رواية "ساق البامبو" للكاتب الروائي سعود السنعوسي../ روضة غنايم

يستحيل عليك ترك الكتاب بعد قراءة فقرته الأولى، فهو يجذبك ويثير شغفك لقراءته ولمعرفة ما يحمل. رواية جميلة جدا، ومؤلمة حد الوجع! مشاهدها مُصورة بكلمات الكاتب بشكل فني رائع

رواية

"ساق البامبو" - رواية للكاتب الروائي الكويتي سعود السنعوسي. في الأسبوع المنصرم ناقشنا هذه الرواية في "نادي الكتاب" التابع للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطني في مدينة حيفا، حيث نلتقي، مرّة كل شهر، لمناقشة رواية أدبية. وقد حضر اللقاء مجموعة من المثقفين وعُشاق الأدب والقراءة بمبادرة وتنظيم المحامي فؤاد نقارة.

تروي الرواية قصة شاب "عيسى" ولد من أم فيليبينية "جوزافين" ولأب كويتي "راشد" ينتمي لعائلة معروفة في الكويت، حيث عملت والدته كخادمة عند هذه الأسرة.

الرواية مقسمة لخمسة أجزاء، وكل جزء معنون بحكمة جميلة من أقوال الكاتب. يستحيل عليك ترك الكتاب بعد قراءة فقرته الأولى، فهو يجذبك ويثير شغفك لقراءته ولمعرفة ما يحمل. رواية جميلة جدا، ومؤلمة حد الوجع! مشاهدها مُصورة بكلمات الكاتب بشكل فني رائع.

في الجزء الأول تسرد الأم لعيسى قصتها في الكويت، وما الذي اضطرها لمغادرة الفيليبين. والابتعاد عن الوطن والأهل.. "عيسى قبل الميلاد".

والجزء الثاني "عيسى بعد الميلاد وعن تخلي والده عنه، وإرساله مع أمه إلى بلادها قبل أن يبلغ شهره الثاني، نتيجة رفض جدته لهذا الزواج الذي يهدد سُمعة العائلة الأرستقراطية في الكويت! كبر الطفل وبدأ يواجه صعوبة الحياة والفقر في الفيليبين، لذلك كان يُمني نفسةُ العودة إلى بلاد أبية الجنة كما صورتها له والدته منذ كان طفلا.

الجزء الثالث "عيسى .. والتيه الأول" وهو بحثه عن هويته الدينية، حيث بدأ يبحث عنها في الكنيسة والمسجد والمعبد (بوذا)، وشعور الغربة بوطن والدته.

الجزء الرابع "عيسى والتيه الثاني، سفره لبلاد أهل والده وبحثه عن جذوره ورفضهم وخجلهم به.

أما الجزء الخامس "عيسى على هامش الوطن" فقال فيه: "لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج أمي؟ أتراها كانت تخشى أن تنبت لي جذور تضرب في عمق الأرض ما يجعل عودتي إلى بلاد أبي أمرأ مستحيلاَ؟ ربما، ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئاَ أحياناَ. لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها نقتطع جزءا من ساقها، نغرسه، بلا جذور، في أرض، فلا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور جديدة. تنمو من جديد في أرض جديدة، بلا ماض.. بلا ذاكرة..، لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته؛ كاوايان في الفيليبين، أو خيزران في الكويت، أو بامبو في أماكن أخرى.

وأخيرا "عيسى... إلى الوراء يلتفت... ويودع اصدقاءه، و يترك الكويت، ويعود للفيليبين مع قنينة زجاجية تحمل تُراب والده الذي جمعه من تُربة قبره... والده الذي لم ولن يرى ملامحه قط. عاد لبيته في ميندوزا".

التعليقات