قد لا يبدو أن اليهود في أوروبا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين يشتركون في الكثير مع الشعوب المُستعمرة في مصر أو الهند أو الصين. كانوا أقلية محتقرة إلى حد كبير داخل الإمبراطوريات الأوروبية الكبرى، في حين كان الهندوس من الطبقة العليا قادرين على الادّعاء بثقة بأنهم يُمثلون الأغلبية أمام أسيادهم الأوروبيين. ولكن ما يبدو قاطعًا هو أن اليهود الأوروبيين، بقدر الآسيويين والأفارقة، كانوا يحاولون تحرير أنفسهم في القرن التاسع عشر من تقليد يُنظر إليه على أنه عبء ثقيل، وتحقيق الهوية ومعرفة الذات في عالم حديث هائل صنعه إلى حد كبير الأوروبيون الغربيون المسيحيون.
ورغم أنهم كانوا يعيشون في عالم المجتمع التقليدي المغلق أو الغيتو، فقد كانوا مُحصّنين نسبيًا ضد العنصرية ومعاداة السامية التي رافقت التوسع الاقتصادي والسياسي الغربي في القرن التاسع عشر. كانت الضربة النفسية الناجمة عن الأحكام القاسية من قبيل أن اليهود أو السكان الأصليين كانوا قبيحين، ويفتقرون إلى القوة والشجاعة والمبادرة واحترام الذات وكل الفضائل الرجولية الأخرى ضئيلة. فالعالم الذي نشأ فيه مثل هذا السخرية والاستهزاء لم يكن يعتبر نموذجًا للمحاكاة أو مقياسًا لتقييم الذات. وفي الصورة الأوسع والأكثر وحدة في المدن الأوروبية الكبرى أو المدن الساحلية الإمبراطورية، فقدَ اليهود والشعوب المستعمرة مناعتهم النسبية ضد التحيز الخبيث.
غير أنّ الحقوق الرسمية القليلة التي مُنحت لهم لم تخفف من إذلالهم الاجتماعي. أُدين ألفريد دريفوس (Alfred Dreyfus)، أول ضابط يهودي على الإطلاق في هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي، ظلمًا وعومل بوحشية في السجن لسبب واحد فقط وهو أنه يهودي. أخبر ماكس نورداو (Max Nordau)، ابن حاخام وأحد اليهود الحراكيين اجتماعيًا الذين تأثروا بقضية دريفوس، المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 أنه على الرغم من أن اليهودي المحرر «سُمح له بالتصويت لأعضاء البرلمان»، إلا أنه «مُستبعد، بدرجات متفاوتة من اللباقة، من نوادي وتجمعات أقرانه المسيحيين». وأضاف نورداو: «هذه هي معاناة اليهود الخاصة، وهي أشد إيلامًا من المعاناة الجسدية لأنها تؤثر على الرجال ذوي المكانة الأعلى، وهم أكثر فخرًا وحساسية».
في مطلع القرن العشرين، واجه كاتب يهودي طموح في أوديسا، وطبيب مسلم في كولكاتا، ومفكر صيني في المنفى باليابان، افتقارًا مماثلًا إلى الكرامة الفردية والجماعية؛ إذ ينتمون إلى شعوب تعتمد على الأسرة والقرابة، وتستمد قيمها من الماضي، ولكنا تواجه الآن تحديًا غير مسبوق في شكل الحداثة الغربية التي استولت على التقاليد من خلال خطاب حضاري عنصري قوي جديد، وأغرقت أولئك الذين لا يجيدونه في مشاعر عميقة من الرفض والإذلال والشك الذاتي. وحتى عندما نجحوا في العثور على مكان لهم داخل المجتمع، كان ثمن الاستيعاب هو الاغتراب المؤلم —عن الماضي، والأسرة والمجتمع والثقافة.
لقد ضغط اقتلاعهم من جذورهم الاقتصادية والاجتماعية والروحية، على نحوٍ مؤلم، على التجربة الحديثة والغامضة في جوهرها المتمثلة في أن يصبحوا أفرادًا أحرارًا، بيد أن التحرير الذي طال انتظاره ظل بعيد المنال بعد كل هذا التنقل السريع عبر الحدود القديمة من التقاليد والعادات والمناطق والطبقات. وليس من المستغرب أن تتشابه مسارات إقامة الدولة بالنسبة لليهود والعديد من السكان الأصليين المستعمرين في تعقيدها.

لقد كان الحداثي الطموح منفصلًا عن التقاليد، وغير متكيف مع العالم الحديث، ومعرضًا بالكامل لأيديولوجياته العنصرية، وكان محكومًا عليه بالهشاشة والصراع الداخلي العميق، إن لم يكن كراهية الذات. لقد وجد شعبٌ اعتاد العيش داخل الأسرة نفسه فجأة، في أثناء بحثه عن الحرية الفردية، في عالم من الغرباء الإقصائيين: المجتمعات حديثة اكتشاف القومية في أوروبا. وباعتبارهم أشخاصًا لا ينتمون إلى أي مكان بوضوح، فقد كانوا قُربانَ الإيمان العلماني الجديد المتمثل في القومية.
وفي نهاية المطاف، استسلموا هم أيضًا لوعدها —القومية— المغري: فبمجرد أن يعتاد شعب موجه نحو الأسرة ومرفوض اجتماعيًا وضائع روحيًا، على الاندماج في وطنه الخاص، وعائلته الجديدة، فإنه لن يكون عرضة للاعتداءات الخارجية على كرامته والاضطرابات الداخلية. وهكذا، في بلد بعد بلد، انتهى الأمر بأولئك الذين بدأوا بالنضال من أجل الكرامة الفردية، إلى النضال، في ظروف معادية على نحو متزايد، من أجل إقامة مجتمع يمكن فيه ضمان تلك الكرامة على أفضل وجه.
وعلى غرار غاندي، الذي كان لفترة طويلة أحد الرعايا المخلصين للإمبراطورية البريطانية، أصبح ثيودور هرتزل قوميًا في أواخر حياته، بدافع الضرورة الوجودية تقريبًا. وعلى غرار محمد علي جناح، المحامي المؤسس للدولة «الخالصة» للمسلمين في باكستان، كان هذا الصحفي الناجح منغمسًا بعمق في العالم العلماني الحديث، مع معرفة ضئيلة بتقاليده الدينية وتاريخه وثقافته. ولكنه تبنى القومية ذات التوجه الديني حمايةً لاحترامه الذاتي المهدد —ومن الواضح أن هرتزل وصف في مذكراته «الأرض الموعودة» بأنها المكان الذي «من المقبول لنا فيه أن يكون لدينا أنوف معقوفة ولحى سوداء أو حمراء وأرجل مقوسة دون أن نُحتَقر بسبب هذه الأمور وحدها. حيث يمكننا أخيرًا أن نعيش رجالًا أحرارًا على أرضنا ونموت بسلام في وطننا».
******
«إنّ الحركة الصهيونية تعبيرٌ عن اليأس»، هذا ما استنتجه الكاتب اليهودي الروماني ميخائيل سيباستيان (Mihail Sebastian) في روايته/سيرته الذاتية لألفي عام (For Two Thousand Years) المنشورة عام 1934. «كانت محاولة مأساوية للتحرك نحو البساطة والأرض والسلام»، وكان من الواضح أنها عمل «المثقفين الذين يريدون الهروب من وحدتهم». وكما حدث، كان أفراد الطبقة المثقفة، سواء من اليهود أو الهنود، أول من عانى، في أرواحهم وعقولهم، من الصدمة الثقافية الناجمة عن تصادم شعوبهم ما قبل الحداثة مع أوروبا الحديثة. وبينما كانوا يسعون إلى التغلب على بؤسهم الخاص، صاغ هؤلاء الرجال الأكثر فخرًا وحساسية من ذوي المكانة الأعلى ترياقاتهم الأيديولوجية المتنوعة.
كان الدافع المشترك المبكر والقوي بين الرجال الذين وحدتهم هوياتهم غير المستقرة وتناقضاتهم المؤلمة تحت النظرة الأوروبية هو تجديد تقاليدهم الدينية والمطالبة بالتفوق عليها. تصف ليؤرا باتنيتسكي (Leora Batnitzky) في كتابها كيف أصبحت اليهودية دينًا؟ (How Judaism Became a Religion)، المنشور عام 2011، الطريقة التي اكتسبت إحدى أقدم الديانات التوحيدية في العالم شكلها الحديث بوصفها اختراعًا للمصلحين اليهود الذين عملوا متأثرين بالمؤسسات السياسية والأيديولوجيات الأوروبية، وفي كثير من الأحيان عبيدًا لها. وجدير بالذكر أن الهندوسية والبوذية والإسلام أيضًا، قد صِيغوا ودوِّنوا تحت ضغوط متطابقة تقريبًا. وأن أبراهام غايغر (Abraham Geiger)، العالم الذي زعم أن اليهودية هي مصدر الدين الحقيقي، يشترك في دفاعيته مع المصلح الهندوسي داياناندا ساراسواتي الذي انغمس في دفاعيات مماثلة عن الهندوسية.
وادّعى هؤلاء المصلحون الحداثيون القادمون من مجتمعات «غير متطورة» التفوق الأخلاقي والروحي على الأوروبيين «المتقدمين» في حين حاولوا التغلب على أمرٍ كانوا على وعي مؤلم به: عجزهم السياسي والاقتصادي، وافتقارهم إلى القوة البدنية. وهكذا، دعا ماكس نورداو، الذي كان يسعى إلى «الخلاص والتخفيف» من أجل «اليهود الأفضل في أوروبا الغربية»، إلى اليهودية العضلية (Muskeljudentum)، وسعى فيفيكاناندا، المصلح الهندوسي (الذي يعبده ناريندرا مودي)، إلى علاج الضعف البدني الواضح لدى مواطنيه من خلال مطالبتهم بتناول لحوم البقر وبناء العضلات.
يذكرنا الاشمئزاز الذي تحدث به المصلحون اليهود الألمان الأوائل عن نظرائهم في أوروبا الشرقية الذين يفترض أنهم متخلفون وخرافيون، بـ «كراهية الذات» التي كان يشعر بها العديد من المصلحين الإسلاميين والهندوس الأوائل —أو الكاتب الصيني لو شون، الذي زعم أن أكل لحوم البشر كان القيمة الأساسية للمجتمع الكونفوشيوسي. إن ما يربط مفكرًا يهوديًا لاحقًا مثل غيرشوم شوليم (Gershom Scholem) بمحمد إقبال هو نقدهما لدينهما الذي اختُرعِ وأُصلِح حديثًا وصار مركزًا فكريًا، وتمسكهما بالتقاليد الصوفية —الصوفية والقبالة— التي اعتبرها الجيل السابق خرافة.
تذكرنا قراءة النقد اللاذع الذي وجهه آحاد هعام إلى هرتزل —لاعتقاده بأن ما يحتاج إليه الشعب اليهودي قبل كل شيء ليس الحرية السياسية، ناهيك عن الأرض، بل التجديد الثقافي والروحي، أو أن الزعماء الصهاينة الناطقين بالألمانية والمتغربين في فيينا قد فقدوا كل ما له قيمة في التقاليد اليهودية في هوسهم ببناء الدولة السياسية—بمشاعر مماثلة إلى حد مذهل عبر عنها ليانغ تشي تشاو بشأن جيل حركة الرابع من مايو الراديكالي في الصين.
إن قراءة مارتن بوبر عن قيمة خلق التجديد الداخلي ورؤية الوحدة الوطنية شرطًا أساسيًا لوحدة أعمق بين جميع الشعوب تذكرنا بالكاتب الهندي الذي التقى به بوبر ثلاث مرات والذي كتب عنه تلميذ بوبر هانز كوهن بإعجاب: رابندراناث طاغور، الذي لم يقبل القومية إلا بقدر ما انفتحت على الكوزموبوليتانية [العالمية]. إن المناقشات حول الشكل الصحيح للقومية بين وايزمان وجابوتنسكي وبوبر وبن غوريون تشبه المناقشات بين غاندي وسافاركار وغاندي ونهرو.
أصبحت هذه الحجج متعددة الجوانب بطبيعة الحال عديمة الجدوى إلى حد كبير مع انزلاق القرن العشرين إلى مساره المليء بالدماء. ولكن الظروف التي ولُدت فيها إسرائيل —الطريقة التي قُوِّضت بها كل أشكال النهضة اليهودية عبر المذابح في روسيا ومعاداة السامية المتزايدة في أوروبا، ثم بسبب الحرب العالمية الثانية والمحرقة واللاجئين اليهود عديمي الجنسية وغير المرغوب فيهم على نطاق واسع، واستنزاف الإمبراطورية البريطانية والحرب الباردة الناشئة، وكل الكوارث التي تركت الصهاينة فضلًا عن العديد من الجنسيات المفترضة الأخرى تحت رحمة الأحداث— تتوازى مع ولادة الدول القومية في جنوب آسيا على نحوٍ مروّع: الخداع الإمبريالي، والانتهازية القومية، والتقسيم الغشيم، والحرب والتطهير العرقي الذي أنتج الدولتين المتحاربتين إلى الأبد الهند وباكستان. لقد أدت الظروف التاريخية الطارئة إلى تدمير العديد من خيارات تقرير المصير للهندوس والمسلمين في جنوب آسيا وكذلك لليهود والعرب في فلسطين بضربة واحدة، مما أدى إلى ظهور دول قومية ولاجئين دائمين في ظل المحرقة والنكبة والتقسيم.
******
من الاختراع المحموم للتقاليد في القرن التاسع عشر إلى الخطاب الدفاعي المشتق من القومية ثم الدولنة (Statehood) المتنازل عنها في منتصف القرن العشرين: هذه بعض الأطر التاريخية لآسيا وأفريقيا التي يمكن أن تُستَوعب فيها فكرة إسرائيل على نحوٍ فعّال. ومن المؤكد أنه لا ينبغي المبالغة في دور الأيديولوجية الصهيونية الاستيطانية في إنشاء إسرائيل؛ إذ لم تجتذب فلسطين بعد الحرب سوى أعداد قليلة من اليهود. ولكن حتى المشاعر الأوسع نطاقًا لصالح الوطن اليهودي لم تكتسب قوة إلا بعد الكشف عن مقتل ستة ملايين يهودي في أوروبا، إلى جانب العجز المستمر عن التعاطف في الغرب. وهناك أيضا طرق أخرى لتجنب إغراء تقليص التاريخ إلى صراع لا نهاية له بين الجاني الشرير والضحية البريئة، أو ثنائية الاستعمار ومناهضة الاستعمار.
نشأت الدراسات ما بعد الاستعمارية في الغالب في الغرب، وكانت مهتمة في المقام الأول بكيفية تشكيل القوة الغربية لتمثيل غير الغربيين خلال الفترة الاستعمارية. لا يأخذ دائمًا هذا النقد الموجه إلى الغرب في الاعتبار كيف استغل الحكام الديماغوجيون في فترة ما بعد الاستعمار لغة مناهضة الاستعمار. ولكن هذا لا يغطي بعمق كبير التجارب السياسية والاقتصادية في العديد من المجتمعات في آسيا وأفريقيا بعد التحرر من الاستعمار، وهو ما جعلها في كثير من الأحيان عرضة لأشكال أكثر غدرًا من الاستغلال الخارجي والفساد الداخلي.
ولقد أصبحت إسرائيل تشبه عددًا من الدول الآسيوية والإفريقية من خلال برنامج بناء الدولة وتوطيد الأراضي وصنع الأساطير القومية الذي أطلقته بعد عام 1948. في الخمسينيات من القرن العشرين، زار أبرز الزعماء الاشتراكيين في الهند مثل جيه بي نارايان، وجيه بي كريبالاني، وأسوكا ميهتا، إسرائيل، كاسرين بذلك المقاطعة الدبلوماسية التي فرضتها حكومتهم عليها، وأشادوا بما اعتبروه برنامجًا للتحديث الاشتراكي.
كان أحمد بن بلة، زعيم جبهة التحرير الوطني والذي أصبح فيما بعد أول رئيس وزراء للجمهورية الجزائرية، يعيش متخفيًا في القاهرة في خمسينيات القرن العشرين، ويتابع عن كثب عمل النقابات العمالية والكيبوتسات وغيرها من المؤسسات الاجتماعية في إسرائيل. وقال لملاك أراضيه اليهود إن إسرائيل هي «حضارة طليعية»، وهي مثال ملهم يمكن للجزائر المستقلة أن تتبعه في معالجة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
ومن بين المعجبين غير العاديين بإسرائيل المفكر الإيراني جلال آل أحمد. أقرّ آل أحمد بأنّ «إسرائيل تُعدّ تعويضًا فادحًا عن خطايا الفاشيين في داخاو وبوخنفالد ومعسكرات الموت الأخرى خلال الحرب». وكتب: «انتبهوا جيدًا، فهذه خطيئة الغرب، وأنا، بصفتي شرقيًا، أدفع الثمن». ولكنه عاد في عام 1963 من زيارة إلى ياد ڤاشيم وهو يبكي، ومع قناعة تامة بأن الدولة اليهودية هي أفضل رد على التاريخ المعذب لليهود.
كانت عملية بناء الأمة الملائم -العمليّة- من خلال التعليم العام، وتعليم اللغة العبرية، والصناعة الجماعية نموذجًا مفيدًا لأولئك الذين يطمحون إلى بناء دولة إسلامية قوية: «إسرائيل هي أفضل الأمثلة على كيفية التعامل مع الغرب، وكيف يمكننا باستخدام القوة الروحية للاستشهاد أن نستغل صناعتها، ونطالبها بالتعويضات ونأخذها، ونستثمر رأس مالها في التنمية الوطنية، كل ذلك مقابل بضعة أيام قصيرة من التبعية السياسية، حتى نتمكن من ترسيخ مشروعنا الجديد».
في خريف عام 1964، وبعد وقت قصير من نشر جلال آل أحمد انطباعاته عن إسرائيل، تلقى مكالمة هاتفية من طالب في المدرسة الدينية يبلغ من العمر 25 عامًا. قبل عامين، نشر آل أحمد كتاب «غرب زدگي» (أي الغربنة Westoxification)، وهو هجوم لاذع على نظام الشاه محمد رضا بهلوي الموالي للغرب؛ وقد جعله هذا الكتاب بطلًا فكريًا في نظر المعارضة الدينية للشاه. يتذكر طالب الحوزة في وقت لاحق كيف أنه بينما كان يتحدث إلى آل أحمد عبر الهاتف، «انهال عليّ ذكاء ومودة ونقاء ومعاناة رجل كان في تلك الأيام في قمة أدب المعارضة، عليّ مثل الموج». ومع ذلك، كان رجل الدين الطموح صريحًا مع آل أحمد. وقد تسبب مدح المقال لإسرائيل في إحداث ضائقة كبيرة له، ولعلي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران اليوم، ومرشده آية الله روح الله الخميني.
وكان أصحاب الفكر الإيديولوجي القومي الهندوسي أقل انقسامًا في إعجابهم بإسرائيل. في الواقع، إن التطور غير المتوقع الذي شهدته الهند بعد الاستعمار من ثقافة سياسية اشتراكية علمانية إلى تفوق هندوسي في ظل نظام عالمي من النيوليبرالية، ينبغي أن ينبهنا إلى العديد من مصفوفات القوة المختلفة الأخرى غير الاستعمار ومناهضة الاستعمار. إن التطورات الداخلية في الهند وإسرائيل، من استعادة المواقع الدينية (أيوديا والقدس والخليل) إلى إعادة التنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، تحكي مرة أخرى قصة أخرى مهمة تُستبعدُ من خلال السرديات المتنافسة حول وراثة دور الضحية.
تكتسب النزعة القومية في الهند وإسرائيل بعدًا دينيًا ومِلناريًا صريحًا في نفس الوقت تقريبًا، مع تنامي الاضطرابات في الأراضي المحتلة وكشمير في ثمانينيات القرن العشرين، ولجأت الدولتان ما بعد الاستعمار إلى أساليب قمعية تجنبها حتى المستعمرون الغربيون في الغالب. ثم في تسعينيات القرن العشرين، شرع البلدان في عملية تحول اقتصادي وأيديولوجي أعمق —رفض مبادئ النمو الشامل والمساواة لصالح مفاهيم ريغان وتاتشر حول خلق الثروة الخاصة. إن الطفرات الاقتصادية الصغيرة تأتي في أعقاب الخصخصة المحمومة واللبرلة وتقليص دولة الرفاهية، ولكن التفاوت الاقتصادي يتعمق على نحوٍ لا يمكن السيطرة عليه. ساعد النمو الاقتصادي غير المتكافئ في الهند وإسرائيل، كما في أي مكان آخر، على خلق دوائر انتخابية جديدة شرسة، بين الأثرياء والفقراء على حد سواء، لكراهية الأجانب، وظهر على الفور الديماغوجيون القوميون المتطرفون، الذين يتذمرون من الأعداء الداخليين والخارجيين الذين يستولون على المؤسسات الديمقراطية.
******
يندرج التاريخ الحديث للبلدين في نمط عالمي من الشعبوية الاستبدادية والديماغوجية. وفي عالم حيث تعمل التدفقات الاقتصادية الجامحة على تقويض السيادة الوطنية، أصبحت الأوهام القديمة حول التطهير الثقافي والوحدة الإثنية-العرقية أقوى. ومرة أخرى، وفي تكرار قاتم لتاريخ معاداة السامية في العصر الحديث، تتحمل الأقليات وطأة المخاوف والقلق الناجم عن التهميش الحقيقي أو المتخيل في عالم متضخم بشكل محير وغير مفهوم. لقد أصبح من الواضح أن التحيز الإثني-العرقي قوة سياسية قوية ومتقلبة في عصر الحداثة. لا ينفصل الإرهاب العالمي عن القومية والرأسمالية على حد سواء، وهو يزدهر على جميع جوانب الخط اللوني القديم، ويأكل ضحايا جدد طوال الوقت: اليهود الأوروبيين والآسيويين والأفارقة بالأمس، والمسلمين والمهاجرين اليوم.
لقد أصبح هذا الأمر غادرًا على نحوٍ خاص في الغرب، حيث أدى التآكل المستمر للامتيازات الموروثة للبيض، وتأكيد الذات لدى الشعوب الهامشية سابقًا، إلى إثارة الذعر لدى العديد من الأفراد والمؤسسات ودفعهم إلى ممارسات فظة ومتهورة للسلطة التعسفية. إن هذا الذعر، الناجم عن شبح الجماهير الفقيرة والمحتاجة من أصول غير غربية، والمخاوف المُصرّح بها علنًا بشأن الهجرة، والأصولية الإسلامية، والانفجار السكاني، أو من خلال مفردات عنصرية (ملكات الرعاية الاجتماعية، و«المفترسون الخارقون»)، كان يتراكم على مدى عقود من الزمن.
إن عالم الحقوق الفردية والحدود المفتوحة والقانون الدولي يتراجع بسرعة الآن. اليوم، يجعل السياج الأميركي على طول حدوده مع المكسيك، والممارسة الأسترالية المتمثلة في سجن طالبي اللجوء في جزر قبالة سواحلها، والوعد الألماني بالترحيل الجماعي، والتحريض العلني من جانب وزير الداخلية البريطاني على القوميين الإنجليز من اليمين المتطرف، والهوس المتزايد لدى العديد من الشباب بـ «الإبادة الجماعية للبيض»، و«الاستبدال العظيم»، وغيرها من سيناريوهات نهاية العالم في أوائل القرن الحادي والعشرين، التي تجعل عودة العنصرية البيضاء إلى قلب الغرب الحديث واضحة وضوحًا جليًا.

لقد اشتعلت عقلية الحصن الشرسة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما دمرت حماس، إلى الأبد، هالة إسرائيل من الحصانة. إن الهجوم المفاجئ الذي شنه أشخاص يفترض أنهم تعرضوا للسحق يمثل، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بيرل هاربر الثانية في القرن الحادي والعشرين بالنسبة للعديد من الأغلبية البيضاء المصدومة والمذعورة. وكما كان الحال من قبل، فإن التصور السائد بينهم بأن القوة البيضاء قد انتُهِكت علنًا «أثار»، على حد تعبير جون داور، «غضبًا يقترب من الإبادة الجماعية».
في محاولتهم لاستعادة صورتهم بوصفهم قوة غاشمة من خلال حمام دم واسع النطاق، تتجه إسرائيل وأنصارها اليوم نحو «الاحتمال الرهيب» الذي وصفه جيمس بالدوين ذات مرة: وهو أن المنتصرون في التاريخ، «الذين يكافحون من أجل التمسك بما سرقوه من أسراهم، وغير قادرين على النظر في مرآتهم، سوف يتسببون في فوضى في جميع أنحاء العالم، والتي إذا لم تؤدِّ إلى إنهاء الحياة على هذا الكوكب، فسوف تؤدي إلى حرب عنصرية لم يشهد العالم مثلها من قبل». لقد شهدنا بالفعل في غزة —بعد ملايين الوفيات التي كان من الممكن تجنبها خلال الجائحة— مرحلة أخرى مما يسميه عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية أرجون أبادوراي «تصحيحًا مالتوسيًا عالميًا واسع النطاق يهدف إلى إعداد العالم للفائزين في العولمة، بدون ضجيج الخاسرين غير المريح».
وليس من المبالغة أن نقول إن المخاطر الأخلاقية والسياسية لم تكن أبدًا أعلى من هذا المستوى. إن الفظائع التي ارتكبت في غزة، والتي أقرتها، بل وقدستها، الطبقة السياسية والإعلامية في العالم الحر، وأعلن عنها مرتكبوها بكل وقاحة، لم تدمر الإيمان الضعيف بالفعل بالتقدم الاجتماعي فحسب، بل أدت أيضًا إلى تدمير الوعي الجماعي. وهم يتحدون أيضًا افتراضًا أساسيًا مفاده أن الطبيعة البشرية طيبة بطبيعتها، وقادرة على التعاطف. وفي الوقت نفسه، وبينما تتصارع ذكرى المحرقة مع ذكريات العبودية والإمبريالية، والإبادة الجماعية للأميركيين الأصليين والأرمن وغيرها من الكوارث، أصبح من غير الواضح على نحوٍ متزايد ما إذا كانت ثقافات الذاكرة المتضاربة هذه قادرة على إنتاج درس مفيد للحاضر، وإلقاء ضوء جديد على مشاكلها، ناهيك عن تقديم حلول عملية. ولا يبدو أن النسخ التاريخية الصارمة من تلك الذكريات تشكل تحسنًا؛ بل من المرجح أن تظل عدائية، وتدعم دوامة الكراهية القبلية.
هل من الممكن إنقاذ رؤى العدالة والتضامن من المنافسات الصفرية من أجل الاعتراف والهوية، والسعي الغريب إلى البراءة؟ في مواجهة غزة، يتعين علينا أن نفعل أكثر من مجرد التعبير عن الغضب والحزن والاشمئزاز أو الشعور بالذنب؛ فلا تبجيل الضحايا ولا كراهية الجناة سيساعدنا في رؤية مخرج من المأزق العالمي. هل من الممكن أن نتصور عملًا أخلاقيًا وسياسيًا في الحاضر متحررًا من السرديات التاريخية المانوية؟
أصبحت هذه الأسئلة أكثر إلحاحًا اليوم لأن مليارات البشر أصبحوا واعين سياسيًا في مختلف أنحاء العالم، ولكنهم لم يجدوا أمامهم سوى وجه شرير مكشوف للحداثة: كيف أنها في حين تجعل التقدم والحرية ممكنين، فإنها تفرض في الوقت نفسه أشكالًا جديدة من الانحدار والاستعباد؛ وكيف أن البربرية والحضارة، بعيدًا عن أن تكونا متعارضتين، متشابكتان بشكل لا ينفصل.
ومن قدرهم أيضًا أن يدركوا أن التصورات الطوباوية للقرن الماضي، التي أعطت هدفًا وشكلًا لحياة لا حصر لها، قد استنفدت. لم يعد من بيننا من يؤمن بالثورة الاشتراكية، أو بعالم العولمة الرأسمالية المسطح، أو حتى بـ «النموذج الصيني» للتنمية التي تقودها الدولة. يبدو أن اليوتوبيا الجديدة التي يقدمها أباطرة وادي السيليكون قد أصبحت أكثر تحديدًا من الناحية التكنولوجية، ولا مجال فيها للعمل الأخلاقي.
ونحن عاجزون أمام المستقبل، إلا أننا لا نزال نأمل بقوّةٍ في استخدام فهمنا الخاص للماضي لتشكيله؛ فهو أحد الطرق الرئيسة لإبقاء فكرة الفاعلية الفردية حية. ولكن هل من الممكن أن نتذكر الماضي ونتطلع إلى مستقبل لا نهتم فيه حصريًا بأبناء جنسنا، كما أعربت نادين غورديمر عن قلقها في عام 1967؟
إحالات:
1- عُقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في الفترة من 29 إلى 31 أغسطس عام 1897، بدعوة من ثيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة. حضر المؤتمر أكثر من 200 مندوب من مختلف أنحاء أوروبا، وكان يهدف إلى تنظيم الجهود الصهيونية العالمية لتحقيق هدف إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. صيغ في هذا المؤتمر، ما يُعرف بـ «برنامج بازل»، والذي نصّ على «إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون الدولي»، كما تأسست فيه «المنظمة الصهيونية العالمية» لتكون الهيئة الرسمية الممثلة للحركة. شكّل هذا المؤتمر لحظة مفصلية في تحويل الصهيونية من فكرة ثقافية ودينية إلى مشروع سياسي منظم، وكان له دور كبير في تعبئة الجاليات اليهودية الأوروبية، وخاصة في ظل تصاعد معاداة السامية في أوروبا الشرقية والغربية آنذاك (المُترجم).
2- داياناندا ساراسواتي (Dayanand Saraswati) هو مصلح ديني وفيلسوف هندي ومؤسس حركة آريا سماج التي دعت إلى العودة إلى تعاليم الڤيدا الأصلية ونبذ الممارسات الدينية التي اعتبرها مبتدعة، مثل عبادة الأصنام والطوائف. آمن بأن الڤيدا هي مصدر الحقيقة الدينية والعلمية، وسعى إلى تنقية الهندوسية من التحريفات التاريخية. لعب دورًا مهمًا في التمهيد لحركات الإصلاح الديني والاجتماعي في الهند، وكان من أوائل من نادوا بتعليم المرأة ومعارضة الزواج المبكر. عُرف بخطابه النقدي ضد الخرافات والتقاليد الجامدة، مما أثار جدلًا واسعًا في عصره (المُترجم).
3- صاغ مصطلح اليهودية العضلية المفكر اليهودي النمساوي ماكس نورداو في أواخر القرن التاسع عشر، في إطار مشروع إعادة تشكيل صورة «اليهودي الضعيف والمنعزل» التي سادت في أوروبا. دعا نورداو إلى «بعث جسدي» لليهود، يتمثل في بناء أجسامهم وقوتهم البدنية كجزء من نهضة قومية تهدف إلى خلق «يهودي جديد» قوي وشجاع ومنغمس في الحياة العامة وقادر على الدفاع عن نفسه ووطنه المستقبلي. ارتبط المفهوم بالحركة الصهيونية، وخاصة في أوساط يهود أوروبا الشرقية، ووجد صداه لاحقًا في تأسيس نوادٍ رياضية يهودية مثل «مكابي»، كما ترك أثعرًا رمزيًا في تشكيل الهوية «السابرا Sabra» في دولة إسرائيل لاحقًا، حيث أُعيد رسم صورة اليهودي ليكون مزارعًا ومقاتلًا ورياضيًا. تُعد اليهودية العضلية محاولة لإعادة تعريف الذات اليهودية ضمن مشروع قومي حديث، يزاوج بين الجسد والروح، وتردّ على الصورة النمطية السلبية لليهود في الثقافة الأوروبية. وقد أخذ ترويج هذه الصورة شكلًا آخر في السينما الأميركية، حيث يظهر جهاز الموساد دائمًا بوصفه الجهاز الأقوى، كما يروّج لأحد أشكال القتال، وهو كراڤ ماغاع بوصفهِ أحد ابتكارات الجيش الإسرائيلي (المُترجم).
4- سوامي فيفيكاناندا (Swami Vivekānanda) هو فيلسوف وروحاني هندي وأحد أبرز الشخصيات في النهضة الهندوسية الحديثة، وتلميذ مباشر للقديس راماكريشنا. عُرف عالميًا بخطابه المؤثر في «البرلمان العالمي للأديان» في شيكاغو عام 1893، حيث قدّم الفلسفة الهندوسية بأسلوب عقلاني وإنساني. دعا إلى التآخي الديني، والاعتماد على الذات، وتعليم الفقراء، مما جعله رمزًا للنهضة الوطنية والثقافية في الهند (المُترجم).
5-غيرشوم شوليم مفكر ومؤرخ يهودي ألماني الأصل، يُعد المؤسس الأبرز للدراسات الأكاديمية الحديثة في التصوف اليهودي، وخاصة الكابالا (أو القبالة أو القبلانية קַבָּלָה). هاجر إلى فلسطين في عشرينيات القرن العشرين، ودرّس في الجامعة العبرية في القدس، حيث أسس مدرسة فكرية تركت أثرًا عميقًا على الدراسات اليهودية. ركّز شاليم على كشف البعد الثوري والوجودي في التصوف اليهودي، معارضًا الرؤية العقلانية التي سادت في أوساط التنوير اليهودي (المُترجم).
6- الاسم الأدبي لآشير تسفي غينزبيرغ، وهو مفكر وكاتب يهودي روسي يُعد من أبرز ممثلي التيار الثقافي في الصهيونية، والمعروف بـ «الصهيونية الروحية». على عكس تيودور هرتزل الذي دعا إلى حل سياسي سريع للمسألة اليهودية، ركّز أحاد هعام على ضرورة بناء مركز ثقافي وروحي يهودي في فلسطين يُعيد إحياء الهوية اليهودية. انتقد المشروع الاستيطاني الصهيوني المبكر بسبب تجاهله للواقع العربي في فلسطين، وحذّر من أن تجاهل السكان الأصليين قد يؤدي إلى صراع طويل الأمد. كان من أوائل من طالبوا بتجديد الأخلاق اليهودية والتعليم عبر إحياء اللغة العبرية والثقافة القومية، واعتبر أن النهضة الحقيقية تبدأ بالروح لا بالحدود (المُترجم).
7- ليانغ تشي تشاو، مفكر ومصلح صيني بارز في أواخر عهد أسرة تشينغ وبداية الجمهورية، يُعد من أبرز روّاد التحديث الثقافي والسياسي في الصين الحديثة. كان تلميذًا للمصلح كانغ يوي. دعا ليانغ إلى إصلاح النظام التعليمي، وإدخال الديمقراطية والعلوم الحديثة. مزج في فكره بين القومية الصينية والتأثر بالنماذج الغربية، وسعى إلى بعث «مواطن جديد» ينهض بالأمة. لعبت أفكاره دورًا محوريًا في التمهيد لحركة الرابع من مايو والحياة الفكرية في أوائل القرن العشرين (المُترجم).
8 - حركة الرابع من مايو (May Fourth Movement) هي حركة ثقافية وسياسية اندلعت في الصين يوم 4 مايو 1919، كرد فعل على نتائج مؤتمر فرساي الذي نقل السيطرة على أراضٍ صينية (شاندونغ) إلى اليابان بدلًا من إعادتها إلى الصين. قاد الحركة طلاب جامعيون في بيجن، وامتدت لاحقًا لتشمل شرائح واسعة من المثقفين والعمال. تمثل الحركة نقطة تحول في التاريخ الصيني الحديث، إذ شكّلت انطلاقة نحو نقد التقاليد الكونفوشية، والمطالبة بالعلم والديمقراطية، والانفتاح على الأفكار الغربية الحديثة. كما مهدت الطريق لظهور حركات فكرية وسياسية جديدة، مثل الشيوعية والقومية، وأرست أساسًا للثورة الثقافية في الصين المعاصرة (المُترجم).
9- المِلِّنارية (Millenarianism) هي عقيدة دينية أو فكرية تؤمن بقدوم عصر ذهبي أو «ألفية سعيدة» (غالبًا مدة ألف سنة) يسود فيها العدل والسلام، عادةً بعد كارثة كبرى أو نهاية وشيكة للعالم كما نعرفه. ترتبط المِلّنارية تقليديًا بالمسيحية، خاصة في سفر الرؤيا، حيث يُتوقع أن يحكم المسيح الأرض لمدة ألف سنة بعد القضاء على الشر، لكن المفهوم ظهر أيضًا في ديانات وثقافات أخرى، مثل اليهودية والإسلام وحركات دينية محلية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. غالبًا ما تُلهم هذه العقيدة حركات اجتماعية ثورية أو مخلّصة، حيث يعتقد أتباعها أنهم مختارون للمشاركة في بناء هذا العصر الجديد. وقد تكون سلمية أو عنيفة حسب السياق التاريخي والاجتماعي (المُترجم).
10- نظرية الاستبدال العظيم (The Great Replacement)، نظرية مؤامرة يمينية متطرفة ظهرت في فرنسا، وتزعم وجود خطة منظمة لاستبدال السكان الأوروبيين الأصليين بمهاجرين غير أوروبيين، خصوصًا من المسلمين والعرب، من خلال الهجرة الجماعية والتكاثر السكاني. صاغ المفهوم بشكله المعاصر الكاتب رينو كامو في كتابه Le Grand Remplacement عام 2011، وادعى أن النخبة السياسية والثقافية في أوروبا تشجّع هذا الاستبدال لتفكيك الهوية الغربية (المُترجم).
التعليقات