الذهب يقفز مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية

الذهب غالبًا ما يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، ويستفيد من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، حيث لا يدرّ عائدًا ثابتًا. ومع استمرار التوترات العالمية، قد يواصل الذهب تحقيق مكاسب إضافية في الفترة المقبلة...

الذهب يقفز مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية

توضيحيّة (Getty)

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تداولات الأسبوع، متجاوزة حاجز 3,300 دولار للأونصة، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار النزاع الروسي الأوكراني، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين.

في تداولات صباح الإثنين، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2% ليصل إلى 3,326.45 دولارًا للأونصة، في حين صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب إلى 3,351 دولارًا. ويأتي هذا الارتفاع في ظل إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن خطط لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%، مما أثار مخاوف من تصعيد في الحرب التجارية مع الصين.

وفي هذا السياق، أشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، إلى أن "الذهب يستفيد من تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتجارية، حيث يسعى المستثمرون إلى الأصول الآمنة وسط هذه الأجواء المتوترة". وأضاف أن "التراجع الطفيف في قيمة الدولار الأميركي ساهم أيضًا في دعم أسعار الذهب، حيث أصبح المعدن أكثر جاذبية للمشترين من العملات الأخرى".

من جانبها، أبدت الصين رفضها لاتهامات ترامب بخرق الاتفاق التجاري، معتبرة أن الولايات المتحدة هي من انتهكت التفاهمات السابقة. كما حذرت المفوضية الأوروبية من اتخاذ إجراءات انتقامية في حال تنفيذ الولايات المتحدة لخططها الجمركية الجديدة.

على صعيد آخر، يترقب المستثمرون تصريحات مرتقبة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بمن فيهم رئيس البنك جيروم باول، للحصول على مؤشرات حول توجهات السياسة النقدية في ظل هذه التطورات. وكان عضو مجلس الاحتياطي، كريستوفر والر، قد ألمح إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة، رغم التوقعات بارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة.

يُذكر أن الذهب غالبًا ما يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، ويستفيد من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، حيث لا يدرّ عائدًا ثابتًا. ومع استمرار التوترات العالمية، قد يواصل الذهب تحقيق مكاسب إضافية في الفترة المقبلة.

التعليقات