الغارق والحيوان: عصور تاريخية مهجورة

تزخر المحافظات المصرية بالكثير من المتاحف خاصة محافظتي القاهرة والجيزة ، حيث تضم آثارا تشمل عصورا تاريخية مختلفة عبر آلاف السنين، ويوجد بالمحافظات المصرية نحو 40 متحفا، لا يُعرف منهم إلا القليل.

الغارق والحيوان: عصور تاريخية مهجورة

تزخر المحافظات المصرية بالكثير من المتاحف خاصة محافظتي القاهرة والجيزة ، حيث تضم آثارا تشمل عصورا تاريخية مختلفة عبر آلاف السنين، ويوجد بالمحافظات المصرية نحو 40 متحفا، لا يُعرف منهم إلا القليل.

من أشهر المتاحف التي لا تحظى بشهرة كبيرة، متحف ”الركايب الملكية”، الموجود بالقاهرة في منطقة بولاق، والذي أنشئ في عهد الخديوي إسماعيل والملك فؤاد، ويتكون المتحف من مبان عبارة عن حجرات للعربات وإسطبلات الخيول وحجرات خاصة بإعداد أطقم الخيول وورش للقطار ومسكن لإقامة سائقي العربات ومكاتب للعاملين وحجرات للإسعاف.

ويشمل مجموعة من العربات الملكية من طرازات مختلفة، والتي كانت تستخدمها الأسرة المالكة المصرية في فترات ما قبل الثورة، والجدير بالذكر أن هذه العربات استخدمت عند استقبال الملك والسفراء والنبلاء، ومن أهم هذه العربات الآلاي الكبرى، ويحتفظ المكان رغم مرور عشرات السنين بـ4730 قطعة أثرية، بالإضافة إلى 651 درهما من الترتر الفضة، وغيرها من المقتنيات الأثرية بالغرف.

ويأتي من ضمن المتاحف التي لا يعرفها الكثير متحف محمود مختار، فبعد أن توفي الفنان محمود مختار عام 1934، وهو أحد الفنانين الرواد في فن النحت وصاحب تمثال نهضة مصر، طالب رواد الحياة الثقافية وعلى رأسهم هدى شعراوي، بالمحافظة على أعمال مختار الفنية وجمعها لحمايتها من السرقة والاندثار، ووقتها قامت وزارة المعارف عام 1938 بإنشاء متحف لمختار ومقبرته ولمقتنياته على نفقتها الخاصة، كما أعيدت الكثير من أعماله إلى مصر لعرضها بمعرض المثالين الفرنسيين بالجمعية الزراعية، وافتتح المتحف عام 1952 في ملحق خاص بمتحف الفن الحديث وعرض 59 تمثالا، وأسس المتحف كل من الفنان راغب عياد صديق مختار وكمال الملاخ الصحفي والأثري المميز، وصمم المتحف الحديث الكائن في حديقة الحرية بوسط البلد على يد المهندس رمسيس واصف ونقلت جميع الآثار والمقتنيات إليه.

هناك أيضا “متحف البريد” الكائن في ميدان العتبة في مبنى البريد، والذي افتتح أثناء اجتماع مؤتمر البريد العالمي العاشر عام 1934م خلال حكم الملك فؤاد الأول، وتم تجديد المتحف في عهد الرئيس حسني مبارك، وتم افتتاحها في فبراير عام 1989، ويتكون المتحف من عدة أقسام أهمها القسم التاريخي المعروض فيه مجموعة من أوراق البردي والوثائق وعقود نقل البريد واللوائح البريدية، بالإضافة إلى قسم الطوابع والأوراق المتنوعة ومجموعات طوابع البريد المصرية والعربية والأفريقية والأوروبي والآسيوية والأمريكية، وقسم أدوات البريد من موازين وحقائب ومفاتيح وصناديق، كما أن هناك قسم خاص بالملابس التي كان يرتديها موظفو البريد، وقسم الإحصائيات والرسوم اليابانية والصور التاريخية التي تعود إلى تاريخ افتتاحه وقسم تطور البريد الجوي والأجنبي.

هذا ويعد متحف “الحيوان” بمحافظة الجيزة من أقدم المتاحف بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1906، وقد نقل إلى موقعه الحالي بحديقة الحيوان عام 1914، وتم تجديد المتحف ثلاث مرات، الأولى عام 1962، والثانية عام 1988، والأخيرة كانت عام 2015، ويتكون المتحف من ثلاثة طوابق، ويعرض بها هياكل ومحنطات الحيوانات، والتي يعود عمرها إلى 300 سنة، وبدروم أسفل المتحف لتخزين باقي المحنطات.

ويوجد في مدخل المتحف حجرتان خصصت إحداهما للمؤتمرات والمحاضرات، وهي تضم مجموعة من الصور للوافدين والزيارات التي تأتي للمتحف، أما الحجرة الثانية فهي تضم مجموعات نادرة، وتعد مرجعية ضخمة في تصنيف المملكة الحيوانية، وتعد هي الوحيدة في مصر، حيث يبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض و6254 طائرا، وهي لها أهمية كبرى لدى الدارسين في علم الحيوان في جميع المجالات.

في 26 أكتوبر عام 1932 أنشئ متحف “السكة الحديد”، وافتتح بشكل رسمي لاستقبال الزوار في 15 يناير عام 1933، ويقع المتحف في ميدان رمسيس ويحكي قصة القطارات في مصر، وقد أسس ليكون نواة لمتحف علمي فني بمصر بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للسكك الحديدية عام 1933.

ويتكون المتحف من 700 نموذج ومعروض، بالإضافة إلى عدد من الوثائق والخرائط والبيانات الإحصائية، والتي تبين تطور النقل والسكك الحديدية في مصر، كما أنه يظهر نموذج أول فكرة قاطرة ظهرت في العالم عام 1783، وأول قاطرة سارت بمصر عام 1854، والتطور الطبيعي لتلك العربات للوصول إلى قاطرات الديزل الكهربائي، كما يوجد بالمتحف قسم للإشارات القديمة والحديثة، وكيف كان يتم توجيه القطارات عن طريق الإنسان والوصول إلى الإشارات الآلية، ونماذج لكباري السكك الحديدية.

ومن أبرز المعالم الأثرية الموجودة في مدينة الإسكندرية “المتحف الغارق”، وهو عبارة عن مجموعة من الآثار الغارقة والتي تعود إلى العصر الفرعوني والإغريقي، بحسب د. مختار الكسباني، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ، توجد في قاع البحر المتوسط أمام قلعة “قايتباي”، والميناء الشرقي لمدينة الإسكندرية، مشيرا إلى أنها كانت في البداية موجودة عند مقبرة عمود السواري، ولكن في العهد العثماني وخلال فترة حكم محمد علي تم نقلها لتحصينها وحمايتها من التآكل، لافتا إلى أن أغلب هذه الآثار تعود إلى العصر البطلمي، حيث أنها ابتعدت عن الشكل اليوناني التقليدي وأخذت الشكل الفرعوني المميز، مؤكدا أن هناك مباحثات مع أثريين فرنسيين لإنشاء متحف تحت الماء ورؤيته عن طريق الغواصات.

اقرأ/ي أيضًا| مدخل إلى المسرح الفرعوني الكوريغرافي الأوبرالي

التعليقات