اعتبر خبراء ومحللون أمنيون وعسكريون إسرائيليون أن هجوم سلاح البحرية الإسرائيلي على اليمن، واستهداف ميناءي الحديدة وراس العين اليوم، الثلاثاء، يشكل تغييرا إستراتيجيا ويبعث برسائل إلى الحوثيين وكذلك إلى إيران.
وادعى المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، أنه هجوم سلاح البحرية في الوقت الذي يهدد فيه الحوثيون بفرض حصار بحري وجوي على إسرائيل، "يثبت الجيش الإسرائيلي قدرات هجومية لاستهداف بنية تحتية ومصالح للحوثيين في تلك المنطقة".
واعتبر بوحبوط أن هذا الهجوم في مسافة تبعد 2000 كيلومتر عن شواطئ إسرائيل "ينقل رسالة واضحة إلى إيران"، وهي "أننا قادرون على الوصول إليكم أيضا، وليس من الجو فقط، وإنما من البحر أيضا".
وتابع أن هجوما من البحر "يضع الحوثيين والإيرانيين أمام معضلة جديدة، وتلزمهما برفع مستوى التأهب لهجمات في المستقبل. وهذا كله بدون الحديث عن قدرات الغواصات الإسرائيلية".
وحسب بوحبوط، فإن سلاح البحرية الإسرائيلي "قادر على شن هجمات بعدة طرق: مدفعية، صاروخية، طائرات مسيرة صغيرة وطائرات بدون طيار. وبحوزة السفن الصاروخية ذخيرة من الأكثر تطورا ودقة في العالم، وبالإمكان إطلاقها من مسافة بعيدة. وبحوزتها أيضا قدرات دفاعية أمام صواريخ شاطئ – بحر الموجودة بحوزة الحوثيين".
وأشار إلى أن هجوم سلاح البحرية في اليمن "يستوجب غلافا لوجستيا بحريا وجويا، استخباراتيا وطبيا، لمواجهة أي تطور، وبضمن ذلك عمليات إنقاذ. وعملية عسكرية كهذه تصادق عليها المستويات العليا، هيئة الأركان العامة والمستوى السياسي، بسبب المخاطر الكبيرة".
بدوره، لفت الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تَمير هايمان، إلى أن هذا الهجوم الإسرائيلي الأول في اليمن الذي يُنفذ من البحر وليس من الجو. وأضاف أن "هجوما بحريا يختلف عن هجوم جوي، من الناحيتين العملياتية والإستراتيجية، وهذه الخطوة الإسرائيلية الجديد تعيد رسم حدود العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي".
وتابع أنه "من الناحية العملياتية، فإن قرب المهاجم من الهدف، والتموضع المتواصل بسبب التوغل البحري – تماما مثلما يفعل التوغل البري – يفتح إمكانيات عملياتية جديدة. ويدور الحديث عن قدرات استخباراتية وإطلاق نار قادرة على توسيع بنك الأهداف المستهدف والحفاظ على وتيرة عمليات مرتفعة" وفقا لتحليله المنشور في موقع القناة 12 الإلكتروني.
وحسب هايمان، فإنه "بالإمكان فرض حصار بحري على ميناءي الحديدة وراس العين بشكل يعمق الضغط الاقتصادي على الحوثيين ويعرقل نقل الأسلحة والأموال من إيران إلى اليمن، واستهداف أهداف خلال فترة قصيرة واغتيال قادة وإزالة تهديدات قبل تحققه. وإذا تم الحفاظ على هذا الضغط لفترة فسيؤدي إلى تآكل نوعي أكثر لقدرات الحوثيين".
وأضاف أنه "رغم ذلك، هذه الخطوة لن تهزمهم. وبالإمكان تحقيق هزيمة عسكرية من خلال توغل بري فقط. ولذلك، فإنه بالرغم من القدرات الإسرائيلية الجديدة فإنها لن تغير الواقع من أساسه".
وتابع هايمان أنه "من الناحية الإستراتيجية، الاستعداد الإسرائيلي لممارسة القوة في مضيق باب المندب، يعيد رسم حدود الاهتمام والمسؤولية الأمنية الإسرائيلية".
لكن هايمن استدرك أنه "من السابق لأوانه أن نقرر إذا كان هذا تغيير، وما إذا كان الحوثيون يرسخون معادلة جديدة حول ’إنفاذ’ أو ’معاقبة’ على عمليات إسرائيلية ليست مرتبطة بغزة. لكن هذا مؤشر سلبي بالتأكيد. ولهذا السبب وكذلك بسبب تسريع المفاوضات (النووية) مع إيران، والحرب غير المنتهية في غزة، حسنا فعل الجيش الإسرائيلي بإدخال معطى جديد إلى المعادلة. لكن الجيش الإسرائيلي وحده لن يحل المشكلة".
وخلص هايمن إلى "أننا في واقع فيه كل شيء مرتبط بكل شيء، الحرب في غزة والحرب ضد إيران مرتبطتان ببعضهما، ويجدر بالمستوى السياسي أن يركز، وأن يبدأ بإغلاق ملفات مفتوحة، والملف الأكثر نضجا للإغلاق والأكثر إلحاحا هو غزة".
التعليقات