تعيش الأسواق العالمية حالة من التقلّب الحاد منذ أيام، في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران، بعد شنّ إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية، في ما يُعتبر بداية عدوان جديد أشعل سلسلة ردود متبادلة ومتصاعدة.
العدوان الإسرائيلي الذي شمل قصف منشآت عسكرية ومدنية قرب أصفهان ومناطق أخرى، تسبّب في موجة هلع بأسواق المال، وانعكس على حركة الأسواق العالمية، حيث سجّلت مؤشرات الأسهم والعملات الرقمية تراجعًا كبيرًا، بينما قفزت أسعار النفط والذهب بفعل الإقبال المتزايد على الأصول الآمنة.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 770 نقطة، ما يعادل 1.8% من قيمته، بينما خسر مؤشر S&P 500 نحو 1.1%، وتراجع ناسداكبنسبة 1.3%، وفق بيانات "ماركت ووتش" و"رويترز". يأتي هذا التراجع بعد أسابيع من الأداء الإيجابي، لتكون هذه الخسارة الأضخم منذ بداية أيار/مايو.
وفي سوق العملات الرقمية، انخفضت بيتكوين بأكثر من 4% لتكسر حاجز 103,000 دولار، فيما فقدت إيثيريوم حوالي 9% من قيمتها. وقد تراجعت القيمة السوقية الكلية للعملات الرقمية بما يقارب 230 مليار دولار، وسط موجة بيع واسعة من قبل المستثمرين الذين اتجهوا نحو الأصول التقليدية الأكثر أمانًا.
في المقابل، ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، إذ قفز خام برنت بنسبة قاربت 10% متجاوزًا حاجز 96 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف من تعطّل محتمل لإمدادات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يُعد أحد الشرايين الحيوية للطاقة عالميًا. كما ارتفع الذهب ليسجل أعلى مستوياته منذ شهرين، مدفوعًا بإقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن.
من جهة أخرى، ارتفع مؤشر التقلبات المعروف باسم VIX إلى أعلى مستوياته منذ أسابيع، في دلالة على ارتفاع حاد في القلق والريبة داخل أوساط المستثمرين.
ويرى خبراء أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى زيادة حادة في أسعار الطاقة عالميًا، ما سيضع ضغوطًا إضافية على البنوك المركزية، خصوصًا في ظل سعيها لخفض معدلات الفائدة.
في المقابل، حذر آخرون من أن العملات الرقمية، التي يُفترض بها أن تكون أداة تحوّط، أثبتت مجددًا أنها لا تُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
التعليقات