أعلنت شركة "أوبن إيه آي" عن إعادة هيكلة شاملة لكيانها المؤسسي، تحوّلت بموجبها إلى شركة نفع عام، في صفقة جديدة مع "مايكروسوفت" رفعت من قيمتها السوقية إلى 500 مليار دولار، وفتحت أمامها الباب للحصول على تمويلات أوسع بعيدًا عن قيود اتفاقاتها السابقة.
وبموجب الاتفاق الجديد، ستحتفظ "مايكروسوفت" بحصة تبلغ نحو 27% في الكيان الجديد، بقيمة تُقدّر بـ135 مليار دولار، ما يمثل عائدًا يقارب عشرة أضعاف على استثمارها الأصلي البالغ 13.8 مليار دولار.
ورغم الهيكل الجديد، سيظل الكيان تحت سيطرة "مؤسسة أوبن إيه آي" غير الربحية، ما يمنحها صلاحية توجيه أعمال الشركة الربحية حتى الوصول إلى ما يعرف بالذكاء العام الاصطناعي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التوتر بين "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" نتيجة القيود التي فرضها اتفاق 2019، والذي منح "مايكروسوفت" حقوقًا موسعة على أعمال "أوبن إيه آي" مقابل خدمات الحوسبة السحابية عبر منصة "آزور".
وقد أدّت الشعبية الهائلة لخدمة "تشات جي بي تي"، التي تجاوز عدد مستخدميها الأسبوعيين 700 مليون شخص في سبتمبر الماضي، إلى تضخم كبير في احتياجات "أوبن إيه آي" من الحوسبة، مما دفعها للبحث عن مصادر تمويل جديدة خارج الاتفاق الحصري مع "مايكروسوفت".
وفي إطار الصفقة الجديدة، وافقت "أوبن إيه آي" على شراء خدمات حوسبة سحابية من "مايكروسوفت" بقيمة 250 مليار دولار، بينما تخلّت "مايكروسوفت" عن حقها السابق في أولوية تقديم تلك الخدمات. كما لن تحتفظ بأي حقوق في الأجهزة التي تطوّرها "أوبن إيه آي"، خصوصًا بعد استحواذ الأخيرة في مارس الماضي على شركة "io Products" التي أسسها المصمم السابق في "آبل"، جوني آيف، مقابل 6.5 مليارات دولار.
ورأى محللون أن هذه الهيكلة الجديدة تمنح "أوبن إيه آي" وضوحًا أكبر في مسارها الاستثماري، وتفتح المجال لجولات تمويل مستقبلية، بينما تظل تحت المراقبة فيما يخص الشفافية وسلامة البيانات والإشراف على الاستخدام الآمن للتقنيات.
وتنص الاتفاقية الجديدة أيضًا على تشكيل لجنة مستقلة لتقييم ادعاءات "أوبن إيه آي" في حال أعلنت بلوغ مرحلة الذكاء العام الاصطناعي، وهي النقطة التي تستند إليها بنود كثيرة في الاتفاق الأصلي بين الشركتين.
التعليقات