13/08/2016 - 13:04

غزة: أحلام الخريجين تصطدم بمرارة الواقع

قبل شهرين، ذهبت محاولات شابين أضربا عن الطعام لتوفير عمل لهما أدراج الرياح، لكن محمود سلمان لم يفقد الأمل منذ تخرجه من إحدى جامعات قطاع غزة قبل ثلاثة أعوام، رغم مرارة وقساوة الواقع.

غزة: أحلام الخريجين تصطدم بمرارة الواقع

شاب في ورشة عمل بقطاع غزة (أ.ف.ب)

قبل شهرين، ذهبت محاولات شابين أضربا عن الطعام لتوفير عمل لهما أدراج الرياح، لكن محمود سلمان لم يفقد الأمل منذ تخرجه من إحدى جامعات قطاع غزة قبل ثلاثة أعوام، رغم مرارة وقساوة الواقع.

درس محمود (25 عامًا) الجغرافيا في جامعة الأزهر بغزة، وحصل على معدل مرتفع (80%)، ومنذ ذلك الحين، تراوده الاحلام بالحصول على وظيفة أو حتى على أية فرصة عمل تساعده على تأمين مستقبله الذي بات مجهولًا في الشريط الساحلي الضيق.

"سجلت منذ تخرجي للحصول على فرصة معلم في الحكومة ووكالة الغوث الدولية (الأونروا) دون جدوى"، يقول محمود ذو الجسم النحيل، الذي أضاف بأنه طرق أبواب المؤسسات والجمعيات الخاصة دون فائدة.

وصادف أمس، الجمعة، اليوم الدولي للشباب، في وقت سجلت فيه تقارير محلية ودولية ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشبان الفلسطينيين.

في هذا الصدد، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: "إن نسبة الشباب (15-29 سنة) في فلسطين، تشكل 30% من إجمالي السكان، وإن ما يقارب 40% منهم يعانون البطالة".

وأشار محمود الى أنه منذ تخرجه لم يحظ بفرصة عمل حقيقية سوى عمله كمدرس لدى الأونروا على بند البطالة، لافتا إلى أنه سجل هذا العام لامتحان التوظيف الخاص بالوكالة الدولية ونجح بتفوق وأجرى المقابلة الشخصية وهو بانتظار النتيجة.

وتخرج الجامعات في قطاع غزة سنويا آلاف الطلبة لينضموا إلى جيش البطالة.

وأورد تقرير حديث للجهاز المركزي للإحصاء، بأن معدل البطالة بين الخريجين الشباب في فلسطين بلغ 51% خلال الربع الأول 2016.

وبيّن التقرير "أن بيانات الربع الأول لعام 2016 أشارت إلى أن 41% من الشباب نشيطون اقتصاديا في فلسطين، بواقع 40% في الضفة الغربية و42% في قطاع غزة".

ويعاني سكان قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) أوضاعًا اقتصادية صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عشر سنوات، حيث يبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من 200 ألف فرد.

وجاء في تقرير صدر مؤخرا عن "الأونروا"، إن 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ورسمت المنظمة الدولية صورة سوداوية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، عندما قالت: "إن الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية في قطاع غزة قاسية للغاية، وتعتبر واحدة من أعلى معدلات البطالة في العالم".

وتعقيبا على ذلك، يقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، "إن نسبة البطالة في قطاع غزة قد بلغت 41.2%، وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف خلال الربع الأول من العام الجاري، وتعتبر معدلات البطالة في قطاع غزة الأعلى عالميا".

التعليقات