فاز الشاعر والروائي الفلسطيني - الأردني، إبراهيم نصر الله، أمس الثلاثاء، بجائزة نيوستاد العالمية للآداب، التي توصَف بـ"نوبل الأميركية"، وتمنحها جامعة أوكلاهوما ومجلة "الأدب العالمي اليوم"، المستمرّة في الصدور منذ 99 عاما، في إنجاز عربيّ، غير مسبوق.
وهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها بالجائزة كاتب يكتب بالعربية، بعد وصوله إلى اللائحة النهائية، إضافة إلى ثمانية كتاب وكاتبات من أميركا وفرنسا والصين وأوكرانيا واليابان وتركيا والسودان، وهم: الروائي والشاعر يوري أندروخوفيتش (1960)، والروائية والأكاديمية إليف باتومان (1977)، والشاعرة مي- مي بيرسنبروغ (1947)، والروائي والأكاديمي روبرت أولين باتلر (1945)، والشاعرة السودانية الأميركية صافية الحلو (1990)، والروائي ماتياس إينار (1972)، والكاتبة والشاعرة يوكو تاودا (1960)، والروائية والأكاديمية جيسمين وارد (1977).
"لحظة فارقة"
وقال المدير التنفيذي لمجلة "الأدب العالمي اليوم"، روبرت كون ديفيس-أونديانو، إن فوز نصر الله بهذه الجائزة، "يُمثّل لحظةً فارقةً في إعادة النظر الغربية في الثقافة الفلسطينية".
وأعلن باسم جامعة أوكلاهوما ولجنة الجائزة والمجلة، أنه سيتم تنظيم مهرجان نيوستاد الأدبي في تشرين الأول/ أكتوبر 2026، تكريما لنصر الله، وسيخصَّص لمناقشة أعماله، ومنجزات الثقافة الفلسطينية.
وقال ديفيس-أونديانو إن نيوستاد، هي أول جائزة أدبية دولية بهذا النطاق تُنشأ في الولايات المتحدة، وهي من الجوائز الدولية القليلة جدا التي يُشارك فيها الشعراء والروائيون وكتاب السيناريو والمسرحيون بالتساوي منذ عام 1970، وتُمنح كل عامين لكاتب على قيد الحياة تقديراً لمجمل أعماله الأدبية المتميزة.
"قضايا عالمية منسوجة في النضال الفلسطينيّ"
وقالت الكاتبة الفلسطينية، شيرين مالهربي، في بيان الترشيح: "تتناول أعمال نصر الله الأدبية قضايا ومواضيع عالمية منسوجة في النضال الفلسطيني، ما يسمح للقراء بالتواصل بعمق مع فلسطين خارج الإطار الاستعماري، وقد أصبحت أعماله الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، بالنظر إلى محنة الفلسطينيين. لقد حان الوقت ليرى العالم فلسطين الحقيقية، ويمكن لكتابات نصر الله أن تقدم هذا المنظور".
وقد سبق أن فاز بجائزة نوبل 32 كاتبا ممن فازوا بجائزة نيوستاد أو رشحوا لها أو كانوا أعضاء في لجان تحكيمها، من بينهم غابرييل غارسيا ماركيز، أوكتافيو باث، أورهان باموك، هارولد بنتر، دوريس ليسنغ، نادين غورديمر، ساراماغو، أليس مونرو، شيموس هيني، توني موريسون، وول سوينكا، بوب دلان، ماريو فارغاس يوسا.
وتُمنح هذه، الجائزة التي يختار المرشحين لها عدد من الكتاب والنقاد والأكاديميين في العالم، مرة كل عامين لكاتب ترك أثرا بارزا في عالم الكتابة وقوة التأثير عن مجمل أعماله.
وقد مثلت نصر الله في لجنة التحكيم الكاتبة الفلسطينية شيرين مالهربي بروايته "زمن الخيول البيضاء"، حيث يتم اختيار عمل مكتوب أو مترجم إلى الإنجليزية يمثل مجمل أعمال الكاتب.
وتتناول "زمن الخيول البيضاء"، التي ترجمتها نانسي روبرتس، جذور القضية الفلسطينية على مدى 75 عاما، منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى عام النكبة، الرواية التي قالت عنها الناقدة والشاعرة سلمى الخضراء الجيوسي: "إنهـا بحق الرواية التي كانت النكبة الفلسطينية تنتظرهـا ولم تحـظ بهـا من قبل. تأريخ دقيق غاية في الحساسية والتصوير المبدع للوضع الفلسطيني منذ زمن العثمانيين إلى سنة 1948"، مضيفة "كم سألني الكثير من الأجانب: متى يظهر العمل الفلسطيني الذي يقدم لنا الإلياذة الفلسطينية؟ وها هي الآن بين يدينا".
وعاش نصر الله طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، وأصدر 16 ديوانا شعريا و26 رواية، من بينها مشروعه "الملهاة الفلسطينية"، الذي يغطي أكثر من 250 سنة من تاريخ فلسطين، ومشروع "الشرفات".
وسبق أن فاز الكاتب بعدد من الجوائز، من بينها الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، وجائزة كتارا مرتين، وجائزة عرار للشعر، وتيسير سبول للرواية، وجائزة فلسطين للآداب – أوهايو، والجائزة العالمية للشعر- تركيا، في مطلع هذا العام.
كما صدرت أكثر من 50 ترجمة لأعماله الشعرية والروائية، بالإنجليزية، الإيطالية، الإسبانية، البرتغالية، الدنماركية، التركية والفارسية وغيرها من اللغات، وقدمت عن أعماله أكثر من ثمانين رسالة دكتوراه وماجستير. وأشادت الجائزة بأعماله المكتوبة والمترجمة المتجذّرة بعمق في مواضيع المنفى والهوية والمقاومة، ما أكسبه شهرةً عالميةً بوصفه واحدا من أهم الأصوات في الأدب العربي المعاصر.
التعليقات