06/05/2019 - 01:09

17 شهيدًا في غزة والكابينيت يوعز بمواصلة الغارات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت، إلى 25 شهيدا (3 سيدات وجنينان ورضيعتان وطفل) و154 إصابات، بينهم 17 شهيدًا على الأقل في الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي اليوم

17 شهيدًا في غزة والكابينيت يوعز بمواصلة الغارات

الاحتلال يستهدف شقق سكنية شمال قطاع غزة (أ ب أ)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت، إلى 25 شهيدا (3 سيدات وجنينان ورضيعتان وطفل) و154 إصابات، بينهم 17 شهيدًا على الأقل في الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي اليوم على القطاع المحاصر.

وفيما تشير تقارير إلى تقدم في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة عبر وساطة أممية مصرية قطرية، لا تزال صافرات الإنذار تدوي في قطاع غزة، حتى بعد انتصاف ليلة الأحد الإثنين، وسط تقارير عن قصف إسرائيل شمال قطاع غزة.

يأتي في أعقاب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا وقصف منزلة عائلة المدهون ما أسفر عن استشهاد 4 أفراد من العائلة بينهم امرأة وجنينها (9 شهور)، في أحدث الغارات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى استشهاد آخرين بينهم رضيعة (أربعة على الأقل)، في استهداف شقق سكنية شمال قطاع غزة.

وأكدت وزارة الصحة استشهاد الطفل عبد الرحمن طلال عطية أبو الجديان (12 عامًا) جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لشمال قطاع غزة، واستشهاد هاني حمدان أبو شعر (37 عامًا) متأثرا بجراحه أصيب بها في استهداف وسط رفح مساء اليوم، بالإضافة إلى استشهاد المواطن إياد عبد الله الشريحي (34 عاما)، من مخيم المغازي، جراء استهداف الاحتلال للمنطقة الوسطى.

وقتل إسرائيلي في إصابة مباشرة لمنزل في أسدود، ليصل عدد القتلى إلى أربعة مواطنين في إسرائيل، بينهم مواطن من النقب، منذ بدء العدوان الأخير على غزة، أمس السبت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين في شظايا قذيفة هاون سقطت بالقرب من بين "سديروت" و"سدروت هنيغيف"، وقال إن إصابة أحدهما قدرت بالمتوسطة فيما وصفت حالة الآخر بالطفيفة، لافتًا إلى نقلهما إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع، بواسطة طائرة مروحية.

"الكابينيت" يوعز للجيش بمواصلة التصعيد

وأوعز المجلس العسكري والسياسي الإسرائيليّ المصغّر (الكابينيت)، المنعقد منذ ساعات الظهيرة، للجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، بمواصلة "الضربات والاستعداد للمراحل القادمة. الاعتبار الأعلى هو أمن الدولة ومواطنيها".

وأصدر "الكابينيت" تعليماته للجيش بتصعيد عمليات القصف في قطاع غزة. وصرّح مصدر أمني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "الكابينت" أصدر أوامره للجيش أيضًا بتعزيز قواته في محيط قطاع غزة.

وأكد "الكابينت" أنه لن يقبل اقتراح الهدوء مقابل الهدوء، بحيث ستكون هناك شروط إسرائيلية قبل أي هدوء، في حين تم إطلاع الوزراء المشاركين في اجتماع "الكابينيت" الذي استمر لأكثر من 5 ساعات، أن الفصائل الفلسطينية طالبت مرتين عبر الوسيط الدولي وقف إطلاق النار.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إعلان "الكابينيت" أن "الاعتبار الأعلى هو أمن الدولة ومواطنيها"، يشكل رسالة لفصائل المقاومة في القطاع، بأن القتال سيستمر في يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي وما يسمى بذكرى "استقلال إسرائيل" وحتى مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجين".

هذا وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تعطيل الدراسة غدًا في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على مسافة تصل إلى 40 كيلومترًا من قطاع غزة. في حين سمحت بتجمع ما يصل إلى 300 شخص كحد أقصى في مناطق آمنة ومغلقة فقط.

وأشارت المعطيات التي أوردها التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان) إلى أن 35% من سكان المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة المحاصر، تركوا منازلهم منذ بدء جولة التصعيد الأخيرة، أمس السبت. ولفتت إلى أن الأرقام وصلت في بعض المستوطنات إلى مغادرة أكثر من 50% من السكان.

استمرار القصف

ولا تزال صافرات الإنذار تدوي في المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في القطاع، حيث تم الإبلاغ عن سماع دوي صافرات الإندار في "كيرم شالوم" والمجلس الاستيطاني "إشكول" و"ناحال عوز" و"كريات ملآخي" و"أسدود" و"عسقلان" و"سديروت" وجميع المستوطنات المحيطة بالمناطق الشمالية للقطاع المحاصر.

وأصيب إسرائيلي في جروح حرجة (أعلن عن مقتله لاحقًا)، جراء إصابة مباشرة لبناية سكنية في أسدود، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية. حيث أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة قصفها "أسدود المحتلة بعدد كبير من الصواريخ ردًا على العدوان واستهداف الآمنين والمباني السكنية".

ويتواصل التصعيد في غزة مع إطلاق دفعة جديدة من الرشقات الصاروخية من القطاع، التي وصلت إلى 650 قذيفة على الأقل منذ بدء التصعيد، السبت، حتى عصر اليوم، الأحد، فيما استشهد 29 فلسطينيًا، منذ الجمعة، وقتل أربعة مواطنين في إسرائيل، بينهم مواطن من النقب.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على جميع المناطق في القطاع المحاصر من بيت لاهيا شمالا حتى رفح جنوبًا، حتى بيت لاهيًا شمالا.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد، قصف "320 هدفًا إرهابيًا في قطاع غزة"، وادعى أن 40 موقعًا تابعة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بما يشمل مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ.

ودمرت مقاتلات إسرائيلية، مساء الأحد، بناية سكنية من 11 طابقا، جنوبي مدينة غزة. وأفادت المصادر الفلسطينية نقلا عن شهود عيان، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بعدة صواريخ البناية السكنية في حي "الصبرة"، مما تسبب بتدميرها بالكامل.

وألحق القصف أضرار كبيرة بالعشرات من المنازل والمحال التجارية القريبة من البناية، بحسب شهود عيان. وذكر الشهود أنه تم إخلاء البناية من السكان قبل دقائق من قصفها.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي استهداف منزل ومكتب مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، اللواء توفيق أبو نعيم.  وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، الأحد، أن طائرات الجيش الإسرائيلي قصفت المقر الرئيس لقيادة جهاز الأمن الداخلي، غربي مدينة غزة. 

وقال المتحدث باسم الوزارة، إياد البزم، إن "القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير المقر بشكل كامل". وأكد أن "جهاز الأمن الداخلي سيظل قائما بمهامه الوطنية في ملاحقة المتعاونين مع إسرائيل، والمحافظة على استقرار الجبهة الداخلية، وحماية المقاومة".

وأعلن مستشفى "برزيلاي" في مدينة عسقلان، الأحد، أن 3 مواطنين في إسرائيل قتلوا، وأصيب 131 آخرون، بجروح متفاوتة منذ صباح السبت، جراء سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة على مستوطنات إسرائيلية.

وأوضح المستشفى أن "من بين المصابين 3 إصابات خطيرة، و3 أخرى متوسطة". وأشار إلى أن 60 مصابا وصفت حالتهم بـ "الطفيفة"، بينما باقي الإصابات كانت حالات "هلع".

وأعلن مستشفى "أسوتا" في أسدود مقتل إسرائيلي متأثرًا بجراحه الحرجة بعد إصابته بقذيفة أطلقت من غزة، بالإضافة إلى إصابة 28 آخرين، 17 إصابة طفيفة بشظايا قذيفة صاروخية، و11 حالة "هلع". 

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان مقتضب، استشهاد 25 شخصًا بينهم 3 سيدات وجنينان ورضيعان وطفل، وإصابة 154 مواطنًا بجراح مختلفة جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر لليوم الثاني، منذ أمس السبت، على قطاع غزة وحتى الآن.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر، في بيان مقتضب، أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أمس السبت وحتى الساعة 22:30 هو 25 شهيدًا و154 إصابة"، وأشار إلى استهداف الاحتلال 17 بناية سكنية، ولفتت إلى تعامل طواقم الجمعية مع 15 شهيدا و64 إصابة.

العودة إلى سياسة الاغتيالات

ونفذ الاحتلال عملية اغتيال استهدف من خلالها المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الشهيد هو حامد أحمد عبد الخضري (34 عامًا)، الذي زعم الاحتلال أنه مسؤول عن "نقل الأحوال من إيران لفصائل المقاومة الفلسطينيّة".

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "بديعوت أحرونوت" عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، تصريحًا زعم خلاله أن عملية الاغتيال "نُفذت في منطقة حضرية مكتظة بالسكان"، وأضاف أن "عددًا من الطائرات شاركت في الهجوم".

وهدد الضابط في جيش الاحتلال المسؤولين في "حماس"، بالقول: "عناصرهم معرضون للخطر كلما أردنا إيذائهم".

وذكر أن فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر، نفذت عدة محاولات لاستهداف قوات الجيش الإسرائيلي على الأرض بواسطة طائرات من دون طيار، مشددا على أن جميع المحاولات قد تم إحباطها.

تعزيزات عسكرية

وأرسل جيش الاحتلال تعزيزات عسكرية إلى محيط قطاع غزة، بما في ذلك استدعاء لواء غولاني (لواء النخبة في سلاح المشاة)، لتنضم إلى اللواء 7 من سلاح المدرعات الذي أرسل في وقت سابق إلى محيط القطاع.

وصرّح مصدر قيادي بالمقاومة الفلسطينية لوسائل إعلام عربية أنه "مع تواصل العدوان وتنفيذ سياسة الاغتيالات تنتهي مرحلة التصعيد الجزئي"، مشددا على أنه "سندخل في نطاق الحرب المفتوحة والعدو سيدفع الثمن من حياة جنوده ومستوطنيه".

وأكدّت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، "أنّ المقاومة على عتبات مرحلة جديدة في جولة صد العدوان ربما تفضي إلى حرب مفتوحة". وقال المتحدث باسم الحركة، مصعب البريم: "في ظل استمرار العدوان على شعبنا واستهداف الأطفال والمساكن الآمنة وتنفيذ سياسة الاغتيالات الميدانية، فنحن على عتبة هذه المرحلة، ولن نرحم فيها هذا العدو".

وشددّ على أن حياة جنود ومستوطني الاحتلال لن تكون في مأمن وهي ليست أغلى من حياة أطفالنا. وختم البريم قوله" سيألم العدو كما يألم شعبنا".

ويشهد قطاع غزة منذ صباح السبت، تصعيدا عسكريا بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي؛ حيث شن جيش الاحتلال غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما أطلقت الفصائل بغزة رشقات من الصواريخ تجاه جنوبي البلاد.

 

التعليقات