28/12/2015 - 12:59

التراث في غزة يعاني الحصار

بدت آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 9 سنوات على غزة، والحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع، واضحة على "قرية الفنون والحرف"، في مدينة غزة، التي كانت خلال سنوات مضت قبلة للحرف التراثية الفلسطينية.

التراث في غزة يعاني الحصار

قرية الفنون والحرف في غزة

بدت آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 9 سنوات على غزة، والحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع، واضحة على 'قرية الفنون والحرف'، في مدينة غزة، التي كانت خلال سنوات مضت قبلة للحرف التراثية الفلسطينية.

القرية التي كان مئات الزوار، والسياح يتوافدون إليها قبل حصار غزة، أضحت اليوم فقيرة من المرتادين والتحف والحرف اليدوية الفلسطينية، وأغلقت باب رزق هام، لعائلات امتهنت حرفة هذا النوع من الصناعات التقليدية، بحسب حديث لمديرة القرية التابعة لبلدية غزة، نهاد شقليه.

وتضيف شقليه:' كان الحضور كثيفاً وبشكل يومي، في سنوات ما قبل الحصار، من قبل الزوار المحليين والسيّاح والوفود، ولكن منذ فرض الحصار الإسرائيلي، أصبحت الحركة شبه معدومة'.

ويعتلي الغبار مقتنيات غرف القرية الأربعة، التي يطلق عليها اسم 'بيوت'، هي 'بيت النحاسيات'، و'بيت التطريز'، و'بيت البسط'، و'بيت الحرق والحفر على الخشب'.

وتعتبر هذه البيوت التي بنيت من الطين، وتحاكي في عمرانها، التراث الفلسطيني القديم، قبلة للإنتاج وعرض وبيع الحرف اليدوية الفلسطينية القديمة، في القطاع، وفق شقليه.

وتتابع شقليه:' تم تأسيس القرية عام 1998، بهدف الحفاظ على الحرف الفلسطينية القديمة من الاندثار، والحفاظ على تاريخنا وثقافتنا، ونحاول أن نحافظ على وجود القرية وهويتنا الفلسطينية، رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمنع الزوار من الحضور'.

وأوضحت أن إدارة المتحف، توجه دعوات باستمرار لزيارتها، خاصة إلى المدارس والجامعات العاملة في القطاع، أو أية وفود أجنبية تحضر لغزة.

وأشارت شقليه أنها تسعى للحفاظ على وجود القرية، ونشر ثقافة التراث الفلسطيني بين الأجيال، مضيفةً 'نفتح أبوابنا أيضاً أمام الفنانين التشكيليين والمعارض المختلفة، لنبقي الحياة بين جدران القرية قدر المستطاع'.

وتؤكد شقليه أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي شارف على عقده الأول، 'طال المشهد الثقافي بقسوة، كما باقي نواحي الحياة الأخرى'، معربة عن أملها في 'انهائه وعودة الحياة الطبيعية لقرابة 1.9 مليون نسمة يقطنون القطاع'.

وفي بيت 'النحاسيات'، يحاول جمعة الزعيم '60 عاماً'، نفض الغبار بين الحين والآخر عن بضاعته الأثرية القديمة.

ويقول الزعيم، الذي يعمل في القرية منذ أن فتحت أبوابها، إن 'الزوار كانوا يتزاحمون بشكل يومي، أمام باب القرية لدخولها'.

ويعتقد الزعيم الذي يبيع المقتنيات النحاسية مثل الأواني وأدوات الزينة، التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية، أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والحروب والانقسام الفلسطيني، هي السبب الرئيس في عزوف الزوار عن القدوم للقرية.

ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، تفرض إسرائيل على قطاع غزة، حصاراً خانقاً، شددته مع منتصف حزيران/ يونيو 2007 إثر سيطرة الحركة على القطاع.

التعليقات