في حدث أدبي استثنائي، أعلنت دار نشر ألمانية عن إصدار رواية غير معروفة من قبل للكاتب الألماني الشهير سيباستيان هافنر، بعنوان "Abschied" (الوداع)، وذلك بعد أكثر من ربع قرن على وفاته.
الرواية التي كُتبت عام 1933، ولم تُنشر من قبل، تُعد أول عمل أدبي تخييلي لهافنر، المعروف بمؤلفاته السياسية والتاريخية حول ألمانيا النازية وأوروبا القرن العشرين.
وتدور أحداث الرواية حول شاب ألماني عشريني يقرر مغادرة بلاده في الأشهر التي تلت صعود أدولف هتلر إلى الحكم، حيث يصطدم بمزيج من الانهيار الشخصي والخيبة الوطنية، في نصٍ يُقارب السيرة الذاتية دون أن يلتزم بها بالكامل.
وبحسب النقاد الذين اطلعوا على المخطوطة، فإن العمل يعكس بذور الوعي السياسي لدى هافنر، الذي سيصبح لاحقًا أحد أبرز المحللين والنقاد للنازية في المنفى.
ووُجدت الرواية ضمن أوراق شخصية كان الكاتب قد أودعها لدى ابنه فرانز هافنر، الذي كشف مؤخرًا عن وجود النص أثناء عمله على أرشفة مذكرات والده.
وقال فرانز لصحيفة ذا غارديان إن الرواية "كتبت أثناء فترة صادمة من تاريخ ألمانيا، وتُظهر الاضطراب النفسي لشاب أدرك باكرًا انحدار بلده نحو الديكتاتورية"، مضيفًا أنها "أكثر عمل شخصي وإنساني كتبه والده على الإطلاق".
وتأتي هذه الرواية لتضيف بُعدًا جديدًا في فهم تطور فكر هافنر، الذي عُرف عالميًا بكتابه الشهير "قصة ألمانية" (Defying Hitler)، وهو مذكّرات واقعية كتبها عام 1939 وسلّط فيها الضوء على كيفية انزلاق مجتمع بأكمله نحو الفاشية.
ووفقًا للناشر، فإن الرواية الجديدة ستُطرح أولًا بالألمانية، على أن تُترجم إلى لغات عدة، من بينها الإنكليزية والفرنسية، في وقت لاحق من هذا العام.
وعبّر عدد من الكتّاب والمؤرخين عن ترحيبهم الكبير بهذا "الاكتشاف الأدبي النادر"، معتبرين أن "الوداع" تُشكّل مدخلًا فريدًا لفهم التحوّل الشخصي والسياسي لدى هافنر، الذي لطالما جمع في أعماله بين التحليل التاريخي والنبرة الأدبية المتّزنة.
ويُذكر أن سيباستيان هافنر (1907 – 1999) كان من أبرز الأصوات النقدية للنازية، وقد لجأ إلى بريطانيا عام 1938، حيث عمل في الصحافة وكتب بعد الحرب العديد من المؤلفات التي أصبحت من كلاسيكيات الأدب السياسي الألماني، من بينها "هتلر: ملاحظات عن رجل"، و"تاريخ الرايخ الثالث".
التعليقات