11/11/2004 - 10:07

جائزة ابن رشد للفكر الحر 2004 تُمنح للكاتب العربي المصري صنع الله إبراهيم

-

جائزة ابن رشد للفكر الحر 2004 تُمنح للكاتب العربي المصري صنع الله إبراهيم
في بيان صحافي وصلت لعرب 48 نسخة منه أعلنت مؤسسة إبن رشد للفكر الحر أنها ستمنح جائزتها لهذا العام 2004 للكاتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم. وسوف يسافر إلى برلين ليتسلم الجائزة شخصياً في السادس والعشرين من نوفمبر في برلين.

ونشير هنا إلى أن مؤسسة أبن رشد كانت قد منحت جائزتها للدكتور عزمي بشارة في 14/12/2002 وتم إختياره من بين عشرة من خيرة المناضلين البرلمانيين العرب قد تمّ اقتراحهم لجائزة ابن رشد للفكر الحر لذاك العام من خمس بلاد عربية وفلسطينيي 48 لأن لديهم الشجاعة للقول والعمل من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقد تقرر هذا العام منحالروائي المصري صنع الله إبراهيم هذه الجائزة لكفاحه المتواصل من أجل الحرية والديمقراطية في البلاد العربية. وقد تم اختياره ضمن أسماء مرشّحة من قِبَل لجنة تحكيم مستقلة تتكون من خمسة من شخصيات مميزة متخصصة في الأدب العربي الحديث.

وجاء في بيان المؤسسة:" بالرغم من أنّ الأديب صنع الله إبراهيم له شهرة واسعة في البلاد العربية يتردد أسمه بنفس المستوى مع نجيب محفوظ وجمال غيطاني إلا انه ما يزال غير معروف كثيراً في الغرب باستثناء فرنسا. لا يُعتبر هذا الكاتب من أهم الكتاب في العالم العربي فحسب، بل يُعتبر أيضاً ممن يدور حولهم الجدل، خاصة وأنه ينقد باستمرار الأنظمة السياسية العربية والمصرية خصوصاً لكونها غير ديمقراطية وفاسدة. تم مصادرة كتابه الأول " تلك الرائحة " من سنة 1966 حتى 1986 حيث تم نشره لأول مرة بكامل نصوصه الأصلية.

إن إبداء وجهة نظر عربية للأمور مهم وأساسي بالنسبة للكاتب صنع الله إبراهيم وهذا ينعكس في كيفية استعماله للغة. فهو يكره استعمال لغة السلطة ويسعى لاستعمال لغة أصيلة بعيدة عن قواعد وتقاليد الأدب المعروفة.

الخروج عن القواعد كان وما زال يُشكّل ثورة في المحيط الأدبي حيث يُطالب من الأدباء التمسك بالتقاليد الأدبية ويُتوقع منهم الكتابة عن الأشياء الجميلة بلغة جميلة، أو كما يقول صنع الله إبراهيم " أن نتكلّم فقط عن جمال الزهرة الأنيقة ذات الرائحة الخلاّ بة، بينما الفضلات تملئ الشوارع والمياه الآسنة تغطي الأرض وكل مارٍ يشتم رائحتها ".

يتساءل صنع الله إبراهيم في تقديم كتابه " تلك الرائحة ": ألا يحتاج الأمر إلى بعض القباحة للتعبير عن القباحة المرتبطة في ضرب إنسان أعزلٍ حتى الموت ; أو بوضع آلة نفخ الهواء في مؤخرته وبربط السلك الكهربائي بأعضائه التناسلية؟"

قضى الكاتب صنع الله إبراهيم خمسة سنوات ونصف في السجن من 1959 إلى 1964 عقب السجن الجماعي للمثقفين في مصر في الستينات. ورغم أن الكاتب يعترف أن تجارب السجن هذه كانت لها تأثير الصدمة النفسية عليه مدى الحياة، إلا أنه يستطيع أن ينظر أيضا نظرة إيجابية للأشغال الشاقة والتعذيب الجسدي وكأنها الجامعة الدراسية خصوصاً أنّ السجن كان يحوي رفقاء إقامة مثل الكاتب المشهور محمود أمين العالِم الذي "تعلمتُ منه ومن رفاقه قيم الوطنية الحقة والعدل والتقدّم".

إن جائزة ابن رشد للفكر الحر سوف تقدم للمرة السادسة بتاريخ ً26/11/2004 من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الغير حكومية والتي تهتدي بفكر ابن رشد (1126-1198)، الفيلسوف والوسيط بين الثقافات والمكرّسة جهدها لتساند حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي. أُعلن عن الجائزة هذا العام لِتُمنح لكاتب عربي في موضوع الأدب الملتزم.

تتعرض كتابات صنع الله إبراهيم لوسائل الإعلام الحديث وخطاب السلطة وإنتاج المعرفة مركّزاً بالذات على وضع المثقفين في مواجهة السلطة. أما الموضوع الآخر الذي يتطرق له فهو إمبريالية الاقتصاد والثقافة. ومنذ روايته "اللجنة" الصادرة سنة 1980 التي يعرفها القرّاء الألمان بعنوان Der Pruefungsauschuss يتناول دور الشركات العالمية المتعددة القوميات في الهيمنة العالمية وأثرها على المجتمع العربي. ويتهم القيادات السياسية في البلدان العربية بالتساهل جداً في التعامل مع العدوان الأمريكي وسياسة التوحش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتّلة. وفي آخر رواية له " أمريكانلي" تعني أمريكاني لكنها يمكن أن تُقرأ " أمري كان لي".

فجّر إبراهيم ضجة كبيرة عندما رفض قبول " جائزة الرواية العربية سنة 2003 المقدمة من وزارة الثقافة المصرية، وقال في خطابه : "إن هذه الجائزة مقدّمة من حكومة لا تملك –في نظري- مصداقية منحها".

منذ 1975 والسيد صنع الله إبراهيم متفرغ للكتابة بالإضافة إلى ترجمات وتأليف كتب للأحداث وسيناريو للسينما والتلفزيون مما يوفر له دخله الأساسي والاستقلال.

خلال أعماله نادى صنع الله إبراهيم بالاحتفاظ بالضمير الناقد لكي نرى من خلاله ونفهم العلاقات السياسية المعقّدة. رواياته تُشجع قارئيها على المقاومة، لا على تحمل الوضع المزري.

الأستاذ صنع الله إبراهيم وافق على منحه جائزة ابن رشد للفكر الحر وسوف يحضر إلى برلين يوم 26/11/2004 لتسلم الجائزة شخصياً في قاعة معد جوته الساعة الخامسة بعد الظهر. بعد الاحتفال يُعقد مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام".


نبذة عن حياته


ولد سنة 1937 في القاهرة.درس القانون وعمل بالترجمة والصحافة.اعتقل عدة مرات بسبب النشاط السياسي وحوكم وسجن خمس سنوات ونصف سنة في أوج حملة عبد الناصر ضد اليسار سنة 1959.

نشر أول رواياته "تلك الرائحة" سنة 1966 وتعرضت للمصادرة ثم نشرت غير كاملة عدة مرات ولم تصدر طبعتها الكاملة الأولي إلا عام 1986في الخرطوم والقاهرة والدار البيضاء في وقت واحد.

عمل محررا بوكالة" أنباء الشرق الأوسط المصرية في 1967 ثم محررا بالقسم العربي لوكالة أدن الألمانية الشرقية في برلين من 1968حتي 1971

درس في معهد موسكو للسينما من 1971 حتى 1974

ترجم إلى اللغة العربية رواية " العدو" للكاتب الأمريكي جيمس دروت و"حمار بوريدان" للكاتب الألماني جونتر دي برون و مجموعة من النصوص لكاتبات غربيات صدرت بعنوان "التجربة الأنثوية"سنة 1994.

متفرغ للكتابة منذ عام 1975وهو نفس العام الذي تزوج فيه.

كتب عددا من الروايات والقصص العلمية للشباب بينها أول رواية من نوعها عن الأحياء المائية للبحر الأحمر.


جوائز
حصل علي جائزة غالب هلسا من اتحاد الكتاب الاردنيين سنة 1992 وجائزة سلطان العويس سنة 1994 واعتذر عن قبول جائزة الجامعة الأمريكية التي تحمل اسم نجيب محفوظ سنة 1998 وجائزة الرواية العربية التي قدمتها إليه وزارة الثقافة المصرية سنة 2003.وتضمن بيان اعتذاره عن الجائزة الأخيرة إدانة لسياسة النظام المصري والانظمة العربية في الخضوع للاملاءات الأمريكية وتجاهل الحرب التدميرية التي تشنها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

أعماله الروائية
أهم رواياته التي تميزت بالتضمين الواسع للوثائق هي "اللجنة"(1981)التي تعرضت لموضوع الشركات العالمية العابرة للقارات لأول مرة في الأدب العربي-"بيروت بيروت"( 1984)التي تناولت الحرب الأهلية اللبنانية -"ذات"(1992) و"شرف"(1997)اللتين تناولتا واقع الأسرة المصريةبعد الأنفتاح -"وردة" 2000 عن تجربة جبهة تحرير ظفار في عمان .أحدث رواياته هي "أمريكانلي"(2003) التي يمكن أن تقرأ " أمري كان لي"وتسجل تجربة أستاذ تاريخ مصري في جامعة أمريكية وتعرض لتاريخ كل من البلدين.

التعليقات