26/01/2018 - 12:48

ترسيخ عادة القراءة لدى الأولاد

تعويد الأولاد على القراءة، يساهم في إعادة اكتساب الأسر لهذه العادة المهمة التي تخلى عنها البعض.

ترسيخ عادة القراءة لدى الأولاد

الكتاب والقراءة في عصرنا بات أمرا يحتاج إلى إعادة نظر ، بعد أن غدت وسائل جمع المعلومات تقتصر على "الجوجلة" والاكتفاء بالجمل القصيرة، بمعنى آخر "ما قل ودل"، في حين كان الكتاب يشغل حيزا مهما في عالمنا وثقافتنا، وبعض الكتب غدت إرثا قيما وجميلا نتناقله من جيل لجيل ، مع العلم أن القراءة لم تعد عادة فات زمنها، ومهما تراكمت معلوماتنا المجموعة من الأوراق والأدراج، لا قيمة تعلو على قيمة قراءة الكتاب والتمتع بفحواه.
الموضوع مطروح هنا لكي نأخذ بيد الأهل والوالدين خطوة بخطوة من أجل ترسيخ  فكرة القراءة عند الأولاد والتي تبدأ من جيل مبكره جدا، ولا حاجة بأن ننتظر حتى يتعلم الطفل القراءة والكتابة، ليدرك أهمية ذلك. 
كيف للأهل أن يقوموا بذلك ؟:


* أن يكون الأهل قدوة لأولادهم، فالأولاد  يقلدون الأهل في تصرفاتهم، والقراءة والتعامل مع الكتاب هو أيضا يدخل في خانة التقليد، هنا يجدر التنويه أنه حتى لو لم يكن الأهل من هواة المطالعة والكتاب، يجب إظهار هذا الشغف للأولاد، ومن الأفضل أن يمسكوا هم الكتاب يوميا حتى يتشجع الأولاد على القراءة، من الصعب تشجيع الأولاد عل القراءة ما دام الأهل لا يفعلون ذلك. 

  
* قراءة كتاب للأولاد، في حال لم يكن هناك ميل وشغف لديهم للقراءة، من المهم أن يلجأ الأهل للجلوس مع الأولاد وقراءة كتاب لهم، ممكن قبل النوم أو في أية ساعة من النهار، وهذا يساعد الأهل أيضا على التعود على الكتاب، في حال لم يكونوا من هواته، وليس الأولاد فقط..


* مراعاة احتياجاتهم للكتاب الذي يرغبون هم بقراءته، من المهم إعطاء الأولاد خيارات قراءة الكتب التي يرغبونها هم وليس ما يرغب الأهل، ممكن شراء أو عرض عدة كتب مناسبة (الصور الجميلة تزيد من متعة القراءة لدى الأولاد) وهم يختارون ما يريدونه، وبهذه الطريقة سيصبح الأطفال أكثر حماساً وشغفا بما يقرؤونه، طرح موضوع القراءة والمطالعة بشكل فرض وليس متعة يأتي بمفعول عكسي، أذا شعر الاولاد بالفرض للمهمة فسوف يتخلوا تدريجيا عن عادة القراءة، يجب الحرص على ترسيخ المعنى الإيجابي للقراءة وليس السلبي لذلك من الخطأ تجاهل رغباتهم وفرض ذلك فرضا.

* ترسيخ القراءة لدى الأولاد سيغير كل حياتهم، فيجب ألّا ننسى أن أهمية ترسيخ القراءة في البداية هي مهمة وهدف الأهل الأساسية ، من أجل خلق عادة حميدة ومهمة سوف ترافقهم وبشكل منظم وغير ممل وممكن ممارستها في أي وقت بالرغم من الانشغالات اليومية، وسيكون لنتائج هذه العادة الأثر الكبير في زيادة  ثقافة الأولاد ورقيهم على المدى البعيد وستساهم مساهمة فعالة في بناء شخصياتهم الشيء الذي يعود بالفائدة على مجتمع برمته.

* يجب عدم التهاون ووجود الأعذار والتراخي وإيجاد الحجج لعدم القراءة،  مثل"لا وقت" وكأن القراءة هي مضيعة للوقت، وهذه رسالة تصل للأولاد وكأن القراءة هي شيء ثانوي وليس من الأولويات.

وبالمجمل تعويد الأولاد على القراءة، يساهم في إعادة اكتساب الأسر لهذه العادة المهمة التي تخلى عنها البعض.

التعليقات