قد يكون الشعور بالتعب والإرهاق في كثير من الأحيان، رد فعل لحالة جسدية يعيشها الإنسان نتيجة أسباب معينة تبعد كثيرا عن المجهودات البدنية والعضلية التي يبذلها، وتؤشر لاحتمالية إصابة الجسد بحالة مرضية أو نفسية معينة، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة.
وعدم تناول وجبة الإفطار بالصورة التي تحقق للجسم الراحة المطلوبة والصحة الجيدة، مما يجعل الشعور بالإرهاق والتعب ملازما للإنسان طوال اليوم، كونها تقوم بمد الجسم بالمواد الغذائية بعد فترة نوم طويلة لم يحصل خلالها على ما يحتاجه، كما أن الوجبات السريعة من الأسباب التي تؤدي إلى إرهاق الجسد بدون القيام بأعمال بدنية مرهقة، كونها تعتمد كليا على الدهون المشبعة التي تقوم بملء المعدة، ومن ثم الضغط على الرئتين، بصورة تمنع الإنسان من التنفس طبيعيا، الأمر الذي يؤدي في نهايته إلى الشعور بالتعب والإنهاك، كذلك يعد عدم حصول الإنسان على أوقات نوم كافية من أهم الأسباب المؤدية إلى ضعف الحالة العامة لجسم الإنسان، لأن ذلك يؤثر سلبا على أداء أجهزة الجسم لوظائفها، وبالتالي يشعر الإنسان بصعوبة في الحركة وضعف عام.
وعن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى شعور الإنسان بالتعب والإنهاك، يقول استشاري الصحة النفسية د. أحمد برمك، إن "أهمها عدم الحصول على قسط كاف من النوم والراحة، حيث يؤثر ذلك على فاعلية العقل بأعماله بشأن التركيز والتذكر، كما يعطل إمكانية الجهاز العصبي المركزي في التحكم في مشاعر الإنسان وتحقق التوازن بينها، الأمر الذي يشعر الإنسان بالإرهاق وفقدان القدرة على تحمل مزيد من الضغوط، ويعيق قيام الإنسان بأعماله اليومية، لذلك لابد له أن يخصص وقتا كافيا للنوم أو الاسترخاء، حتى يمد الجسم بالطاقة اللازمة لإنهاء اليوم بحيوية ونشاط".
وأضاف برمك أن "إصابة الإنسان بمشاعر سلبية مثل الاكتئاب، من الأسباب التي تؤدي إلى تعزيز الشعور بالتعب والإرهاق لديه، حتى وإن كان لا يقوم بأعمال بدنية صعبة أو متعددة، حيث يتسبب في حدوث اضطرابات جسدية لدى الإنسان بصورة تشعره بعجز عن القيام بأعماله اليومية، وتكون هناك مؤشرات عديدة للشعور بالاكتئاب، منها التعب، والإنهاك، والشعور بالإحباط لفترة زمنية طويلة قد تزيد عن أسبوع، فضلا عن الإصابة بالصداع وفقدان الشهية".
اقرأ/ي أيضًا | المصدر الرئيسي للوفيات بالعالم العربي 2015: القلب
وأوضح برمك، أن "هناك مصطلح نفسي يُطلق عليه "فيبروميالغيا"، وتعني متلازمة التعب المزمن، وهذه يصاب بها الإنسان لفترة ممتدة وينتج عنها فقدانه لقدراته في القيام بأعماله اليومية، ويصبح دائم الشعور بالتعب والإنهاك، وتعد هذه المتلازمة من أخطر الأسباب التي ينتج عنها هذا الشعور، وبالرغم من أن علاج هذه المتلازمة من الصعب حدوثه، ولكن لابد من التخلص منها حتى يمكن للإنسان معايشة أوقاته بصورة طبيعية، ويمكن تحقيق ذلك بتغيير الجدول اليومي للإنسان".
التعليقات