18/11/2016 - 11:54

"حرمان" فيلم من أم الفحم حول الإدمان وتأثيره على المجتمع

قال الممثل والمخرج محمد عبد الرؤوف، لـ"عرب 48"، إنّ "تجربتي في الفيلم أنني الأب، ورب الأسرة المنكوبة بالعنف في كافة أشكاله، فالأب مدمن مخدرات وهذا هو همه بالأساس ولا يهمه معاناة أسرته...".

"حرمان" فيلم من أم الفحم حول الإدمان وتأثيره على المجتمع

عُرض مؤخرًا فيلم 'حرمان'، في المركز الجماهيري بأم الفحم، بمشاركة بطل الفيلم الممثل محمد عبد الرؤوف، أما مخرج الفيلم فهو الفحماوي مصطفى حسين.

ويُعتبر هذا العمل مهمًا من الناحية الإنسانية والتربوية عمل ضخم نسبيًا، كونه فيلم محلي، وتمويله محلي أيضًا.

يناقش الفيلم قضايا اجتماعية بارزة في مجتمعنا، مثل العنف الأسري والحرمان المادي ونقص العناية الأسريّة.

وقال الممثل محمد عبد الرؤوف، وهو مخرج أيضًا، لـ'عرب 48'، إنّ 'تجربتي في الفيلم أنني الأب، ورب الأسرة المنكوبة بالعنف في كافة أشكاله، فالأب مدمن مخدرات وهذا هو همه بالأساس ولا يهمه معاناة أسرته، بل إنه يشاركهم في الحصول على الأموال التي تصل للعائلة، وهو متفق مع زوجته أن يحصل على نصف المبلغ، لكنه يصر على أكثر من ذلك. تجربتي الفنيّة بالأساس في مجال المسرح، مع ذلك كانت التجربة مثيرة جدًا بالنسبة لي، فالتمثيل أمام الكاميرا يختلف تمامًا عن التمثيل على خشبة المسرح، لكن المبدأ واحد، من خلال إتقان الدور والبحث عن صفات الشخصية ومن ثم الأداء'.

ما هي رسالتكم؟

الرسالة الأهم أن يبتعد الآباء والشباب والأسرة الفلسطينية عن المخدرات، لأنّ الإدمان والعنف داخل الأسرة وخارجها أمرٌ مقلق جدًا، حتى في المدارس، بعض طلاب المدارس يتعاطون المخدرات، ربما خفيفة أو ثقيلة، لكن تفاقم هذه الآفة من شأنها أن تهدم الأسر الفلسطينية، ونحنُ نريد مجتمعًا نقيًا، بعيدًا الإدمان.

هل الفيلم قادر على إيصال الرسالة بطريقة قوية؟

الفيلم لن ينجح أن يزيل الظاهرة لوحده، لكن أعتقد أن هناك حاجة لفعاليات يمكن القيام بها لتغيير الواقع للأفضل، كلٌ في مجاله، لكن الفيلم يعطي رسالة واضحة، وشخصية الأب مكروهة، والكراهية تعني أننا أوصلنا الرسالة كما يجب. وسنعرض الفيلم في المدارس الابتدائية والثانوية، آملين أن يصل إلى فلسطين بكافة أرجائها وأيضًا للعالم العربي. الفيلم إنتاج سينمائي محلي مؤثر، ويعرض إسقاطات العنف والجريمة بأبشع صورها، التي تُدمر العائلات وتشتِت الإنسان، وتبعده عن رسالته الأساسية وعن وطنيته وقوميته وإيمانه بالتغيير الإيجابي. واختيار اسم الفيلم 'حرمان' تأتي لتضيف جرعة من الحنان الإنساني والعواطف والرعاية للأبناء، برز الأب الغاضب والعنيف والمعنِف، بينما وقف الطفل (الابن) خانعًا، متألمًا، لكنه بدا قويًا بقدرته على التعبير عن الواقع الذي يعيشه، والطفل الفلسطيني هو نموذج لضحية هذه الآفة.

الواقع الذي يعيشه المجتمع 

فيلم 'حرمان' من إنتاج شركة M.A للإنتاج التلفزيوني الداعم الأول والرئيسي للفيلم، وشارك الدعم والإنتاج كل من بلدية أم الفحم والمركز الجماهيري وجهات أخرى.

فيلم 'حرمان' يتحدث عن الواقع الذي يعيشه مجتمعنا وأهم الرسائل التي عمل المؤلِف على رصدها في مجتمعنا، ويتطرق إلى العنف الممارس ضد العائلة والأبناء بسبب الفقر بالأساس، يتناول الفيلم القضايا الاجتماعية والعنف الأسري.

وعن مشاركته في الفيلم، قال الممثل والمخرج عبد الروؤف: 'لقد توجه لي المخرج طالبًا مشاركتي في فيلم ينطلق من أم الفحم، ووافقتُ على الفور. وفي النهاية انعكس تأثير الفيلم على الممثلين، اسم الفيلم 'حرمان' مثير للجدل، والسؤال: عن أي حرمان نتحدث، وما هي الرسالة التي تقدّم للمجتمع، نتحدث عن حرمان الطفولة، بفعل رب الأسرة المدمن على المخدرات والذي لا يعمل، وفوق ذلك يستغل أبناءه الصغار، لينتزع منهم المبالغ التي يحصلون عليها ليعتاشوا، وبدلاً من إرسال الابن للمدرسة، فإنّ الوالد يرسله ليجمع الزجاجات بدلاً من أن يعيش حياته كطفل، يتحوّل إلى طفلٍ مستغَل، والعائلة محرومة من الطعام والشراب والسعادة.

حرمان، هي قصة محليّة، تتطرق للإدمان على المخدرات، وهي آفة، طاغية على المجتمعات، الأمر الذي يتطلب العلاج، وكفنانين لا نستطيع المعالجة بواسطة الفن، فقط، فلكلٍ منّا دوره في محاربة هذه الآفة.

ردود فعل الطاقم الذي شاهد الفيلم لأول مرّة، كانت مفاجئة، بفعل الشخصية التي أداها الممثل محمد عبد الرؤوف، قال عن أدائه: 'أنا لستُ عنيفًا، لكنني جسدتُ دور الأب العنيف المدمن على المخدرات، الأب الذي يضرب ابنه وابنته، الفيلم أثارني وأوجعني، وبالتأكيد هذا هو شعور المشاهدين الذين حضروا الفيلم أيضًا. لقد جلست مع المخرج لفهم الشخصية، وضفنا لها بعض المميزات، وقد استوعبت الشخصية، عقليًا وحسيّاً، وخلقت حركة لها، بشكل صوت معيّن، وفي مخيلتي كنت استدعيها، كنت استدعي الشخصية وأمثلها، وأضفت عنصر الكراهية، أي كراهية الشخصية نفسها، وفعلاً من رآها كرهها، أردت أن يكرهوني ويكرهوا الإدمان على المخدرات'.

اقرأ/ي أيضًا | نساء يعدن اكتشاف أجسادهن في "يوم للستات"

وعن تعلق الممثل عبد الرؤوف بالفن، قال: 'لقد بدأت حياتي الفنيّة بالتمثيل، بدأت كممثل في مسرح الحكواتي، وأعشق التمثيل، رغم انقطاعي لمدة طويلة، وآمل أن أتابع التمثيل. وما ميّز الفيلم أننا نتحدث باللهجة الفلسطينية الفحماوية، مؤكّد أنّ هذا الأداء سيكون قريبًا جدًا من الواقع المحلي ومن المشاهدين الذين سيتابعون الفيلم، إضافة إلى عملية استعمال الأدوات والبيوت القريبة من الناس، والقصة نفسها غير مفتعلة وإنما حقيقية، وأتصور أن يكون التأثير كبيرًا على الشبيبة، على أمل أن يبتعدوا عن المخدرات حتى لا تؤثر عليهم أسريًا'.

التعليقات