01/02/2023 - 18:13

موسكو تحذّر إسرائيل من إمداد أوكرانيا بالأسلحة

في أعقاب التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، الناطقة باسم الخارجية الروسية تحذّر من أن "كل الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافا مشروعة للقوات الروسية".

موسكو تحذّر إسرائيل من إمداد أوكرانيا بالأسلحة

مناصرو أوكرانيا في الحرب ضد روسيا يتجمعون في تل أبيب (Getty Images)

هدّدت روسيا إسرائيل برد عسكري انتقامي، اليوم الأربعاء، في حال تسليمها أسلحة إلى أوكرانيا، بعدما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه "يدرس هذا الأمر"، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنه "في ما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا، نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا". وأضافت أنه "نحن نقول إن كل الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافا مشروعة للقوات الروسية".

وحذّر الكرملين من تصعيد الحرب في حين تعهّد حلفاء أوكرانيا الغربيون إرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف. وقالت زاخاروفا إن "أيّ محاولة، تم تنفيذها أو حتى أُعلنت ولم تنفذ بعد، لتوريد أسلحة إضافية أو جديدة، تؤدي وستؤدي إلى تصعيد هذه الأزمة. ويجب أن يدرك الجميع ذلك".

ماريا زاخاروفا (Getty Images)

ونددت المتحدثة الروسية بالتصريحات "العبثية" التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع، واعتبر فيها أن تزويد أوكرانيا أسلحة نوعية لا يشكل تصعيدًا للنزاع. وقالت زاخاروفا إن "هذا عبثي. هل يصدّق الرئيس الفرنسي فعلاً أنّ إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف لن يؤدّي إلى تصعيد للوضع؟".

وأضافت "ليس بإمكاني أن أصدق أن هذا منطق شخص بالغ". وأتى تصريح المسؤولة الروسية ردًا على سؤال بشأن التصريحات التي أدلى بها ماكرون يوم الإثنين الماضي، وقال فيها إن تزويد أوكرانيا طائرات مقاتلات "ليس أمرًا مستبعدًا"، فيما أشار إلى أن الأمر مشروط بألا "تصعيديًا"، وأن "لا يطال الأراضي الروسية بل أن يساعد جهود مقاومة" الغزو.

وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية، بثت الليلة الماضية، قال نتنياهو إنه يدرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، لكنه أبدى أيضا استعداده للعب "دور الوسيط" في النزاع، بعد دعوات أميركية لتل أبيب لمزيد من "المشاركة النشطة" في دعم أوكرانيا.

ولم يقدم نتانياهو أي تعهدات جازمة لأوكرانيا، خصوصا وأن بلاده حافظت على علاقاتها مع روسيا التي تسيطر على أجواء سورية المجاورة وتغض الطرف عن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع في سورية؛ وعندما سئل نتنياهو خلال المقابلة إذا كان بإمكان إسرائيل تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجال الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية"، أجاب "أنا بالتأكيد أدرس هذا الأمر".

وشدد نتنياهو على أن الولايات المتحدة نقلت مخزونا من ذخيرة المدفعية المخصصة لإسرائيل إلى أوكرانيا، مقارنا بين هذا الجهد والعمليات التي تشنها بلاده ضد إيران. وقال إن "الولايات المتحدة أخذت جزءا كبيرا من الذخائر المخصصة لإسرائيل ومررتها إلى أوكرانيا. وبصراحة فإن إسرائيل أيضا تتصرف بطرق لن أفصلها هنا ضد مصانع الأسلحة الإيرانية التي تستخدم ضد أوكرانيا".

وجاءت هذه التصريحات غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل حيث حض تل أبيب على زيادة دعمها لأوكرانيا. وقال بلينكن إن أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة "لأنها تدافع بشجاعة عن شعبها وعن حقها في الوجود". وأبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بلينكن، أنه سيزور أوكرانيا لإعادة فتح سفارة بلاده في كييف، وهي أول زيارة من نوعها منذ الحرب.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي، انتقد وزير الخارجية الأميركي موقف إسرائيل من الحرب الروسية الأوكرانية. وقال بلينكن: "نحن نقدّر مساعدة إسرائيل الإنسانية"، مضيفًا "إننا نتطلع إلى مناقشة ما يمكننا القيام به أكثر من ذلك". كما حث إسرائيل بشكل غير مباشر، خلال مؤتمر صحافي مع نتنياهو، على توسيع دعمها لكييف، قائلًا إن "الفظائع الروسية المستمرة تؤكد على أهمية تقديم الدعم لجميع احتياجات أوكرانيا – الإنسانية والاقتصادية والأمنية".

وحاولت إسرائيل الحفاظ على موقف محايد بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، وأبقت قنوات التواصل مفتوحة مع كييف وموسكو. ورفضت إسرائيل تسليح كييف بسبب مخاوف من "إغضاب موسكو"، خشية أن يؤدي ذلك إلى حملتها العسكرية المستمرة منذ عقد في سورية، وذلك عبر هجمات متواصلة على مواقع في سورية. وامتنعت روسيا، التي لديها دفاعات جوية متقدمة في سورية، عن التدخل في الضربات الجوية الإسرائيلية هناك.

التعليقات