31/10/2010 - 11:02

ثقافة الفن وفن الهبوط/ جمال حمامة

ثقافة الفن وفن الهبوط/ جمال حمامة
برامج متنوعة، مواد مختلفة شكلت زادا هائلا من العناصر الفنية والثقافية اللامحدودة ونظرا لكثرة اعدادها وسهولة التحكم بالوصول اليها وكذلك قدرة المتلقي على التحكم بها عبر جهاز التحكم الذي يستطيع عبر حركة اصابعه وبسهولة الانتقال من محطة الى اخرى هذه الحالة دفعت بالقائمين على تلك المحطات الى السهر والعمل الدؤوب لتقديم البرامج الاكثر جاذبية والتي تشد المشاهد اليها دون غيرها من المحطات وقد تفتقت ذهنية العديد من عباقرة معدي البرامج في اعداد برامج متنوعة تصل الى الشريحة الاكبر من المجتمع، وبالطبع ونظرا لكون مجتمعاتنا العربية فتية فإن الشريحة الاكبر فيه هي من الشباب وعليه كانت الاهداف في معظم تلك البرامج هي هذه الشريحة الاهم والاخطر في المجتمع كونها تشكل المستقبل بكل تقارباته ومفارقاته. ‏

أما اللافت في تلك البرامج فهو وللأسف الشديد ابتعادها كل البعد عن الهم الحقيقي والهواجس التي تشغل بال وتفكير الشباب العربي فلجأت الى لعبة الابهار والتشويق وتقديم الوجبات السهلة التي تدغدغ بعض احاسيسه وميوله بعيدا عن تقديم أي فائدة حقيقية، فبدلا من تقديم تلك البرامج للفائدة التي تصب وتساهم في تنمية ثقافة مجتمعية ذات جوانب اجتماعية تقترب من حقيقة ما يعانيه الشباب العربي تذهب تلك البرامج بعيدا عن هذه الغاية عبر تقديم وجبات فنية وثقافية ضحلة وسطحية تحت شعار التجديد الذي هو في الحقيقة تقليد أعمى غير مدروس للعديد من البرامج الغربية المشوهة. ‏

لن اسمي تلك البرامج والفضائيات لأن الهدف هو غير ذلك وأشمل وأعم، لذا اتوجه الى الشباب من كل الفئات بأن لا يتركوا انفسهم وجبة سهلة لتلك البرامج وتلك المحطات وان تكون ارادتهم واصابعهم قوية في الضغط على جهاز التحكم واصدار حكمهم الواعي على تلك البرامج لتجاوزها نحو برامج مفيدة ومهمة، وهي كثيرة ايضا في محطاتنا العربية وهي تحوي زوادة مليئة وغنية بالموضوعات للقضايا التي تصقل خامات الشباب وتنمي وعيهم وتخلق ثقافة مجتمعية تفيد في عملية البحث عن الكثير من الاجابات للعديد من التساؤلات التي تواجه الشباب هذا اليوم. ‏

وأخيرا أقول: بعد أن غاب الكتاب عن مجالسنا ولم يعد خير جليس في الانام.. أدعوكم الى البحث بجدية ووعي عن جليس يقدم الفائدة الحقيقية لأن عملية الاختيار هي بين أيديكم وأصدروا أحكامكم على كل البرامج التي تشوش وتسطح افكاركم وتبعدكم عن همومكم ومشكلاتكم الحقيقية، هذا الحكم يحتاج الى وعي وإرادة، وشبابنا بالتأكيد يمتلك تلك المفاتيح ولاشك في ذلك وصفحات قضايا الشباب القادمة سوف تساهم معكم ومن خلالكم في مناقشة هذه الاشكالية من عدة زوايا من خلال استطلاعات الرأي وآراء المختصين.
________________
( تشرين / الأربعاء 2 حزيران 2004 )شكلت الشاشة الفضية وعلى مر الزمن حالة من الوجود القصري في مفردات الحياة اليومية للفرد والمجتمع.. هذه الشاشة السحرية التي تجذب النظر اليها دونما مقاومة تساهم بقصد أو عن غير قصد في تكوين حالة ثقافية ذات اطياف متعددة الاشعاعات شئنا أم أبينا لاسيما بعد الانتشار الهائل والواسع لهذه الشاشة مع نهاية القرن الماضي حيث غزت الفضائيات المنازل وانتشرت الصحون اللاقطة وتحولت اسطحة المباني الى مزارع للفطر المعدني حتى غدت حزم البث التلفزيوني الرقمية ضيفا مقيما اقامة جبرية في صالونات المنازل وغرف الجلوس ابرز وأهم جليس ونديم لمختلف أفراد الاسرة صغيرها وكبيرها.

التعليقات