في الحلقة 184 من بودكاست "الميدان" استضفنا الكاتب والمؤرخ د. جوني منصور في حلقة خاصة إحياءً لذكرى 77 عاما على النكبة الفلسطينية وفي ظل استمرار الإبادة الجماعية في غزة. تأتي هذه الحلقة لتأكيد أهمية النظر والدراسة التاريخية للنكبة وما يمكن تعلمه حول ما يحدث اليوم في غزة.
بدأنا الحديث حول الذاكرة الجماعية والأرشيف الفلسطيني: متى بدأت النكبة؟ متى أدرك الفلسطينيون والعرب حجم الحدث الذي أثر على المنطقة بأسرها حتى اليوم؟ كيف رصد المؤرخون وكتبوا عن النكبة الفلسطينية؟ لا سيما بعد أن سرقت إسرائيل جزءا من أرشيفها وأخفته بينما فُقد الجزء الآخر.
ومن ثم انتقلنا إلى الذاكرة الجماعية والشهادات الشفوية، مقابل الأهمية المعطاة للأرشيف المكتوب. طالب د. منصور بألا نقلل من قدر الذاكرة الشفوية للفلسطينيين الذين عايشوا النكبة، وشهاداتهم عما مرت به عام 1948.
ومن خلال النقاش حول النكبة، تناولنا كتاب د. منصور الجديد عن الإبادة الجماعية في غزة. بالرغم من ميل المؤرخين عادة إلى الكتابة عن الأحداث بعد سنوات من وقوعها، فقد راقب في كتابه الجديد نحو ألف مقال من مصادر متنوعة تناولت غزة، رغبةً في فهم الحدث أثناء وقوعه.
ومع ذلك، يؤكد د. منصور على وجوب النظر إلى التاريخ كعملية مستمرة مبنية على مدار سنوات، وناتجة عن أحداث الماضي. بمعنى أنه لا يمكن فصل ما يحدث الآن في غزة عن التسلسل التاريخي، فهو من جهة حدث في سياق هذا التسلسل، ومن جهة أخرى يوضح لنا ما ينتظرنا في المستقبل، وخصوصا أن ما يجري اليوم في غزة سيكون له تبعات دولية واسعة.