13/03/2015 - 09:57

حكايةُ الأرّض تنبعثُ في لوحاتِ الفنانين ريان وأبو شقرة

هي الريشة، هي الألوان التي باتت تفرض نفسها، تصنع من الأحداث قصصا، تخط مداد خارطة الوطن الموجوعة، تحتضن المشاعر لتصبغ كل معنى برائحة الأرض،

حكايةُ الأرّض تنبعثُ في لوحاتِ الفنانين ريان وأبو شقرة

حكايةُ الأرّض تنبعثُ في لوحاتِ الفنانين ريان وأبو شقرة

هي الريشة، هي الألوان التي باتت تفرض نفسها، تصنع من الأحداث قصصا، تخط مداد خارطة الوطن الموجوعة، تحتضن المشاعر لتصبغ كل معنى برائحة الأرض، هذا ما تلحظه في لوحات الفنانين كريم أبو شقرة من أم الفحم والفنان خليل ريان من طمرة، يشاركان بلوحاتهما ضمن معرض 'أرضي' في طمرة ضمن نشاطات آذار الثقافة وبمناسبة يوم الأرض الخالد.

 

لوحات الصبار المشبهة بالفلسطيني

الصبر والزيتون شاهدان أساسيان في لوحات الفنانين أبو شقرة وريان، 'نبتة الصبار مهمة جدا للشعب الفلسطيني، فهي ثابتة بأرضها كثبات الفلسطيني، وإذا تم إقتلاعها فهي لا تموت بل تستمد الحياة من الإرادة التي تمتلكها بالصبر والجلادة على كل الظروف، فتجدها قادرة على العيش في كل مكان وضعتها به، لا يمكن مقارنة أي إنسان في بالكون بالإنسان الفلسطيني، فقضيته ووجعه لا شبيه لهما'، قال أبو شقرة.

وأضاف: 'الفن بالنسبة لي لا يقتصر على السياسة، بل هو وسيلة ومتنفس للتعبير عن مشاعر الفنان بكل المجالات، فالفن أوسع من أن يكون محاصر في إطار واحد'.

يشار إلى أن الفنان كريم أبو شقرة من مواليد سنة 1982 منحدر من عائلة فنانين ومبدعين من مدينة أم الفحم، وهو عاشق اللون والفرشاة، وعن هذا يقول: 'إنني أرسم بطريقة عفوية والشعور الذي ينتابني في اللحظة التي أقرر أن أرسم بها، وبدون أن أشعر أبدأ بالرسم دون تحضير الرسمة وفي اللحظة التي أقرر فيها بيني وبين نفسي. ولا أتمسك بطريقة معينة لأحد الفنانين وإنما أرسم بطريقتي الخاصة. حياتي مع الفن هي حياة يومية، فعندما أشعر بأنني أريد أن أرسم أدخل صالة الرسم الموجودة في الطابق السفلي من بيتي وأبدأ بالرسم. هذه الموهبة هي موهبة إلهية. أتذكر نفسي عندما بدأت أرسم كان عمري 15 سنة، ومنذ ذلك الحين لم أترك ريشة الرسم'.

 'قريتي دامون المهجرة كلوحة في مٌخيلتي'

'كلوحة في مخليتي ترافقني قريتي المهجرة الدامون، أرسم تفاصيل ذكرياتنا سوية، فتبادلني الشوق المبعوث عبر عبق التراب المخبيء بعمقي حتى لو عنها هُجرت'، بهذه الكلمات وصف الفنان خليل ريان من طمرة وجع الأرض المستمد من قصة تهجيره من أرض قريته الدامون التي سُرقت منه وعنها هُجر قسرا، وقال: 'أعرض ضمن معرض 'أرضي' لوحات تحمل آلام وآمال أرضي، تصور لوحاتي ضمن معرض 'أرضي' حياة الفلسطيني الفلاح وعلاقته بأرضه من ناحية، ومن ناحية أخرى تعكس صمود الفلسطيني في أرضه من خلال شجرة الزيتون الصلبة الثابتة في أرضها فكلما كبرت أصبحت أصلب وأقوى، وكتلك الزيتونة هو الشعب الفلسطيني جذوره راسخة في وطنه وكلما ثقلت السنين عليه لم تزده إلا جمالا وقوة، أما أنا كفنان فحبي لشجرة الزيتون هو بالفطرة لقدسيتها وعلاقتها بنا كفلسطينين، دينيا، وطنيا وثقافيا'.

وأضاف: 'تضم لوحاتي كذلك تجسيد لمظاهرة يوم الأرض، والتي تصير بها جموع شعبنا متراصة غضبا على سلب أرضهم، غالبا ما تؤثر بأعمالي الفنية قصتي مع التهجير من أرضي الدامون، وخاصة في الأحداث الوطنية إذ يستوجب الأمر مني أن أتحدث عن أرضي وقريتي من خلال لوحاتي الصارخة، فلا يمكن أن انسى 'الدامون'، إلا أن ريشة الرسم عندي حرة طليقة، فهي تحلق في كل سماء تريدها، وقد تأخذني لعوالم عدة لا تنحصر في إطار السياسة'.

يشار إلى أن الفنان خليل ريان من كبار الفنانين البارزين في مجال الفن التشكيلي في مجتمعنا العربي، وله عدة أعمال رائعة في الرسم والنحت، درس الفن منذ عام 1964 في بيت الكرمة بحيفا، واستكمل دراسته في كلية 'بتسليل' للفنون في القدس، وعمل كمرشد فني في المراكز الثقافية في القدس لمدة ثلاثة أعوام ومن ثم انتقل إلى بئر السبع وبعدها إلى ألمانيا، أما أعماله فقد جابت البلاد بطولها وعرضها ثم انتقلت بين عمان ورام الله ونيويورك ولندن وعواصم عالمية عديدة.

التعليقات