الشباب العرب... تحديات صعبة

يعاني الكثير من أبناء المجتمع العربيّ، وخاصةً الشباب والفتيات منهم، من صعوباتٍ في شتى مناحي الحياة، بتفاوتٍ وتباين، سواء كانت تعليميّة، مهنيّة أو اجتماعيّة، لأسبابٍ مختلفة.

الشباب العرب... تحديات صعبة

مجموعة صور من الناصرة التقطت بعدسة "عرب 48"

يعاني الكثير من أبناء المجتمع العربيّ، وخاصةً الشباب والفتيات منهم، من صعوباتٍ في شتى مناحي الحياة، بتفاوتٍ وتباين، سواء كانت تعليميّة، مهنيّة أو اجتماعيّة، لأسبابٍ مختلفة.

وللتطرقِ إلى وضع الشبابِ العربي، ينبغي علينا الخوض عميقًا في التعليم الأكاديميّ، سوق العمل ومدى استيعابه للشبان العرب، الصعوبات الاجتماعيّة وظواهر مجتمعيّة مقلقة.

بين المدرسة والجامعة

تجول موقع 'عرب 48' في مدينة الناصرة، أكبر المدن العربيّة في الداخل الفلسطينيّ، للحديثِ عن التحديات والصعوبات التي تواجه فتياتها، ومنهنّ استعرضت الشابّة لارين سخنيني تلك الصعوبات بأنّ 'التحديات التي تقف أمام الشبان في التعليم الأكاديميّ تتمثل أولاً بعدم وجود الثقافة والوعي الكافيين لدى الشباب العرب بكل ما يتعلق باختيار موضوع الدراسة المفضل وإنما يذهبون عشوائيًا للتخصص في أيِّ موضوعٍ كان من منطلق الانخراط في التعليم الأكاديميّ فقط'.

وقالت سخنيني، لـ'عرب 48'، إنّ 'التحدي الثاني في الجامعة هو اتقان اللغة العبريّة والتحدث بطلاقة، مما يعتبر صعوبة لدى الشاب العربيّ، ناهيك عن أنّ اللغة الإنجليزية المطلوبة في الجامعات بمستوى عالٍ جدًا ونسبة الطلاب العرب الذين يجيدون الإنجليزيّة بطلاقة في الدراسة والوظائف هي أدنى بكثير من الطلاب اليهود'.

ومن جهة أخرى، قالت الشابّة أريج حكروش، لـ'عرب 48'، إنه 'من خلال تجربتي الشخصيّة، حين أنهيت المدرسة أردت أن أعمل لأستقل اقتصاديًا وأكسب الخبرات الحياتية، بالإضافة إلى جمع المال للتعليم الأكاديميّ، كان هذا بمثابة تحدٍّ كبير لفتاةٍ في عمري الغضّ، ناهيك عن التخبطات في البحث عن الذات واختيار موضوع التعليم واحترت بالتخصص ما بين موضوع أحبه وآخر يجلب لي المال، وأخطأتُ حينها بقيامي بالتخصص في العام الدراسيّ الأول بمجال الهندسة، فتركتُه لأتجه إلى مجال آخر تهواه نفسي وأرى ذاتي من خلاله، ألّا وهو تاريخ الشرق الأوسط والإعلام'.

وأردفت أنه 'بعد قراري بتغيير تخصص الدراسة واجهتُ التحديات من الجديد، كملاءمة علامة البسيخومتري واستيفاء شروط القبول بالجامعة، وبعد دخولي اجتزتُ معضلة اللغة العبريّة والتأقلم مع الجو حديث العهد واجتياز المساقات المختلفة'.

'البجروت' والأطر الشبابيّة

وقال الطالب الجامعيّ والناشط السياسيّ، أحمد أبو أحمد، لـ'عرب 48'، إنّ 'مشكلة التعليم تبدأ كذلك من المدرسة وامتحانات البجروت، فهناك طلاب عرب لا يملكون شهادة بجروت، أو أدنى من أن تأهلهم لدخول الجامعة، فيسافرون إلى خارج البلاد، وعلى هذا تعمل المؤسسة الإسرائيليّة على وضع امتحانات صعبة في البجروت والبسيخومتري، لكن هذا الجيل الشاب يقدم الكثير من وقته وجهده ويحقق العلامات المتميزة رغم وضع الشروط التعجيزيّة للدخول إلى الجامعات، وهذا هو هدف المؤسسة الإسرائيليّة، ألّا وهو خفض نسبة العرب الأكاديميين والمتعلمين والمثقفين'.

وأضاف أنه 'في الناصرة هناك العديد من الأطر الشبابيّة والمؤسسات الأهليّة والنوادي الشبابيّة'، لكنه استدرك أنّها متقوقعة، وأوضح أنها 'تحاول أن تعمل على تجنيد الشباب كناشطين وفاعلين، لكنها لا تستطيع الدخول إلى كافة الأحياء والمناطق في الناصرة، وللأسف إذا ما نظرنا نجد أنّ هناك قلة في النوادي التي تضم الشباب بعد المدرسة والعطلة، وهو أمر يعود بالطالب والشاب إلى الوراء'.

ومن خلال تجربته، رأى الشاب فادي خطيب أنّ 'النجاح هو قرار'، مشاركًا قصّته بأنّه منذ الطفولة عاش تحديًا كبيرًا بكونه عانى من عسرٍ تعليميّ، فكان محبطًا لدرجةٍ شعر بأّنه عبء على الحياة ولا مستقبل أمامه، لكنه خاض تحدياتٍ كبيرة لإثبات قدراتهِ بمساعدةِ أهلهِ ومعلمي مدرستهِ، ومن هنا نبعت لديه قوّة بتحدي نفسه ومن حولهِ وإثبات قدراتهِ.

وقال خطيب، لـ'عرب 48': 'ثابرت واجتهدت في المدرسة والتعليم حتى حصلت على شهادة بجروت كاملة، وبعدها دخلت الجامعة لدراسة موضوع العلاج بالتشغيل، وها أنا اليوم أحمل اللقب الأول في هذا المجال وأتميّز علميًا'.

تحديات العمل

أما عن خريجي المدارس الذين ينوون الانخراط بالعمل ولا يرغبون الذهاب إلى الجامعة، فهناك أيضًا صعوبات تواجههم، ومنها ذكر أبو أحمد أنّ 'هناك صعوبات في قبول الطلاب للعمل، سواء كان ذلك في مصانع، مطاعم أو غيرها. يضعون الشروط التعجيزيّة أمامهم كالحصول على توجيه مهني، أو في بعض الأماكن يتم تفضيل الجنود المسرحين على غيرهم مِمن لم يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي'.

وبما أنّ المجتمع العربيّ هو مجتمع عامل بطبيعتهِ ومن الشبان من يذهب للعمل في البناء، أشار أبو أحمد إلى أنّ 'هناك إهمال في مراقبة أعمال البناء التي يتواجد بها الشبان العرب، وهذا نابع عن عدم مراقبة مراقبي الدولة لورشات العمل، فيتقاعسون في مراقبة الورشة وكيف تتم هناك أعمال البناء، كيف يتعامل المقاول مع العاملين، وهل يعطيهم كافة حقوقهم ويقدم لهم إرشادات العمل السليم والآمن أم يجعلهم يغامرون بحياتهم من أجل توفير ماله، وقد رأينا ازديادا ملحوظا في أعداد القتلى بورشات البناء'.

التعليقات