجرى الحفاظ على الهدوء على طول السياج الأمني، وفيما ’قوات الكبح’ التابعة لحماس تحرص على منع اقتراب مواطنين من الحدود".

ورجح أن حركة الجهاد الإسلامي تنسق خطواتها مع حماس، بالرغم من "حسابها المفتوح" مع إسرائيل بعد استشهاد عناصرها خلال مداهمة قوات إسرائيلية لمنطقة طولكرم، الأسبوع الماضي.

وأشار إلى أنه في أعقاب عمليتي بئر السبع والخضيرة، الأسبوع الماضي والذي سبقه، والتي نفذها مواطنون يؤيدون تنظيم "داعش"، حذّر الشاباك عشرات المواطنين العرب الذين يعتبر أنهم مؤيدون لـ"داعش"، إلى جانب اعتقال عشرين آخرين.

موقع عملية بني براك، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

وأضاف هرئيل أنه كان لمنفذ عملية بني براك، الشهيد ضياء حمارشة، علاقات ضعيفة مع عدة فصائل فلسطينية، بينها الجهاد الإسلامي. وبحسبه، فإن الجهاد الإسلامي "تبنّت" الشهداء الثلاثة الذين اشتبكوا مع قوات خاصة إسرائيلية، ليلة السبت الماضية، وأن "واحدا منهم فقط" كان ينتمي لهذه الحركة.

ورجح أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي حشدها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية مؤخرا، ستستمر طوال شهر رمضان، وأنه سيتم تقليصها بحلول منتصف أيار/مايو المقبل، في حال تراجع حجم العمليات.

وأشار هرئيل إلى أنه "ثمة شك إذا كان ينبغي التأثر من الحديث عن إغلاق الثغرات" في جدار الفصل العنصري. "فإسرائيل تجاهلتها طوال أكثر من عشر سنوات ليس بسبب صعوبات لوجيستية أو قانونية، وإنما لاعتبارات سياسية خارجية وداخلية. واليمين لم يسعى إلى فرض حقائق على الأرض، تشكل تنازلا فعليا عن مناطق بقيت شرقي الجدار ويوجد خلاف سياسي حولها في إسرائيل؛ واليسار، وبقدر كبير الجهات الأمنية، اعتقد أن العمل في إسرائيل، ولو بصورة غير قانونية، مفيد للاقتصاد الفلسطيني ويقلص احتمال اندلاع مواجهة عسكرية أخرى".

وانتقد هرئيل أداء القيادة السياسية والأمنية الإعلامي. "منذ نهاية الأسبوع الماضي، يتم قصفنا بصور رئيس الحكومة ووزيري الأمن والأمن الداخلي، رئيس أركان الجيش، المفتش العام للشرطة ورئيس الشاباك كم ’يقومون بجولات ميدانية’ و’يجرون تقييمات للوضع’. ويبدو أن الجمهور قد أدرك الرسالة؛ وبالإمكان العودة إلى العمل من دون مصوّر مرافق أيضا".

التعليقات