23/02/2020 - 23:14

غزة: قصف ردًا على التنكيل بجثمان الشهيد الناعم باستهداف عسقلان

أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر مساء اليوم، الأحد، رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة، ردا على اغتيال الشهيد محمد الناعم والتنكيل بجسده، في وقت سابق، صباح اليوم.

غزة: قصف ردًا على  التنكيل بجثمان الشهيد الناعم باستهداف عسقلان

من قصف الاحتلال مساء اليوم (الأناضول)

أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر مساء اليوم، الأحد، رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة، ردا على اغتيال الشهيد محمد الناعم والتنكيل بجسده، في وقت سابق، صباح اليوم.

في المقابل، شن الاحتلال الإسرائيلي على مواقع في قطاع غزة، وأفادت مصادر غزيّة بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت مواقع وأهدافا متفرقة في قطاع غزة سُمع معها دوي انفجارات عالية. فيما تشهد أجواء القطاع تحليقا مكثفا للطائرات الحربية، والطائرات بدون طيار على مستويات منخفضة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "استهداف عشرات الأهداف التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة". وأضاف "في رفح تم استهداف بنى تحتية ومواقع تخزين مواد خام تستخدم لإنتاج قذائف صاروخية".

وتابع أنه "في خانيونس تم استهداف مقر قيادة لواء خانيونس التابع للجهاد الإسلامي وفي داخله مجمع لتدريب على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواد عسكرية تستخدمها القوة البحرية التابعة للجهاد الإسلامي. وفي بيت لاهيا تم استهداف مجمع تدريبات تابع لمنظمة الجهاد الإسلامي".

وتحدثت التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية على 5 غارات متفرقة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي حيث استهدفت كل واحدة منها عدة مواقع في القطاع المحاصر.

وأسفر قصف الاحتلال عن إصابة أربعة أشخاص جرى نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي، بحسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، د. أشرف القدرة. دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإصابات.

وذكر الاحتلال أنه استهدف عناصر من حركة "الجهاد الإسلامي" في شمال قطاع غزة، وزعم الجيش الإسرائيلي أن "نشطاء الجهاد كانوا يهمون بالاستعداد لإطلاق قذائف صاروخية حيث تم رصد إصابتهم".

في هذه الأثناء، نقل المراسل السياسي للقناة 13 الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية (لم يحددها) أن الأمم المتحدة ومصر تجريان مباحثات مع كل الجهات المعنية في محاولة لإعادة الهدوء لقطاع غزة.

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "هي المسؤولة عن تفجير الأوضاع مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".

فصائل المقاومة تستهدف "غلاف غزة" برشقة صاروخية

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن رصد إطلاق 21 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، اعترض 13 منها.

وقال الجيش، في بيان: "متابعة للتقارير عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل، وبعد التدقيق بالمعطيات تم رصد إطلاق 21 قذيفة صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل".

وأشار إلى أن "قواته اعترضت 13 قذيفة قبل سقوطها في البلدات المحيطة بالقطاع". ولم يتحدث بيان الجيش عن وقوع أي أضرار بشرية أو مادية جراء الصواريخ.

في حين، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، مسؤوليتها عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

وقالت في بيان: "تعلن سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف المستوطنات الصهيونية مساء اليوم، والتي تأتي ردا على اغتيال الشهيد المجاهد محمد الناعم والتنكيل بجسده". وأضاف البيان: "سنرد على أي عدوان وإن عدتم عدنا".

وأصدرت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات بعدم إقامة أي فعاليات خارجية في مناطق غلاف غزة ومدينة عسقلان، كما منعت تجمع أكثر من 300 شخص في نفس المكان.

وتضمنت تعليمات الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي إلغاء جميع النشاطات التعليمية، فيما سمحت لسكان هذه المناطق بالذهاب للعمل فقط في حالة ضمان وجود ملاجئ في موقع العمل.

وذكرت أن هذه التعليمات دخلت حيز التنفيذ منذ الساعة 22:30 من مساء الأحد حتى الساعة الـ20:00 من مساء يوم غد، الإثنين.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، جلسة مشاورات أمنية مع قيادة الجيش وأجهزة الاستخبارات في مقر وزارة الأمن (الكرياه) في تل أبيب.

وأعلنت بلدية عسقلان مساء الأحد، عن تعطيل الدارسة في جميع المؤسسات والأطر التعليمية في المدينة بما في ذلك التعليم الخاص، ردًا على الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة. وذكرت أنه "بالنظر إلى التوترات الأمنية الأخيرة والشكوك التي نواجهها، قرر رئيس البلدية عدم المجازفة بحياة أطفالنا وإلغاء دراساتهم في جميع الأطر التعليمية في عسقلان".

وفي وقت سابق، أعلنت بلدية عسقلان عن فتح الملاجئ العامة في جميع أنحاء المدينة. وفي الوقت نفسه، وجه رئيس البلدية تعليمات بإلغاء جميع الأنشطة والأحداث في المراكز الجماهيرية والثقافية في المدينة.

في المقابل، نفى الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في غزة، معتصم الميناوي، ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تعليق الدوام الدارسي في القطاع، وقال: "لم يصدر عن وزارة التربية أي قرار يخص تعليق الدوام المدرسي حتى الآن".

وأطلقت فصائل المقاومة أكثر من 20 صاروخًا من غزة والقبة الحديدية نفذت 5 عمليات اعتراض، بحسب مصادر صحافية في القطاع، فيما أفادت المصادر بأن مدينة عسقلان هي أكثر مدينة تعرضت لصواريخ المقاومة.

وأشارت تقارير صحافية إلى حالة من الهلع بين سكان مستوطنات غلاف غزة. وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أنباء عن "إصابة اثنين على الأقل بجروح طفيفة بعد تعثرهما أثناء الركض إلى الملاجئ، وثالث بالهلع".

من جانبه، توعد وزير الداخلية الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أرييه درعي، فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، في تصريحات أدلى بها للقناة 12 الإسرائيلية.

وقال درعي "لن يمر الأمر بدون رد، وحماس هي المسؤولة، وأضاف "حماس ستتلقى ردا مناسبًا، إذا كانت تسعى للتصعيد سوف تتلقى تصعيدا".

من جانبه، قال رئيس قائمة "كاحول لافان" ومنافس نتنياهو على رئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بيني غانتس، إن "الحكومة الإسرائيلية أسيرة حركة حماس، نتنياهو يدفع لهنية في حقائب من الدولارات".

وأضاف "هكذا هي الحال في الشرق الأوسط - من لا يبادر يتلقى الضربات. نتنياهو غير قادر على إعادة بناء الردع ولن يجلب التهدئة".

ودوت صافرات الإنذار، في وقت سابق، في مدينة عسقلان والمناطق المحيطة في قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك مستوطنات "غلاف غزة" والمجلس الإقليمي "إشكول" و"حوف أشكلون" و"سديروت" و"وكرم أبو سالم" وموقع "كيسوفيم" شرقي دير البلح، وسط تقارير عن سماع دوي انفجارات.

"حماس" تحمل إسرائيل مسؤولية تفجير الأوضاع مع المقاومة في غزة

وقال الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، في بيان صدر عنه، إن "الاحتلال هو المسؤول عن التصعيد وتفجير الأوضاع مع المقاومة في قطاع غزة، بارتكابه جريمة بشعة تجاوزت كل الحدود، بتعمد قتله الشاب محمد علي الناعم والتنكيل بجثته".

وأضاف أن "ما تقوم به المقاومة من رد هو نتيجة طبيعية لاستمرار هذه الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق شعبنا وأهل غزة المحاصرين". وحذر برهوم، الاحتلال الإسرائيلي من "ارتكاب أي حماقات جديدة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته". مشيرا إلى أن ذلك "لن يرتد إلا في وجه العدو المجرم".

يأتي ذلك في أعقاب تحميل "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن نتائج جريمة قتل أحد عناصرها قرب السياج الأمني الفاصل، جنوبي قطاع غزة.

وقال الناطق باسم "سرايا القدس"، أبو حمزة، في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، إن "اختراق وتوغل آليات العدو الصهيوني واستهدافها لأحد مجاهدينا داخل حدود قطاع غزة بشكل وحشي ومجرم، عدوان واضح يجب على العدو أن يتحمل نتائجه".

وفي وقت سابق، أعلنت سرايا القدس، أن الشاب "محمد علي الناعم (27 عاما)، استشهد في جريمة صهيونية وحشية شرقي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع"، قائلة إنه "أحد عناصرها".

وصباح الأحد، استشهد شاب فلسطيني وأصيب 3 آخرين، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب السياج الأمني، جنوبي القطاع.

وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال أطلق النار، على فلسطينيَين اثنين، صباح الأحد، قرب السياج الأمني، شرق بلدة عبسان في غزة (جنوب شرق)، فقتل أحدهما، وأصيب الآخر.

وقال الشهود، إن القوات الإسرائيلية منعت نقل الشهيد والمصاب من المكان، وأطلقت النار على شبان فلسطينيين اقتربوا من السياج لسحبهم، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم بالرصاص في أقدامهم.

وذكروا أن جرافة إسرائيلية، نقلت جثمان الشهيد، بطريقة "مُهينة"، إلى الجانب الآخر من الحدود، فيما تمكن الشبان من سحب المصاب الثاني، والذي تم نقله إلى المستشفى الأوروبي، جنوبي القطاع.

التعليقات