"chickenshit" مديح لنتانياهو نسبة لما قيل..

إن تسلل نتانياهو بالقوة إلى واشنطن أوصل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى حضيض لم يسبق له مثيل، وقد تؤدي إلى المس باحتمالات الهدف الذي يسعى إليه من خلال الزيارة، وهو فرض عقوبات على إيران

('لم يحصل من قبل أن حاول رئيس حكومة عشية انتخابات استغلال العلاقات مع الولايات المتحدة كدعاية انتخابية'.. أقوال نتانياهو عن زيارة بيرس إلى واشنطن قبل انتخابات 1996 بأسابيع قليلة – عن 'هآرتس')

'إن تسلل نتانياهو بالقوة إلى واشنطن أوصل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى حضيض لم يسبق له مثيل، وقد تؤدي إلى المس باحتمالات الهدف الذي يسعى إليه من خلال الزيارة، وهو فرض عقوبات على إيران'.

جاء ذلك في تقرير أعده حامي شاليف، في صحيفة 'هآرتس'، اعتبر فيه أن وصف نتانياهو بـ'الجبان' و'القذر' يعتبر مديحا نسبة لما قيل ضده مؤخرا في واشنطن.

وكتب أن مستشاري الرئيس الأميركي، بداية، استصعبوا استيعاب فكرة زيارة نتانياهو، وتبنوا مجددا لقب 'chickenshit' الذي كانوا قد ألصقوه بنتانياهو، والذي كتب عنه الصحافي جيفري غولبيرغ في تشرين أول (أكتوبر الماضي)، وأوضحوا أنه بالنسبة لما قيل في الساعات الأخيرة عن نتانياهو فإن لقب 'chickenshit' يعتبر مديحا.

وفي أعقاب ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس لن يلتقي نتانياهو خلال زيارته، كما أعلن ذلك بدوره وزير الخارجية، جون كيري، بادعاء اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية.

وبحسب الكاتب فإن أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، المؤيدين مثل نتانياهو، لفرض عقوبات على إيران، وجدوا صعوبة في إخفاء دهشتهم من خطوة نتانياهو المستفزة. ونقل عن أحدهم قوله في محادثة خاصة إن 'نتانياهو يطلق النار على قدميه'. وقال أيضا إن 'مشرعين ديمقراطييين كانوا على استعداد لمواجهة الفيتو الرئاسي على فرض عقوبات جديدة سوف يجدون أنفسهم مضطرين للوقوف إلى جانب الرئيس، وإلا بدوا كمتعاونين مع الجمهوريين'.

وتفنيدا لما ادعاه مقربون من باينر ونتانياهو، بشأن توجيه دعوة من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قالت نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب إن أحدا لم يتحدث مع نتانياهو، وأن الحديث عن توقيت غير مناسب.

ويتابع شاليف أن قادة المنظمات اليهودية، الذين يقفون تلقائيا إلى جانب نتانياهو، لم يصدقوا ما يسمعون. ونقل عن أحدهم قوله إن أحدا لم يبلغهم بالزيارة أو يسألهم عن رأيهم فيها. ونقل عن إيف فوكسمان، من 'اللجنة ضد التشهير'، اقتراحه بأن 'ينزل نتانياهو باينر عن الشجرة العالية التي تسلقاها'.

ويضيف أن الاحتجاجات بدأت تصل إلى مكتب رئيس الحكومة، وعرض عليه اقتراح تأجيل خطابه من 11 شباط (فبراير) القادم إلى حين موعد مؤتمر 'إيباك' في الثالث من آذار (مارس). وبحسب الكاتب فإنه لو تذرع نتانياهو بذريعة المشاركة في مؤتمر إيباك لكان قد قلص بشكل ملموس الأصداء والأضرار التي حصلت. ولكن ما حصل هو أن إسرائيل تحولت إلى كرة في ملعب الصدام الحزب يالأميركي، وأبعدت نفسها أكثر عن الديمقراطيين، وهدرت ما تبقى لها من مصداقية لدى الإدارة الأميركية، ومست باحتمالات نجاح المسعى الذي يسافر نتانياهو لأجله، وهو زيادة الضغوط على إيران بواسطة تشريع فرض عقوبات جديدة.

وبحسبه فإن كل الأطراف متفقون، على ما يبدو، على أن احتمالات تشريع فرض عقوبات جديدة على إيران قد يؤدي إلى تفجير المفاوضات النووية مع إيران، مثلما أوضح أوباما أمام الكونغرس. كما أن رئيس الموساد لم ينف ما نسب إليه، والذي بموجبه فإن فرض عقوبات جديدة سيكون بمثابة إلقاء قنبلة يدوية على المحادثات، بيد أنه يعتقد أن ذلك من شأنه أن يدفع الإيرانيين في نهاية المطاف إلى إبداء المزيد من المرونة في مواقفهم، في حين يعتقد أوباما أن وقف المحادثات سيقود إلى تدهور أمني، وربما إلى مواجهة مسلحة بين الولايات المتحدة وطهران.

ويضيف الكاتب أنه في نهاية المطاف، ورغم التصريحات المطمئنة عن إجراء محادثات عادية في القضايا العالمية، فإنه 'نتانياهو وأوباما لا يطيقان بعضهما البعض، ولا يثق أحدهما بالآخر، والعلاقات بينهما سيئة لدرجة أنهما لا يحاولان إخفاء ذلك. ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة عاشتا أزمات أخطر، إلا أن العلاقات بين أوباما ونتانياهو وصلت إلى حضيض لم يسبق له مثيل.

وينهي بالقول إنه تبقى مشاهدة ما إذا الرهان الانتخابي الكبير لنتانياهو على التسلل بعنف إلى العاصمة الأميركية، قبل أسبوعين من الانتخابات، جيدا بالنسبة له م سيتضح أنه سيف ذو حدين، فليس من المؤكد أن نتانياهو أخذ بالحسبان أن أوباما قد يعمل على منع انتخاب نتانياهو مجددا، ولكن من المؤكد أن نتانياهو لم يأخذ بالحسبان أنه عندما يعود إلى مكتب رئيس الحكومة سيضطر إلى العمل لمدة سنتين في 'الأراضي المحروقة التي أبقاها خلفه هذا الأسبوع'. 

التعليقات