08/06/2015 - 12:03

صلاح الدين دميرطاش: النجم الكردي الجديد

لم يتوقّع صلاح الدين دمرطاش أن تكون أقداره بهذا السخاء، فالشاب العشرينيّ، حينها، الذي ترك جامعة 9 أيلول في مدينة إزمير التركيّة نتيجةً لضغوط سياسيّة أيام حكم العسكر، وعاد إلى بلدته «معمورة العزيز» (التي ينحدر منها الكوميدي العربي الشهير،

 صلاح الدين دميرطاش:  النجم الكردي الجديد

دمرطاش يتمتع بجاذبية ويأمل بعد دخول حزبه البرلمان توسيع قاعدته التقليدية.(أ.ف.ب)

لم يتوقّع صلاح الدين دمرطاش أن تكون أقداره بهذا السخاء، فالشاب العشرينيّ، حينها، الذي ترك جامعة 9 أيلول في مدينة إزمير التركيّة، نتيجةَ ضغوطٍ سياسيّة أيام حكم العسكر، وعاد إلى بلدته «معمورة العزيز» (التي ينحدر منها الكوميدي العربي الشهير، نهاد قلعي -حسني البُرزان) خالي الوفاض، دون شهادة أو عمل، ما كان ليظن أنه سيكون الزعيم السياسي الأكبر والأبرز لكل أكراد تركيا.

انطلاقة دمرطاش الفعليّة، كانت بعد انهائه دراسة المحاماة في جامعة العاصمة أنقرة، حين انخرظ في صفوف الجمعية التركيّة لحقوق الإنسان، وليصبَح، بعد أشهر قليلة، رئيسًا لها. فبرز نجمه وقتها مُحقّقًا في أعمال القتل السياسيّة الغامضة التي مرّت بها تركيا أيام العسكر.

 لكنّ الحياة السياسيّة لدمرطاش بدأت عام 2007، حين انتسب لحزب المجتمع الديموقراطي الكردي، وأصبح بعدها أصغر عضو في البرلمان التركي (34 عامًا)، بيد أن ذلك لم يدم طويلًا، فقد أصدرت المحكمة  العليا في تركيا قرارًا بحل الحزب، نظرًا لارتباطه بحزب العمّال الكردستاني المُصنّف إرهابيًا في البلاد عام 2009. ليستقيلَ بعدها هو وأعضاء حزبه من البرلمان احتجاجًا.

انتقل صلاح الدين، الذي يتكلّم اللغة الزازاكيّة، وهي أقليّة من ضمن الأقليّة الكرديّة في تركيا، إلى حزب السلام والديمقراطيّة، ليصيرَ رئيسًا مشتركًا له، وخاض حزبه الجديد، متحالفا مع  18 حزبًا آخر، انتخابات عام 2011 وعاد من جديد للحياة البرلمانيّة.

بدأ دمرطاش بتوسيع الإئتلاف البرلماني، عام 2014، لينافس على رئاسة الجمهوريّة في خطوةٍ رمزيّة نال على إثرها 9.77% من أصوات المقترعين.

والجديد في الائتلاف البرلماني الجديد، مؤتمر الشعوب، أنه خرج من العباءة الكرديّة ضيّقة الأفق تركيًا، إلى فضاء اليسار التركي، الذي يضمّ في ثناياه كل من همّشتهم الجمهوريّة الكمالية كالكرد والسريان والأرمن وجمعيّات دعم المثليين.

وقد لوحظ التحوّل في خطاب الحزب جليًا، فلأولّ مرّة تُرفع الأعلام التركيّة داخل المُدن الكرديّة الخالصة في مناطق ديار بكر، بعدما كانت الأعلام الكرديّة حكرًا، ناهيكم عن التحالف مع الأحزاب التركيّة، في ما يُعدّ تجاوزًا لخطوط أوجلان الحُمر السِّماك.

وبعظم فرحة الأكراد وغبطتهم، تُطرح أسئلة عظام، أيضًا، تحمل رسائلَ للجار والجوار، عن ما حقّقه انفتاح العدالة والتنميّة على مختلف الأقليّات في تركيا، بدءًا من السماح لهم بالاحتفاظ بأسمائهم وتدريس لغتهم، إلى ما نشهده اليوم من انجازٍ سياسي.

التعليقات